زوجي العزيز،، 2019
رسالة إلى زوجي…
زوجي العزيز،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية قبل أن أتعرف إليك كنت أدعو الله كثيرا أن يرزقني بزوج صالح متدين يتقي الله فيّ ولا يجور عليّ ولا ينقصني حقي،
ثم رزقني الله بك فكانت نعمة كبيرة أشكره سبحانه عليها،
ولكني علمت أن هذه النعمة تحتاج إلى أن أصونها بشكل عملي فظللت أفكر كيف أشكر الله بشكل عملي عليك.
فكرت وبحثت وسعيت لأعرف كيف تعامل الزوجة المسلمة زوجها وكيف تتحبب إليه وتكون له خير متاع الدنيا،
فتعلمت من السلف الصالح أن الزوجة خفيضة الصوت يسمع لها زوجها أكثر من عالية الصوت،
وتعلمت أن من تنازع زوجها على زعامة البيت تخسر الكثير وتظل في تلك المعركة الخاسرة إلى أن تفقد زوجها فحفظت لك يا زوجي حق السيادة في بيتك وعليّ واحتسبت ذلك عند ربي،
ولم أنازعك فيهما لكي تستقم الحياة وينضبط ميزان القوى في بيتنا ويتحقق ناموس الكون فينا،
فلابد من قائد ولابد من تابع, ولقد أمر الله أن تكون القائد وأن أكون التابع ولم أجد غضاضة في ذلك،
فالقائد هو الذي يواجه الصعاب ويتحمل المسئوليات وباتفاقه مع التابع يحقق السلامة للمسيرة ونصل جميعا إلى بر الأمان.
وفكرت يا زوجي أن أنظر للأمور دائما من وجهة نظرك،
وأن أضع نفسي في مكانك،
وأتخيل أني لو كنت في موقفك هذا ماذا كنت فاعلة، لذا لم أتعمد يوما أن أضغط عليك بمطلب ولا أن أغلظ لك في كلمة
– إلا ما استطاع الشيطان أعاذنا الله منه أن يجعلني أفعله في بعض المواقف البسيطة
– وكنت أستغفر الله سريعا وأنوب إليه وأعود لأصالحك ولا أدعك تغضب مني ولو دقائق فأنا أعلم أنك جنتي وناري وأنك إن غضبت علي عرضت نفسي لغضب ربي.
فكنت أخاف من أن أستمر في إغضاب الله فيك ولو لحظات.وحتى يا زوجي في الأوقات التي كنت أشعر أنك تعاملني فيها بجفاء أو أني لا أستحق هذا أو ذاك أو أني على حق في موقف ما، كنت أحتسب عند الله وأقول إن لم يطع الله زوجي فيّ فأنا أرفض أن أعصى الله فيه،
وأني إن صبرت على هذا أصلحه الله لي وأمال قلبه إلي، وكان يحدث هذا وأكثر، فكنت حين تراني لا أرد على عصبيتك لأي سبب بعصبية مماثلة كنت تترك العصبية
وتهدأ وتعتذر لي أن هناك أمر ما يضايقك في العمل
.وقررت أن أكون صديقتك، أي أن أسمع لك وأشرك نفسي في اهتماماتك وأحب ما تحبه وأفكر فيما تفكر به حتى لو كان غريبا على فكري قبل ذلك، وأن أفتح آفاق التفاهم بيننا وأن أكثر من الكلام الودود معك حتى نقيم المزيد من الجسور بيننا ويكون لدينا حصيلة من الذكريات الجميلة على مر الزمن تكن لنا زخرا وبناءا شامخا لا يستطيع أي كان أن يهدمه
وكنت أسأل الله مقلب القلوب دائما أن يقربني منك ويقربك مني. وتوحدت معك بمشاعري وتفكيري فليس هناك أنا وأنت بل هناك نحن، فأنت لست العدو الذي علي أن أناصبه العداء أو أفكر كيف آخذ منه ما أقدر عليه، بل أنت الحبيب وشريك العمر ورفيق الكفاح.
ووكلت الله في أمري معك واحتسبت عنده كل مجهودي في علاقتنا الأسرية لهذا شعرت أن المودة و الرحمة سكنت بيتنا وأن أولادنا يشعرون بالدفء بيننا، فأنا زوجة لا تجادل ولا تتشاجر لأتفه الأسباب ولا أكلف زوجي فوق طاقته وأنزل لزوجي عن رأيي احتسابا لله وتقربا منه،
وفي المقابل حفظ الله لي زوجي وجعله يعاملني بحنان وسهل علي المهمة فلقد وضعت في بنك الود استثماري من المحبة والود للزوج فأثمره الله وكثره وبارك فيه وأعاده إلي أضعافا عديدة.أرجو يا زوجي أن تكون راض عني وأن تعينني على الحياة الصعبة وأنا أتعهد لك بمثل ذلك لأني أتمنى من الله أن أكون زوجتك في الجنة حيث لا نصب ولا تعب ولا مصائب الدنيا،
أرجو أن يجازيني الله على حسن عشرتي معك في الدنيا بعشرة أبدية معك في الجنة
فهذا ما أتمناه وتصبو إليه نفسي ويطمح إليه قلبي وهذا هو الهدف الأسمى لزواجنا.
وعليك السلام والرحمة والمغفرة إن شاء الله يا زوجي الحبيب والغالى