رسائل السنوار في خطاب خانيونس .. حمزة ابوشنب

السودان اليوم

لقد حمل خطاب السنوار مضامين سياسية متعددة ورسائل مهمة على الصعيد الداخلي والخارجي، رسائل مطمأنة للحلفاء في محور المقاومة والأصدقاء في العالم العربي والإسلامي، ورسائل وعيد للعدو الصهيوني.

هي الأولى منذ توليه قيادة حركة حماس في قطاع غزة، كما أنها كذلك المرة الأولى التي يخاطب فيها الجمهور مباشرة، فلم يكن له في السابق ظهور إعلامي واضح، فيما عدا بعض المقابلات المعدودة، واقتصرت في لقاءاته على الفئات المجتمعية المختلفة.

لقد حمل خطاب السنوار مضامين سياسية متعددة ورسائل مهمة على الصعيد الداخلي والخارجي، رسائل مطمأنة للحلفاء في محور المقاومة والأصدقاء في العالم العربي والإسلامي، ورسائل وعيد للعدو الصهيوني.

الرسالة الأولى مرتبطة بالعملية الاستخبارية الفاشلة للعدو، وهي ذات بعدين؛ الأول: بأن العملية على الصعيد الميداني انتهت ولكن على الصعيد السياسي لم تنتهِ وعلى العدو دفع الثمن، أما البعد الثاني بأن لدى المقاومة معطيات وأدلة وصور تهز العدو وحكومته مما يعزز البعد الأول، وتأكيد المؤكد بأن المقاومة قادرة على شل العمق الصهيوني ولا تخشى المواجهة الشاملة.

كما أكّد على تهديداته السابقة بقدرة المقاومة على استهداف العمق الصهيوني “المقاومة اليوم قادرة على ضرب الكيان في 51 دقيقة ما ضربته خلال 51 يوماً خلال عدوان 2014″ وهو ما تحقق في استهداف عسقلان بـ 450 صاروخاً خلال ساعات قليلة مقارنة ب300 صاروخ طوال عدوان 2014 على غزة.

وأكّد في الرسالة الثانية على أن كسر الحصار عن قطاع غزة أولوية لا يمكن التراجع عنها وبكل الأدوات، مع تفضيل التفاهمات دون التلويح بالخيارات الأخرى، وهي الأكثر أهمية للوسطاء، وهذا هو الهدف التكتيكي الذي أجمعت عليه القوى الفلسطينية عند انطلاق مسيرات العودة في نهاية مارس الماضي.

أما الرسالة الثالثة فقد خصصها السنوار لحركة فتح والسلطة الفلسطينية وخلصت رؤيته بأن الوحدة الوطنية أولوية على قواعد برنامج المقاومة وقدمت غرفة العمليات المشتركة ومسيرات العودة نماذج ناصعة، مما قد يعقد أي حوارات مستقبلية فيما يخص المصالحة نتيجة لسلوك الرئيس عباس المصر على تبني مسار التفاوض والتسوية كخيار استراتيجي.

الرسالة الرابعة حملت رسالة تحدٍ وتطمين للحلفاء في محور المقاومة والحاضنة الشعبية العربية المساندة للحق الفلسطيني عندما أكّد على البعد التحريري الشامل لفلسطين المحتلة عام 1948، والمعركة الفاصلة مع العدو مما يجلي كل التخفيفات غير المنطقية من أن مسار التفاهمات قد يؤثر على الرؤية التحريرية لحماس وجناحها العسكري.

رسالته الخامسة كانت نحو الضفة الغربية كأولوية حاضرة لدى قيادة المقاومة وهي مرتكز مهم في مشروع التحرير، لما تمتلكه من خزان ثوري ساهم في انتفاضة القدس بصورة فاعلة، ويدلل على أهمية البعد الاستراتيجي لتفعيل المقاومة في ساحة الضفة الغربية كجبهة ثالثة في استنزاف جيش العدو.

الرسالة السادسة وهي ثابتة في كل مقابلات ولقاءات قائد حماس مع القطاعات الفلسطينية المختلفة بأن التنسيق الأمني عار على كل فلسطيني، وبأن من يريد الوحدة الوطنية عليه التخلي عن مشروع التنسيق الأمني.

حملت الرسالة السابعة رسالة للدول العربية الطامعة في تطوير علاقاتها مع العدو الإسرائيلي بأن مشاريع التطبيع مرفوضة والهرولة العربية لن تؤثر على المقاومة ومشروعها الرافض للاحتلال الإسرائيلي، وهذا يعبر عن ثقته في الحراك الشعبي الرافض للتطبيع.

لم تكن الرسالة الثامنة سياسية قط بل حملت معنى أوسع، تدل على حجم الانسجام العالي جداً والتفاهم بينه وبين قيادة كتائب القسام وعلى رأسهم القائد العام أبو خالد الضيف، والتأكيد على أن الضيف هو من يقود الميدان بعيداً عن كل التهتكات السابقة بالإصابة أو الشهادة، وتعزيز نهج حماس المقاوم منذ ثلاثة عقود.

لقد تمكن قائد حماس في غزة من تحقيق العديد من المكاسب السياسية للحالة الوطنية الفلسطينية، كما طور علاقات المقاومة بتحويلها إلى غرفة عمليات مشتركة تعمل وفق رؤية موحدة، ثمة دمج كبير بين خلفية السنوار العسكرية وحنكته السياسية فنحن أمام قائد أفضل وصف له ” الثائر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى