دار المايقوما..مقبرة الطفولة (٣-٣).. بقلم سهير عبد الرحيم
السودان اليوم:
في الفناء الخلفي للدار حيث غسل وكي ملابس الأطفال وجدت اثنين من العمال وهم من دولة أجنبية (قاعدين بحلقوا لي بعض)، أي والله كما أقول لكم يحلقان لي بعض .. الشعر والصوف يتناثر هنا وهناك إلى جانب الملابس .
نظافة المايقوما لا تشعر بها إلا في مكتب المديرة، وشتان مابين مبرد الماء في مكتبها وبقية المبردات في الدار ، ومابين رائحة مكتبها ورائحة العنابر.
الصور التي تجدونها على موقع صحيفة (الإنتباهة أون لاين) توضح الوضع الصحي السيء لكل المرافق.
بقى أن أحدثكم عن ظاهرة السرقة …!! نسبة كبيرة من التبرعات التي يأتي بها أهل الخير والمنظمات من ملابس وحلوى وألعاب وشكولاته وحليب و(بامبرز) لا تذهب إلى الأطفال ، تسرق نهاراً جهاراً…!
مرفق أيضاً صور لبعض كراتين الحليب و(الكيك) لم يتم وضعها في المخازن كما ينبغي أن يكون وإنما موجودة أما في مكتب أو تحت منضدة ، وأحياناً يتم توزيعها بالكامل ولا يتذوق الأطفال منها شيئاً …!
الطامة الكبرى والمصيبة الأعظم ارتفاع نسبة الوفيات في الدار، مثلاً في شهر اغسطس الماضي استقبلت الدار (٤٤) طفلاً جديداً وتوفي (١٩)، وفي سبتمبر تم استلام (٥٦) وتوفي (٢٣) وفي أكتوبر حتى يوم ٢٥ تم استلام (٤٠) وتوفي (٣٤)، ارتفاع نسبة الوفيات بهذا العدد الكبير يعود إلى الاهمال والقذارة المنتشرة بشكل كبير والذباب الذي يشكل عاملاً مهماً في نقل العدوى.
دعكم من الوفيات والسرقات والاهمال والعمال (البحلقوا) داخل الدار، شهدت كشوفات المرتبات في فترة سنوات وسنوات صرف مرتبات لأمهات غير موجودات، بمعنى إنهن تركن العمل في المايقوما ومازالت المرتبات سارية .
مايدعو للحيرة أن كاميرات المراقبة الموجودة في المحال التجارية لمراقبة الأحذية والجبنة والصابون غير موجودة في دار المايقوما، رغم أن المايقوما أحوج قطاع للمراقبة ومتابعة الأطفال من أجل سلامتهم و التأكد من طريقة تعامل الآخرين معهم.
خارج السور:
السيدة الوزيرة أمل البيلي هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقكم أيتام لا أم ولا أب ولا قريب ولا حول لهم ولا قوة سيسألكم الله عنهم .. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.