خرجتُ من التُرآبِ بلآذنبّ !! ولكن كيف ستعودُ إليهِ ..,!
ماذا يقول لك ملك الموت وانت ميت ؟
يا ابن آدم أتدري ماذا يقول ملك الموت و أنت نائم على
خشبة الغسل ؟
ينادي عليك و يقول : “يا ابن آدم أين سمعك ما أصمّك
أين بصرك ؟ ما أعماك ! / أين لسانك ؟ ما أخرسك !
أين ريحك الطيّب ؟ ما غيّرك ! / أين مالك ؟ ما أفقرك !
فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملك :
– يا ابن آدم جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك
– يا ابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك
– يا ابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك
– يا ابن آدم خرجت من التراب و عدتَ إلى التراب
خرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى التراب و
كلّك ذنوب !
* *
فإذا ماانفض الناس عنك و أقبل الليل لتقضي أول ليلة
صبحها يوم القيامة / ليلة لا يؤذن فيها الفجر ، لم يقل المؤذّن
يومها حي علي الصلاة ، انتهت الصلاة ، انتهت العبادات ، إنّ
الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيل
أيتها العظام النخرة / أيتها اللحوم المتناثرة / :
قومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب العالمين
إن الله يقول: .. { و نُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً } ..
و يقول أيضاً: .. { و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداً } ..
عندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبرك ينادي عليك مالك
الملك و ملك الملوك يقول لك :
” يا ابن آدم رجعوا و تركوك في التراب دفنوك و لو ظلّوا معك
ما نفعوك و لمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموت يا ابن آدم
من تواضع لله رفعه و من تكبّر وضعه الله عبدي أطعتنا فقرّبناك
و عصيتنا فأمهلناك ، ولو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك ، إنّي و
الإنس و الجنّ في نبأ عظيم أخلُقُ و يُعْبَدُ غيري أرزق و يُشكر سواي
خيري إلى العباد نازل و شرّهم إليّ صاعد أتحببّ إليهم بنعمي
و أنا الغنيّ عنهم و يتباغضون عنّي بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ !
من عاد منهم ناديته من قريب / ومن بعُدَ منهم ناديته من بعيد
أهـل الذكر أهل عبادتــي / أهـل شكري أهل زيادتــي
أهل طاعتي أهل محبتي / أهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي
فإن تابوا فأنا حبيبهم فإنّي أحبّ التوابّين و أحب المتطهرين
وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب
و المعاصي الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد والسيئة بمثلها و أعفوا
أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها
أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها
أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها