خبير اقتصادي يكشف سر تدهور الجنيه السوداني أمام الدولار
السودان اليوم :
أكد الدكتور محمد الناير، الخبير الاقتصادي السوداني، أن ما يعانيه الجنية السوداني اليوم من إخفاقات أمام الدولار ترجع إلى عدم اتخاذ إجراءات خاصة بسياسات سعر الصرف وهو ما أدى إلى وجود عدة أسعار لسعر الصرف.
وقال الناير في اتصال مع “سبوتنيك”، اليوم الخميس، إن وجود عده أسعار لسعر صرف الدولار في السودان هو ظاهرة تحدث للمرة الأولى، فقد كان في الماضي هناك تعدد لسعر الصرف ولكن لم تصل لتلك النسب من قبل، حيث يصل سعر الدول النقدي في السوق الموازي نقدا 53 جنيها، في حين يصل سعرة عن طريق التعاملات البنكية “الشيك” إلى 57-58 جنية مقابل الدولار.
وتابع الخبير الاقتصادي، هذا التعدد في الأسعار أفرز واقعا لم يحدث من قبل كما ذكرنا، حيث أن قضية الكاش والسيولة أفرزتها قضية تحجيم السيولة التي اتبعتها الدولة منذ مطلع العام 2018، اعتقادا منها أن بالإمكان تخفيض العملة المحلية لدى تجار العملة وبالتالي تقلل المضاربة على الدولار، لكن لم يحدث هذا وظلت البنوك تعاني من قضية قلة السيولة، وأصبح هناك واقع في الاقتصاد السوداني هو وجود “سعرين” في كل عمليات التداول ” كاش أو بشيك” والسعر بالشيك دائما ما يكون أعلى من سعر الكاش بنسبة ليست يسيرة وتصل إلى 10% وبشكل خاص في بيع المحاصيل الزراعية.
وأشار الناير إلى أن هذا الواقع خلق تشوهات في سعر الصرف، خاصة وأن الآلية المعنية بتحديد سعر الصرف الحكومي مازالت تقف عند السعر الذي أعلنته في السابق “47.5 جنيه لكل دولار” منذ ان باشرت عملها قبل أكثر من شهر، ولم تعدل من سعرها سوى ليوم أو يومين فقط، وهذا ليس المقصود من عمل الآلية التي من المفترض أن تكون لديها مرونه في تحديد السعر العادل وهو مالم يحدث، وأعتقد أن موازنة العام 2019 والتي لم تتضح معالمها حتى الآن تواجه عقبات كثيرة.