خاطرة عن الصدق , خواطر عن الصدق
صدقيني يا صديقتي
لم اعتزل الناس يوماً
لكني أخشى الخُزلان
الآم الشوگ بأوردتي
اورثني رُهاب الأحضان
حُرّيَتي كألسنةِ اللهبِ
تُحَرّقُني
تُحاصرُني
تُوجهني لنعيمِ السجّان
وكأني فُلک ف البحرِ
الريحُ يُمزق أشرعتي
والبحر كالليثِ الهائج
امواجه تنهش في بدني
والشطُ كسرابٍ خادع
وانتحر بوسطي الرُبان
اصبحتُ كريشةِ فنانٍ
إقتُلعت منها الأهداب
وتبَخرَ زيتُ الألوان
وكعودٍ أضحى بلا وترٍ
هجرته يدُ الفنان
كالجسد يسير بلا روحٍ
وكأنه شبحُ الإنسان
لم اعتزل الناس صديقتي
لكن خبريني
اين ايامُ الطفولة
قبل ان تستوطننا الملاجئ
وتَركُلنا قدم الطُغيان
ونصبحُ بلا وطنٍ نحيا
وتعيشُ فينا الأوطان
صدقيني يا صديقتي
لم اعتزل الناس يوماً
لكني أخشى الخُزلان
هَدمنا بأيدينا منازل
يكسوها أريجُ الياسمينِ
وسكنا جحور الفئران
وقتلنا يَمَامُ فيافينا
ليُطربُنا نعيق ُُ الغربان
وركضنا نهربُ من سجنٍ
فذهبنا الى سجنٍ لكن
تتوارى عنه القضبان