خاطرة شوق , Thoughts romantic

نغدو علينا من الآمال تيجان *** تعدو علينا من الآلام حيتان
نبض الحياة له قلبٌ وميزان *** ودٌ قليلٌ وآلامٌ وأحزان
حتى إذا أيقنت تغريرها لهمو *** زانت ودانت وهانت مثلما هانوا
تطاير الحلم مني اثر زوبعةٍ *** هاجت وماجت به فالقلب غضبان
جيش الدخان و ذرات الهوا اتحدت *** فلا ترى الكون إلا وهو شمتان
انظر تر الكون والأشجار باكية *** تنعي الفقيد وتدعو : أين الانسان ؟
والشمس مرت علينا وهي شامة *** والأفق في وجهه الشفاف بركان
والطير والحوت يشكو الهمّ مضطربا *** والكلّ فيها به يأسٌ وخذلان
والنجم يخفق خوفاً ما أحاط به *** سود الليالي لعل الفجر يقظان
يغلّف الكمد الأحياء و الشجر *** فلا ترى الليل إلا وهو جذلان
وان تقم للصلاة اليوم وآأسفا *** فخنزبٌ لك بالمرصاد شيطان
يشتت الفكر أشلاءً مبعثرة *** فالقلب في معمعان الفكر حيران
وقبضة الهمّ يدمي القلبَ مخلبها *** و ربضة الغمّ طودٌ صاغه الجان
خير يراعي عن المكنون معترفاً *** فذلك الحال لا يرضاه إنسان
وان يعشه و يحياه بلا هدف *** فذاك ضعه مع الأنعام يزدان
تحجّرت أو قست للمرء أفئدة *** ولان مسترخياً في العيش أبدان
وامتصّت المضغ السوداء حاجتها *** وحلّ في موطن الأضغان جدران
يمر بالقرب منه لا يكلمه *** ولا يسلّم والتسليم إيمان
ولا ابتساماً ولو حتى مجاملة *** ضاعت حقوق من الإسلام أركان
وقطّعوا ما أراد الله وصلته *** فالعلم فيهم ولم تظهره أبدان
يا صاح لا تبتئس مما أبثكه *** إني أرى الأمر للفوضى ومن هانوا
فالمال مقياس جلّ الناس في الدنيا *** من امتلى جيبه قاموا وقد كانوا
فكم وزير تعشى فوق تخمته *** وكم فقير خميص البطن حيران
يغدو ويمسي يعد الخطو مهموماً *** في ذهنه ألف تفكير ونسيان
وان يرى من يعدّ النقد مغتبطاً *** في جيبه من صنوف المال ألوان
يطأطئ الرأس يبكي في سريرته *** وان تبسم , فالتبسام ألوان
وزفرة بعد أخرى كان يتبعها *** فكل ما حوله بؤس وأشجان
فلا تلمه وخفف عنه محنته *** إن الرضا بالذي قد كان إيمان
تناثرت كل أفكاري محطمة *** حتى الحقيقة خانت مثلما خانوا
فكيف نخرج من تيه الظلام إذا *** لم نتبع النور أو ما فيه قرآن
تشتت الجسد المرجو توحّده *** واندسّ بين خلايا الجسم سرطان
بالأمس أقصى وقبل الأمس أندلس *** ثم العراق وأرض الشام لبنان
لله أشكو انحرافاً في عقيدتنا *** وقد قضى بانحراف الدرب رحمان
عزاؤنا أن نرى حالاً أشد أسى *** من حالنا ، وعزاء النفس خسران
خيراً فعلت بنصحي حين أنصحكم *** وفي النصيحة للإنسان ربّان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى