خاطرة جديدة , خاطرة روعة , جسد لايعرف المطر
مَدخل :
لا يستر دُموع الحزين.. سوى [ وَابِلُ من الأمّطار ]
أريني طَريق المَوت ..
فقد جعلناه مَوعِدُ لـ / صَمت أبَـدِي
تأجَّجت لهـْفتي حتى خَمدت بِتأوِهَاتـي مِنكِ
أتعلمين..!
لَم أَركِ سِوى ربِيع وسْط قِفـار
و لَم أَركِ إلا لِجـام إمتَطيتُه على صَهـوة الأيـام
و لَم أَركِ إلا سيمْفُونية طَرِب لها القَمـر
و لَم أَركِ إلا كـ / نَافِذه مُطّلِه للقَمر
لا أدْري . .!
لِم أرى النّاس في قُدومك أمْوات.. وأنتي الحيُّ الوحيد
لِم أرى الفراشَات تهرب منّي لتَسكُن خِصّلة من ضفائِرك
لحنُ حبك مَلّحمة .. وعِطرك تَنهيدة يـاسمين .. وغمّازَتيكِ لها شغباً يَفوق شَغب طِفل
كان الرِضا بالحَنايا [ يَفِيض ويستَفَيضْ ]
أنتِ مَن سَكنَ البَحار لأجلِ البِحار . .وأنتِ من عَلا لأجّلِ العُلو
كُل هذا وأنتِ بالحبُ شحيحةٌ .. حدّ البُخل .. بَل وأكثر
لكن . .
حان الوقت.. لأتّلُوتَعَاويذ الرَحِيل
حُسب عَليّ أنّي عاشِق . . ولم أجد مَن يَعْشَقُنِي
أنتِ أكذُوبَتي .. بل أكذُوبَة الزمان وأهل الزّمان
أيّتَهُا السخيّة بمشَاعِرك أمامهم.. والفَقيرةُ أمَامي
خلّدتِ لدي بأن الشُعور بالمَوت كِذبة.. لأرى نَادِماً بأن حَسّرة الأيـام حَقيقة
أشّعُر بِإختناق .. وتضارب الأنّفاس.. كماءٍ يئن في إنائي القديم . .
لا أعلم ..
من فرطِ غُموضك كـ / الآثَار والنوادرب ومُحتوى الضمائِر أراك
أنّتظرتُكِ..
أنّتظرتُكِ حتى نَضَجَّت وِحدّتي.. وشَاخ حُزنِي .. وصَار عَجَوز هرِم لنّ يَبقَى
ذَبلت التَوليب , وقطِفَت اليَاسَمِين وماتت فَراشةسَعِيدة لإيمَانها بِأن الحَياةُ [ يَوم ]
أفّسَدتِي بِداياتي ودَهشَة نِهاياتِي . . وجرّدتي مُعجِزاتي من كَونِها مَعجِزات
صِرتُ لا أراكِ سِوى يدٍ فُتِحَت لأتَجرّع مرارتَها ، أهجِريني فكأنّما هجرتي نَفّسِك
شَهَقتُ آهاتي بـ [ وجع ] ، ولَعقتُ أفراحي بـ[ صُعوبة ]
أحزَاني وزِنت الأحلام والجِراح ورَعايا النُعاس.. وطَغَت .. طَغَت
أنا مجرّد [ إكتِظاظ ألَم ] و[ إختِناقُ عَبّرة ]
كَـما أعلّنتي رَحيلك بِصوت رِياح شّديد
سَأعلن رَحيلي مِن هذه الحَياة بِـ/ صوت نَحِيب أشجار الخَرِيف على أورَاقِها
فـ / لم يَعُد صبّحي يُمازِح فَجّري ، ولا لَيلي يُغازِل قَمري ، ولا مِنضارِي يُراقب نَجّمِي
كنتُ أتسائل ” لِم لا تُتَوّج أحْلامُنا بالكمَال ؟ ” .. لم أعُد أريد الجَواب.. حقّاً لا أُريده
رِحْلَةٌ ثّمِلَة .. مَسافتُها الآه.. وعَبَق مِن جُنون
شَكّوى في ظَلام . . و هَذيان كَلام
كانت صُدفه.. بُلّلِت حتى غَرقَت بِـ دمَوع النّدامة
رُيدكَ يا قلمِي فَلديّ من الوّهن ما يكّفِي .. لإحتمالات كَثيرة
أدنَاها ( مَوتٌ سَابِق ) وأقْصَاها ( مَوت سَيحينُ الآنْ )
وهَا قَد حَان .. الآنْ
ولِتَعّلَم الأرضُ بِـأنّها أمَاتت جَسداً [ لا يَعّرِفُ رائِحةٌ لِلمَطَر ]
مَخّرج :
الجرّح لا يأتي لَبِقاً ..[ أسّتعِدوا لَه ]