حين تنطق الأزمات .. شارع “الصحافة – الكلاكلة” نموذجاً
الخرطوم: باج نيوز
شهدت أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، تواصل حلقات مسلسل الأزمات الخاصة بثالوث “الوقود، الخبز، السيولة”.
وكشفت جولة مشاهدات لــ “باج نيوز” في الشارع الرئيس الواصل بين حي الصحافة انطلاقاً من منطقة السوق المركزي، وحتى ضاحية الشجرة عند “سلاح الذخيرة” جنوبيِّ العاصمة، عن ظهور ثالوث الأزمة بالعين المجردة.
وفي منطقة السوق المركزي تكدس العشرات من الركاب في انتظار مركبات تقلهم إلى منطقة الكلاكلة عالية الكثافة السكانية، أو لمناطق أقرب تشمل “الصحافة وجبرة”، وللمفارقة فإن الجهة الثانية التجمع البشري، تراصت عشرات المركبات التي تبعد مسافة طويلة عن محطة وقود رئيسة، أملاً في الحصول على الوقود.
وقال بعض الركاب بضجر إنهم انتظروا لساعاتٍ طويلة ولكن من دون جدوى، بينما تعلل أصحاب المركبات القليلة في غيبتهم عن مواقف المواصلات، بتوقفهم في صف الوقود.
وكانت أكثر المواقف تأثيراً هو جلوس بعض الأمهات والفتيات على “مساطب أسمنتية” على جوانب الطريق بعد أن أستطال بهن الوقوف.
وكالعادة سجلت عربات النقل المتوسطة “هايس” وعربات النقل الصغيرة وأمجاد” ظهوراً نادراً ولكن مع زيادات في التعرفة، بينما لجأ بعض السائقين إلى تقسيم الخطوط لمضاعفة ثمن الأجرة، وباتت الوجهة المعرفة “الصينية – اللفة” مقسمة إلى “الصينية – الميناء البري” و”الميناء البري – الذخيرة”، وأخيراً “الذخيرة – الكلاكلة اللفة”.
ومع هذه الأزمة تعاضد عدد من الركاب لطلب عربات النقل عبر الهواتف السيارة “ترحال، كريم، ليمون” وسط تأكيدات بأن الاستجابة تكاد تكون منعدمة بسبب اضطرار أصحاب الملاكي للانتظار لساعاتٍ طويلة أمام الطلمبات.
وفي الطريق نواحي منطقة الذخيرة، تكدس الركاب في جانب الشارع المؤدي للكلاكلة، لا سيما في المواقف الرئيسة “استوب شرق، الميناء البري، تقاطع البيبسي، جامع بلال، ولفة شمال”.
وفي الأثناء، لاحظت “باج نيوز” صفوف طويلة أمام المخابز، على طول الطريق، وكانت الملاحظة الجديرة بالاهتمام إن صفوف النساء تكاد تعادل تقريباً صفوف الرجال.
وشهدت صبيحة اليوم الأحد، إنطلاقة العام الدراسي في ولاية الخرطوم، بعد فترة توقف قصيرة تزامنت مع أعمال الدورة المدرسية التي استضافتها مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور.
ومع حلول بداية الشهر، يعاني عملاء البنوك من الحصول على أموالهم النقدية، خاصةً وأن معظم المؤسسات تحولت إلى النظام المصرفي وبطاقات الصراف الآلي في صرف المرتبات.
وآب عدد كبير من المتوجهين تلقاء الصرافات الخاصة ببنوك رئيسة على جنبتي الشارع، بالخيبة، كما أن ذات الحال ينطبق بشكل كبير على الصرافات الملحقة بفروع بنكية منتشرة بكثافة، في منطقة جبرة على وجه الخصوص، ولا تمد عملائها بالنقود إلا في ساعات بسيطة من النهار، في ظل ازدحامٍ غير مسبوق.
وظهرت في مناطق بالخرطوم أنواع جديدة من التجارة متمثلة في بيع النقود، والوقوف إنابة عن آخرين في صفوف الصراف الآلي، بجانب تأجير بطاقات الصراف المغذاة مع فوائد لمن يرغب في صرف أكثر من 2 ألف جنيه “السقف المسموح به من المركزي”.
وتقول الحكومة التي يترأسها رئيس الوزراء معتز موسى، بأنها تعمل على حلحلة المشكلات المتفاقمة منذ مدة، ولكن يبدو أن الأزمة قد استحكمت حلقاتها هذه المرة، فقد خيم ثالوث “الوقود، الخبز، السيولة” مرة واحدة، وهو ما يحتاج إلى منفذ غير تقليدي، وفكر خارج الصندوق.