حمزة سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب هو أسد الله وابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخوه في الرضاعة ، كان منذ صغره شجاعاً لا يهاب أحد ، قوي ، حاد الذكاء ، صاحب هيبة و نفوذ بين زعماء مكة وسادات قريش ، عندما أوحى الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حاربه أهله و قبيلته ، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم بقي متمسكاً بدين الله تعالى و مُصراً على نشر الدعوة الإسلامية ، أُعجب حمزة بقوة إصراره على تحمل كل الأذى ، و العذاب في سبيل دعوة لا تُعطي له جاهاً و ملكاً ومالاً ، فأسلم حمزة و اعتنق الإسلام وحارب مع رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكل ما أُوتي من قوة و مال و مكانة ، وفرح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامه كثيراً و قوي به الإسلام والمسلمين ، كان إسلام حمزة في السنة الثانية من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصبح علماً من أعلام المسلمين ، و شارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جميع أعماله ، حيث هاجر إلى المدينة المنورة وآخى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين زيد بن حارثة ، و شهد غزوة بدر الكبرى أولى الغزوات التي غزاها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منتصراً على أعداء الإسلام والمسلمين ، حارب فيها محاربة الشجعان البواسل ، كان يتقدم في صفوف المحاربين و يهاجم وينقض على أعداء الله هجمة المقاتل المنتقم لدين الله عز وجل ، حيث قتل فيها شيبة بن ربيعة مبارزةً ، وقتل الكثير الكثير من المشركين ، وانتصر المسلمون في هذه المعركة انتصاراً عظيماً جعل المشركين يتوعدون للمسلمين شر الانتقام . استشهد أسد الله في غزوة أحد ، حيث كان كعادته منتصباً يحارب و يقتل المشركين و يلوح و يهتف مكبراً ، لكن كان العبد حبشي يتربص له حتى أصابه بحربته ، و ارتقت روحه إلى جنان النعيم حيث الشهداء و الأنبياء والصديقين ، ولم يشفِ غليل هند بنت عتبة التي أوصت بالعبد أن يقتل حمزة ، بل وقفت على جثته وبقرت بطنه ، و أخذت كبده و أكلته لكنها لم تستسغه فلفظته . عندما وصل خبر استشهاد حمزة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حزن حزناً شديداً ، و خرج يبحث عن جثته ليواريها تحت الثرى ، فوجد ما فعله المشركون بجثته وقف وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ” لولا أن تحزن صفية وتكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم !” وعندما رأى المسلمون حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سيد الشهداء وأسد الله حمزة بن عبد المطلب قالوا : “والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب “. ثم أنزل الله تعالى الآية الكريمة : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) فعفى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونهى عن المثلة ، وأتى بحمزة وجميع الشهداء و صلى عليهم جميعاً .