حقوق الاطفال في العلم
التعليم من الحقوق الأساسية للانسان، إذ ميزه الله تعالى بالعقل و يجب عليه أن يستثمر هذا الجزء العظيم الذي و هبه الله إياه، وإن الله تعالى عندما خلق آدم عليه السلام علّمه أسماء كل المخلوقات، فكان العلم والتعليم ركن أساسي منذ خلقة آدم عليه السلام.
و إن التعليم يبدأ منذ الصغر، و يتم زرع بذوره في الأطفال، يكبر معهم شيئاً فشيئاً، و في عصرنا هذا يتم إلحاق الأطفال بالرياض ليتم تعليمهم العديد من الأشياء، بدايات الأبجديات، بالإضافة إلى السلوكيات والتعامل، ثم يكبر الطفل لمراحل التالية و يتعلم أشياء أكثر و أكبر مما تعلمها في المرحلة السابقة، إذن فالتعليم مرحلة تراكمية تعتمد كل مرحلة على سابقتها، و لذلك يجب أن يكون أساس التعليم قوي، حتى يكون البناء و النتائج للعملية التعليمية عالي.
إن كثير من المحافل للأسف لا زالت تناقش حق الطفل في التعليم، رغم أنه حق مفروغ منه و بلا شروط، فالأطفال الذين يتركون مدارسهم للعمل من أجل قوت يومهم، هؤلاء من الأجدر بالحكومات و مؤسسات المجتمع المدني أن تؤمن لهم بيئة اقتصادية و اجتماعية سليمة تسمح لهم بممارسة حقهم الخالص في التعليم.
وحق الطفل في التعليم من الحقوق التي كفلتها الأمم المتحدة كحق من حقوق الإنسان سواء كان طفلاً أو شاباً أو شيخاً.
ثم إن ممارسة التعليم ليس فقط لنيل الشهادات، و لا يقتصر تأثيره على الدرجة العلمية التي يصل إليها، إنما تؤثر على شخصيته فالله تعالى خلقه إنسان ذا عقل، و إن لم يتعلم فإنه سيشعر بشيء من النقص، لأنه لم يخلق للأكل و الشرب كما الحيوانات.
يجب التركيز والإنهاء لما يسمى من حق الطفل في التعليم لأنه من المفترض أن تخرج حقوق أعلى مستوى من الحق المجرد، و هي حقه في التعليم المميز، أو حقه في التعليم الإلكتروني، أو حقه في التعليم التشاركي و غيرها.
فإذا جئنا للمراحل المتقدمة، و رجعنا قليلاً لطبيعة الطفل في أول عمره و لهفة على تلقف المعلومات و اعتمادها، فإن هذه الطبيعة تجعلنا نفكر للبدء مع الطفل بأساسيات و أشياء كبيرة و بطريقة مختلفة و ملائمة للتكنولوجيا التي يحياها أطفال هذا الجيل، فعندما تكون الوسائل التعليمية حديثة و المعلومات محدثة هذا كفيل بأن يخلق طفل مبدع و هذا حقه، الحق ليس في التعليم فقط، إنما في التعليم المميز الذي يخلق المبدعين.
من حق الطفل أن يحظى ببيئة تربوية راقية، قبل أن تكون بيئة تعليمية راقية، فالتربية الصحيحة هي مفتاح التعليم القويم، بيئة يتم فيها استخدام أحدث النظريات و الوسائل التربوية و التعليمية من أجل النهوض بالأطفال بكافة مستوياتهم و طبقاتهم الاجتماعية، فبعض الأطفال يأتي للمدرسة كأنه لم يتلقى كلمة حسنة في حياته أبدأ، لذلك فهذا الطفل و غيره هم مسئولية التعليم و ما قبله مسئولية التربية.