جزيرة سيلان في جنوب قارة آسيا
محتويات المقال
موقع جزيرة سيلان
تقع جزيرة سيلان في جنوب قارة آسيا وجنوبيّ الهند.[١]وسيلانهو الاسم القديم لدولة سريلانكا حاليّاً، وتُعتَبر جزيرة من الجُزر الموجودة في المُحيط الهنديّ، وتُعرَف رسميّاً باسم جمهوريّة سريلانكا الديموقراطيّة؛ إذ يُعتَبر نظام الحكم فيها جمهوريّاً يعتمد على وجود رئيس، ومجلس برلمانيّ يعمل على إصدار القوانين والتّشريعات، ويتمّ انتخاب المجلس لمدّة ستّ سنوات، ويُعتَبر تعيين رئيس ومجلس الوزراء وتحديد مَهمّاتهم من صلاحيّات رئيس الدّولة، ويُعَدُّ النّظام السياسيّ في سريلانكا نظاماً حزبيّاً، كما تُعتَبر المَحكمة العُليا هي أكبر مَحكمة في الدّولة، وتعمل على تطبيق القوانين في القضايا المُتنوّعة.[٢]
الجغرافيا
تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لسريلانكا إلى 65,610 كم²، وتتكوّن أغلب الأراضي الخاصّة في الجزيرة من الصّخور المُتحوّلة والناريّة، وتظهر المُرتفعات في الجزء الجنوبيّ المُتوسّط من أرضها؛ إذ يتجاوز ارتفاع المناطق المُرتفعة حوالي 2000 متر، ومن أشهرها جبل بيدوروتالاغالا، ويصل ارتفاعه إلى ما يُقارب 2524 متراً، ويقع في الجزء الشماليّ عند حوض كاندي هرم جبليّ يصل ارتفاعه إلى حوالي 2000 متر، أمّا في المناطق الشرقيّة والشماليّة من سريلانكا تقلّ المُرتفعات عن 300 متر، وتُشكّل التّلال أغلب معالمها الجغرافيّة.[٣]
تنتشر الغابات الاستوائيّة في مُعظم المناطق الموجودة في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من سريلانكا، وهي غابات تحتوي على العديد من الأشجار التي يصل ارتفاعها ما بين 10م-20م، وتحتوي على 3000 نوع تقريباً من الأشجار والنّباتات، ومن أشهرها الأوركيد والبوغنفيليّة، كما تتميّز بوجود حياة بريّة على أراضيها؛ فتعيش فيها جماعات من الحيوانات البريّة، مثل الطّيور المُتنوّعة والثّعابين وغيرها.[٣]
المناخ
يُؤثّر الموقع المداريّ لسريلانكا على حالة المناخ العامّة؛ إذ تشهد ارتفاعاً مُستمرّاً في درجات الحرارة؛ فتتراوح في المناطق المُنخفضة بين 22 و33 درجةً مئويّةً، أمّا في مناطق المُرتفعات المُتوسّطة تظهر مُعدّلات مُنخفضة لدرجات الحرارة التي تتراوح بين 7 درجات للصغرى، و21,6 درجةً للعُظمى، أمّا الأمطار فهي من العوامل التي تُظهر طبيعة التغيُّرات الموسميّة في مناخ سريلانكا.[٤]
يصل مُتوسّط تساقط الأمطار سنويّاً على أغلب المناطق في الجزيرة إلى أكثر من 1270ملم، ولكن أدّت التغيّرات الموسميّة في التّمايز بين مناطق سريلانكا، ويتراوح تساقط الأمطار الكثيفة بين 98 – 150 بوصةً في المناطق الساحليّة والمُرتفعات، وتأتي أغلب كميّات الأمطار مُرافقةً لهبوب رياح موسميّة من جهة الجنوب والغرب في الفترة الزمنيّة بين شهور أيار (مايو) وأيلول (سبتمبر)، وتنخفض كميّات الأمطار بين 30-70 بوصةً في موسم هبوب الرّياح من جهة الشّمال والشّرق في الفترة الزمنيّة بين شهور تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الثاني (يناير).[٤]
التّركيبة السكانيّة
يصل العدد التقديريّ لسُكّان جزيرة سريلانكا وفقاً لإحصاءات عام 2016م إلى 22,235,000 نسمة، ويُعتَبر المُجتمع السريلانكي من المُجتمعات المُتنوّعة سُكانيّاً، وتُشكّل بعض المجموعات العرقيّة من السُكّان مُجمل الكثافة السكانيّة في الدّولة وفقاً لإحصاءات عام 2012م؛ إذ تصل نسبة السنهاليّين إلى 74,9%، والنسب المُتبقيّة مُوزّعة على التامليّين السريلانكيّين بنسبة 11,2%، والمورو بنسبة 9,2%، والتامليّين الهنود بنسبة 4,2%، والأقليّات بنسبة 0,5%. تُعتَبر اللغة السنهاليّة اللغة الوطنيّة والرسميّة في سريلانكا، كما تُستخدَم اللغة التاميليّة بصفتها لغةً رسميّةً، كما تنتشر اللغة الإنجليزيّة باعتبارها من اللّغات المُستخدَمة وتحديداً في الأعمال الحكوميّة، ويُشار إلى استخدامها ضمن الدستور الخاصّ في الدّولة. تُعدُّ الدّيانة البوذيّة الرسميّة في سريلانكا، مع انتشار لكلّ من الهندوسيّة والإسلام والمسيحيّة.[٥]
الاقتصاد
يشهد الاقتصاد في سريلانكا تطوّراً مُستمرّاً؛ إذ تحرص الحكومة السريلانكيّة على مُتابعة المشروعات المُرتبطة بالتّنمية وإعادة الإعمار، ممّا يُساهم في نمو المناطق التي عانت من الأزمات والحروب في الماضي، كما تَحرص الحكومة على دعم تطوير المُؤسّسات المُتوسّطة والصّغيرة، وينتج عن ذلك زيادةً في الإنتاجيّة ولا سيّما المُرتبطة بالإنتاج الزراعيّ.[٦]
بعد عام 1970م عملت الحكومة في سريلانكا على تحرير قطاعالاقتصاد عن طريق صياغة مجموعة من السّياسات الاقتصاديّة الجديدة، والتي ساهمت في دعم النموّ الاقتصاديّ السريع، وذلك بالاعتماد على تقديم الدّعم الكافي للاستثمارات وخصوصاً الأجنبيّة، ممّا أدّى إلى زيادة الأرباح الماليّة الخارجيّة للدّولة، كما تمّ تشجيع عمليّات التّصدير الخارجيّ، ونجحت هذه السياسات الاقتصاديّة الجديدة في بناء اقتصاد مُزدَهر في سريلانكا.[٧]
التاريخ
أول من سكن الأراضي السريلانكيّة هم القبائل التقليديّة من النّاجا وبالياكسا، ويُشار إلى أنّ أحد أمراء الهند واسمه فيجاريا هو الذي قاد القبائل السنهاليّة لتأسيس الحضارة في جزيرة سيلان، فوصل السنهاليّون إليها في القرن الخامس قبل الميلاد، وعاشوا في القسم الشماليّ من الجزيرة، وعملوا على إنشاء وسائل وطُرق الريّ للمُساهمة في دعم الإنتاج الزراعيّ.[٢]
في مَطلع القرن الثاني قبل الميلاد وصلت القبائل التاميليّة الهنديّة إلى الجزيرة، وسيطرت على أراضيها حتى وصل البرتغاليّون لها في القرن السادس عشر للميلاد، وسيطروا على سواحلها المائيّة، ومن ثم احتلّها الهولنديّون في القرن السابع عشر للميلاد، وفي الفترة الزمنيّة بين أعوام 1795م و1796م وصل الإنجليز إلى الجزيرة وسيطروا على كافّة المُستعمرات الهولنديّة، وفي عام 1802م أصبحت سيلان مُستعمرةً إنجليزيّةً، وفي عام 1815م احتلّت القوات الإنجليزيّة مملكة كاندي السنهاليّة، وهكذا يكون الإنجليز أول مُستعمرين سيطروا على كافّة أراضي جزيرة سيلان.[٢]
تحكّم الإنجليز بصناعة البُنّ والشاي وجوز الهند إلى أنّ تمكّنت مُستعمرة سيلان في القرن العشرين للميلاد من الحصول على حكم ذاتيّ، وفي 4 شباط (فبراير) من عام 1948م حصلت على استقلالها وأصبحت تُعرَف رسميّاً بمُسمّى دولة سيلان. قامت الحكومة في الدّولة بتطبيق العديد من الإنجازات، من أهمّها اعتماد اللغة السنهاليّة كلغة رسميّة، ولكن نتج عن ذلك حدوث صراع بين السنهال والتاميل حتّى اتّفقت القبائل على اعتماد اللّغة التاميليّة، وفي عام 1972م تمّ تعديل اسم جزيرة سيلان حتّى يُصبح سريلانكا، ومَعناه الأرض المُتألّقة أو اللامعة.[٢]