جدل حول تدريس التربية الجنسية لتلاميذ المدارس في الجزائر
السودان اليوم:
اندلع جدل جديد في الجزائر على خلفية اقتراح منسوب إلى وزارة التعليم وإلى الوزيرة نورية بن غبريت بشأن ادراج مادة التربية الجنسية في المقررات الدراسية، وبما أن الكثيرين يتربصون بالوزيرة بن غبريت اندلعت ضجة وحملة ضدها، لتجد نفسها في قلب ضجة جديدة مثل عشرات الحالات السابقة منذ أن تولت وزارة التعليم، كما أن البعض من السياسيين قفزوا على الجدل وحاولوا أن يتموقعوا فيه، مثلما فعل أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم ( إخوان) السابق، والذي قال إنه تعلم التربية الجنسية من دراسته لفقه الوضوء، وأنه إذا كانت الوزيرة تريد إدراج التربية الجنسية فما عليها إلا إعادة تعليم الفقه في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
الضجة انطلقت كما هي العادة من لا شيئ، لا يوجد أي تصريح من الوزيرة تقول فيه إنها تنوي تدريس التربية الجنسية للأطفال، وتحولت إلى مادة دسمة للسياسيين، وحتى بعض نواب البرلمان سارعوا للتعليق على « المقترح » ومهاجمة الوزيرة بن غبريت، فيما راح آخرون يركبون موجة الضجة ويدلون بدلوهم، مثلما فعل أبو جرة سلطاني ، والذي علق على الموضوع لما تمت استضافته في برنامج « مازال الحال » الذي تبثه قناة « الجزائرية » وقال إنه لا يرى مانعا من تعليم التربية الجنسية للأطفال، ولكن ليس بطريقة « خادشة للحياء » وأنه هو شخصيا تعلم التربية الجنسية، وأنه قرأ ذلك في فقه الوضوء، ولما كان المعلمون يقولون إن الطهارة بعد أن تحيض المراة، وبعد أن يكون هناك بذي ومني وأنواع أخرى، تمر عبر آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وأنه يطلب من الوزيرة، التي شبهها يوما “بملكة سبأ” بإعادة تدريس فقه الطهارة، وبالتالي تدريس التربية الجنسية دون أن نصدم التلاميذ.
وقال أن الذي اكتشف الدورة النبوية هو ابن النفيس، لما كان يبحث عن الدورة الدموية، وجد أن هناك دم أحمر ودم أسود، ودم نوعا ما برتقالي، واكتشف الدورة الدموية ومنهج الدورة الكبرى، وأنه اكتشف ذلك عن طريق الدين، وليس لأنه كان يبحث في البيولوجيا.
وأشار سلطاني إلى أن التربية الجنسية المجردة هي تعليم الأطفال أشياء يستحي أن يقولها، موضحا أن مسؤول سابق للكشافة الإسلامية الجزائرية كان يدرس التربية الجنسية للكشفيين، وأن الذي حصل بعد ذلك أنهم طالبوا بالوقيات، وأنه قام هو ورئيس الحكومة الأسبق برفع تقرير رسمي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي قام باتخاذ قرار بتوقيف هذا الأمر، وتوقيف الشخص المسؤول عن هذا، وأن تدريس التربية الجنسية خارج الفقه الوضوع يستثير الغرائز.
الطريف في الأمر أنه بعد طل هذه الضجة خرجت وزيرة التعليم عن صمتها لتقول إنها لم تقترح أبدامسألة التربية الجنسية للتلاميذ، معربة عن استيائها من الضجة المفتعلة، وأنها لم تقل أبدا أي شيء بخصوص هذا الموضوع، وأن السؤال الذي يطرح من أين جاء هؤلاء بهذه المعلومة، وأن كل ما تسأل أحدهم يقول إنه قرأ ذلك في صفحة جمعية، والجمعية تقول إنها سمعتها في قنوات تلفزيونية، ولكن الأمر كذب في كذب، وأن أي شيء لا يخرج عبر بيان من الوزارة أو في تصريح رسمي لا معنى له ولا أساس.
القدس العربي