تكون الغور
تصنف الأشكال الأرضية تبعا لعلم الجغرافيا حسب خصائصها الأرضية والبيئية ومواقعها ، ويحدد تبعاً لذلك امتدادها وحدودها ، كأن نقول مناطق جبلية صخرية ، أو جبلية زراعية ، أو مناطق ساحلية .. الخ . كل من هذه المناطق ربما توجد بأكثر من بقعة أرضية ويمكن أت تمتد عبر حدود البلاد غير متقيدة بها ، فالذي يحددها هو أمر طبيعي وليس بشري ، وبعض هذه الأشكال تعد خاصة بمناطق معينة أو موجودة في بلاد معينة لأن تلك البلاد تتوافر فيها الخصائص اللازمة لوجود هذه الأشكال الأرضية ، وهذه الظروف ليست محصورة بما هو فوق الأرض بل هي مرتبطة أيضا بما تحتها بحيث تتحكم بذلك الصفائح الأرضية التي تقع تحتها وحركتها أو تاريخ حركتها ، وفي موضوعنا سنتحدث عن الأغوار .
تسمية الأغوار أتت بداية من اللغة بحيث تعني العمق الشديد والمعقد . وأطلقت هذه التسمية على بعض المناطق الأرضية بسبب انخفاضها عن مستوى سطح البحر ، وشدة وعورتها بحيث يصعب الوصول إليها ، توجد الأغوار ببقع أرضية كثيرة وتكون محاطة بالجبال العالية والتي غالبا ما تكون جبالاً صخرية ، تشتهر بتربتها الخصبة الغية بالمعادن والأملاح ، وبما أنها غالبا ما تكون أخفض من مستوى سطح البحر فهي توجد بكثرة في كل من فلسطين والأردن ، بالقرب من مناطق البحر الميت الذي يعد أخفض بقعة على سطح الأرض ، ولكن لا تقتصر بوجودها على القرب منه بل هي متواجدة بشكل أقل في محافظات أخرى من هذين البلدين وتمتد بينهما ، ففي الأردن هناك أغوار البحر الميت ، وأغوار محافظة العقبة ، وأغوار محافظة إربد ، كما هي في فلسطين منتشرة حول البحر الميت وعلى الحدود مع الأردن ، تشتهر هذه الأغوار بطقسها ذو الدرجات المرتفعة بالحرارة طوال أيام العام نسبة للمناطق الأخرى ، ووجود ينابيع جوفية كثيرة وبحيرات ، وهي على محاداة جبال شاهقة شديدة الإنحدار وذات طبيعة صخرية ، مما يجعل هطول الأمطار سببا في انجراف ما ينتج من حت وتعرية لهذه الجبال منزلقا إلى الأغوار حتى يندمج في تربتها ، مما يجعل هذه التربة خصبة جدا ، ووجود درجات مرتفعة من الحرارة أدّى إلى اشتهار هذه المناطق بزراعة الحمضيات وأهمّها البرتقال حتى أصبحت تسمة بأرض البرتقال ، وهي تصدر الحمضيات لكل العالم . أهم عيوب هذه المناطق أنّّها تقع عادة على أطراف الصفائح الأرضية وحفر الإنهدام مما يجعلها عرضة للزلازل بشكل رئيسي . وهي تتعرض لهزات أرضية متفرقة طوال العام إلا أنّها لم تشهد زلالاً مدمراً منذ زمن بعيد .