تفسير سورة الفاتحة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: أقرأُ بتسميةِ اللهِ وذكرِهِ ، وأفتتحُ القراءةَ بتسمية الله بأسمائهِ الحسنى وصفاتهِ العُلا ، وأستعينُ ببركة اسم الله الذي لا معبود بحق إلا هو ، ذي الرحمة الواسعة ؛ على تلاوة كتابه العزيز .
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} : الثَّنَاءُ على اللهِ مَالِكِ جميع الخلق مِنَ الإنس ، والجنِّ ، والملائكةِ ، والدوابِّ ؛ بأنه أهلُ الحمد ، ومستحق بأن يُحْمَدَ ، فله الحمدُ كلُّهُ ، وله الشكرُ كلُّهُ .
{العَالَمِينَ} : جميعُ الخلق .
{الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ} أي : ذو الرَّحْمة العظيمة التي لا تنتهي .
{يَوْمِ الدِّينِ} : يوم القيامة ، والدين : يعني الحساب .
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : مالك الأمر كله في يوم القيامة .
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي : نَخُصُّكَ وحدك بِالعِبادةِ من توحيدٍ وغيره ، ونَطْلُبُ منك وحدك المعونَةَ على العبادةِ وغيرها.
{الصِّرَاطَ} : الطَّريق .
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} أي : أَرْشِدْنَا إلى الطَّريقِ الواضحِ الموَصِّلِ إليك وإلى جنتك ، وهو معرفة الحق والعمل به ، والثبات على ذلك حتى الممات .
{المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} : اليهود ، الذين عرفوا الحق ، ورفضوا أن يتبعوه .
{الضَّالِّينَ} : النصارى ، الذين ضلُّوا فلم يعرفوا الحق ، ولم يتبعوه .
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} أي : أرشدنا إلى طريق المؤمنين الموَصِّل إلى الجنَّةِ غير طريقِ الذين غَضِبْتَ عليهم من اليهودِ ، ولا الذين ضَلُّوا من النَّصارى