تفريخ أسماك الزينة
محتويات المقال
تفريخ أسماك الزينة
يُساعد تفريخ أسماك الزينة على زِيادة عددِ الأسماك المُتوافرة لملء أحواض الزّينة وتجميل المنزل دون الحاجة لشرائها؛ حيث يوجد الكثير من الأشخاص يفضّلون تربية أسماك الزينة والاعتناء بها وزيادة عددها؛ ولذلك كان من الضروريّ قبل تفريخ الأسماك الاطّلاع على المَعلومات الأساسيّة عن كيفية تكاثر الأسماك واهتمامها بصغارها، وذلك للتعامل معها بالأسلوبِ المُناسِب.[١]
طرق تكاثر الأسماك
يجبُ الأخذُ بعينِ الاعتبار – عند تفريخ الأسماك – أنّ هناك طَريقتين مختلفتين تضعُ فيهما الأسماك صغارها، فهي يُمكن أن تَلدهم أحياء (من خلال تلقيحٍ داخليّ) أو أن تضع بيوضاً يفقسُ منها الصغار فيما بعد (التلقّح خارجياً)، وتَمتازُ الفئة الأولى بأنَّها تولد وهي قادرةٌ على السباحة بسهولة والبحث عن طعامها مباشرة، وأمّا البيوض فتحتاجُ إلى بعض الوقت لتَفقس، ومن ثمَّ تَخرج منها صِغارٌ تأخذ ما بين أسبوعٍ إلى عشرة أيَّام كي تنضج وتتحوّل إلى أسماكٍ مكتملة.
تَختلفُ احتياجات الأسماك وطُرقها في التكاثر ما بين هاتين الفئتين؛ حيث تستطيع الأسماك ذات التلقيح الداخلي التّزاوج والتكاثر بسهُولة نسبياً، وأمّا الأسماك التي تضعُ البيض فإنَّها تحتاجُ إلى بعض الأعشاب أو الحصى لتنثر عليها بيوضها بحيث يَستطيع الذكر تلقيحها.[١]
تزاوج الأسماك
تتفاوتُ سهولة تزويج الأسماك حسب نوعها؛ ففي بعضِ الأحيان يكفي وضعُ الذكور والإناث معاً حتى تتزاوج، ويُنصح بشراء ستة أسماكٍ صغيرة السنّ كبداية (ففي الغالب ستكون هناك أنثى أو ذكر على الأقل ضمنها)، والعناية بها حتى تكبُر وتُصبح ناضجةً جنسياً، فتتزاوجُ من تلقاء نفسها، لكن لو جلب ذكر واحد أو أنثى واحدةٌ إلى مجموعة موجودةٍ مُسبقاً من الأسماك فمِن المُحتمل أن لا يَستطيعا التّزاوج مع باقي المجموعة، عدا عن ذلك وبالنّسبة لبعض أنواع السمك (مثل معظم الأنواع التي تلدُ صغارها أحياء) يجبُ أن يكون عدد الإناث أكبر من الذكور، وإلّا فإنَّ الإناث سيتعرَّضْنَ لمضايقةٍ من الذكور غير القَادرين على التزاوج.[١]
توجَد بِضعُ مُتطلَّباتٍ أخرى لتيسير عمليّة التزاوج، من أهمّها الحِفاظ على نظافة الماء ونَقائه الشّديد، وذلك لأنّ الأسماك لا تتكاثرُ في حال وجود أيّ مقدارٍ من الأمونيا أو النيتريت في الحوض؛ لأنّ هاتين المادتين سامَّتان لصغار السمك، كما أنَّ الأسماك التي على وشك الإنجاب تحتاجُ لغذاءٍ أفضل من الأسماك العادية، فهي تحتاجُ إلى طعامٍ طازجٍ أو مُجمَّدٍ ليفي بحاجاتها الغذائية، ولدى بعض الأنواع حاجةٌ لتجهيزاتٍ خاصَّة في الحوض، مثل صخورٍ، أو أصدافٍ، أو نباتاتٍ، أو كهوفٍ للاختباء داخلها، أو لوضع بيوضها عليها، وقد تحتاجُ الأنواع الاستوائيّة من سمك الزينة إلى ظُروفٍ خاصَّة، لأنها لا تتزاوج – في الطبيعة – إلا خلال موسم الأمطار، ومن ثمَّ قد تحتاجُ إلى تأثيراتٍ فوق الحوض تُحاكي الأمطار أو تيّارات الماء القوية أو البرق لتحثّها على البدء بالتكاثر.[١]
العناية بالصّغار
تختلفُ الأسماك كثيراً في أسلوب تعاملها مع صِغارها وبيوضها، فمنها ما تحرصُ على حمايتهم بكلّ ما تستطيع، ومنها من لا تُمانع التهامهم جميعاً، إلا أنَّ مُعظم أنواع الأسماك تَميلُ إلى التهام أيِّ نوعٍ من البيوض أو صغار السمك التي تجدها أمامها، حتى لو كانت بيوضها هي، وأمّا الأسماك التي تلدُ صغاراً أحياء فهي مشهورةٌ بصورةٍ خاصَّة بالتهام أبنائها، ولهذا السَّبب فإنَّ من غير المُمكن ترك البيوض أو الصغار أبداً في حوض الأسماك المعتاد.
يَجبُ على صاحِبِ الأسماك نَقلُ البيوضِ إلى الحوض الجديد حال وضعها، أو نقلُ الصغار فور ولادتهم، ومن المَيّزات التي يُوفّرها هذا الحوض إمكانيّة الحفاظ على نظافته بسهولة أكبر، كما أنَّه يُسمحُ للصّغار بالحصول على الغذاء بيُسْر، دون أن تحتاج للتنافُس عليها مع الأسماك كَبيرة الحجم.[١]
أسماك الزينة
يُعدّ الاحتفاظُ بأسماك الزينة هوايةً مُكلفة، خصوصاً عند بدئها أو في حال الرّغبة باستعمالِ حوضٍ كبير لعرضها؛ حيث إنّ الاحتفاظَ بأسماك الزينة يحتاج إلى الكثير من الصبر، فعلى الرّغم من أنّها قد تبدو أمراً سهلاً، إلا أنَّها تَحتاجُ إلى الكثيرِ من الاطلاع والمَعرفة بعاداتِ الأسماك ووَسائلِ العناية بها، مع تفاوت احتياجات الأسماك كثيراً حسب نوعِها وطبيعتها الأحيائيّة،[٢] ومع ذلك فإنَّ للعناية بالأسماك فوائد كثيرة؛ حيث تُظهرُ بعضُ الدّراسات أنّ الاحتفاظ بأسماك الزينة يُخفِّف من الشعور بالضّغط، كما أنّ مَظهرها يُضفي جَمالاً على الغرفة، وقد يُساعد الأطفال على زيادة مَعرفتهم عن الحَيوانات وأسلوب الاهتمام بها.[٣]
العناية بأسماك الزينة
حجم الحوض
من أولى القَرارات التي على مُربِّي أسماك الزينة أن يتَّخذوها هي حجم الحوض الذي سيضعون الأٍماك فيه. إجمالاً تُساعد الأحواضُ الأكبر حجماً على الحِفاظ على نقاء المياه، ولكن تكلفتها المادية تكون أكبر؛ حيث يميلُ العديد من الهُواة إلى اختيار أحواضهم بناءً على إمكاناتهم الماليّة، ولكن ثمة طرق أكثر دقَّة للاختيار.
يُنصحُ مُربِّي الأسماك بزيادة حجم الحوض بمقدار غالونٍ واحدٍ لكلّ سمكة يبلغُ طولها إنشاً واحداً تقريباً، مع أن يُؤخذ بعين الاعتبار قياس طول السمك بعد أن يكتمل نموّه، وكذلك فإنّ بعضَ الأسماك قد تحتاجُ إلى ظروفٍ استثنائيّةٍ؛ فمنها أنواعٌ تكون كبيرة الحجم جداً بالنسبة لطولها، مثل السمك الذهبي، أو التي تتركُ الكَثير من المُخلَّفات.[٣]
مكان الحوض
يجبُ اختيار مَكان حوض السَّمك داخل المَنزل بعناية، ومن المُفضَّل عدم وضعه فوق الأثاث المنزلي العادي؛ لأنَّ وزنَه يُمكِن أن يكون ثقيلاً جداً. إجمالاً، يُضيف كل “غالونٍ” من حجم الحوض حوالي 4.5 كيلوغرماتٍ إلى وزنه، وبالتالي فإنَّ وزن حوض سعته عشرة غالونات ما يُعادل خمسةً وأربعين كيلوغراماً تقريباً، لهذا السبب فإنَّ تحريك الحوض بعد تحديد مكانه الأولي قد يَكون صعباً إلى حدٍّ بعيد، ومن الضروريَّ أن يُوفِّر مَوقع الحَوض نسبةً كبيرةً من ضوء الشمس، وأن يكون بَعيداً عن أجهزة التبريد أو التدفئة، وأن لا يكون في المَطبخ تجنّباً لتطاير زيوت الطبخ عليه.[٣]