تعرفى على بوادر عملية الولادة
محتويات المقال
مقدمة
عندما تقترب نهاية فترة الحمل تصبح الأسابيع القليلة المتبقية على انتهاء هذه الفترة، أو بالتحديد خلال الفترة ما بين الأسبوع السابع والثلاثين والأسبوع الأربعين، يطرأ على حالتك النفسية والجسمية بعض التغيرات المميزة، فأغلب الحوامل يشعرن خلال هذه الفترة بضيق نفس واضح كأنهن قد مللن من الحمل، ويردن التخلص منه في أقرب وقت لرؤية واحتضان هذه الجنين المنتظر المتواجد داخل بطونهن، كما يبدأ الرحم خلال هذه الفترة في الانقباض بدرجة واضحة قوية قد تُشعرك بالألم والإرهاق، وتتوالى هذه الانقباضات، وقد توحي إليك في كل مرة بأن الوقت قد بدأ وحان لبدء عملية الولادة، والغرض من هذه الانقباضات هو توسيع عنق الرحم تدريجياً استعداداً لبدء الولادة، وبالإضافة لذلك فإنّه يحدث بالجسم هذه التغيرات التالية:
- قد تظهر الشكوى من إسهال خفيف.
- قد تشعرين بتدلي رأس الجنين لأسفل بين فخذيك كأنها ثمرة “جوز الهند” وهذا قد يضطرك أثناء المشي إلى رفع قامتك لأعلى وسحب بطنك للداخل.
- تظهر الشكوى من ألم الظهر بوضوح.
- قد تلاحظين حدوث تحسن بحالة التنفس نظراً لنزول رأس وجسم الجنين لأسفل خلال الحوض استعداداً للولادة.
- قد تلاحظين خروج إفراز مخاطي ببعض الدم من المهبل وهذا هو ما يسمى بالعلامة، وهذا الإفراز يظهر عادةً خلال أسبوع قبل بدء الولادة ويمثل إحدى علامات اقتراب الولادة.
وضع جنينك داخل الرحم
وجود رأس الجنين لأسفل أي في مواجهة عنق الرحم هو الوضع الأفضل والأسهل للتوليد، ولحسن الحظ أنّه الوضع الشائع والمألوف الذي يتّخذه الجنين غالباً وذلك خلال الأسابيع القليلة السابقة لميعاد الولادة، وباتخاذ الجنين لهذا الوضع قد يمكنك من خلال بعض العلامات وجس البطن تحديداً هذا الوضع بنفسك، فيمكنك عادةً أن تشعري بحركة رفس القدمين على أحد جانبي البطن وهو الجانب المقابل لظهر الجنين، وقد تشعرين بركبته كنتوء في منتصف البطن وقد يحرك ركبته من وقتٍ لآخر عندما يستيقظ، وقد تشعرين كذلك بحركته بأحد جانبي البطن من أعلى على هيئة دوران الكوع، والوضع الأكثر شيوعاً وجود رأس الجنين لأسفل داخل الرحم، وفي بعض الأحيان يتّخذ الجنين وضعاً مخالفاً لهذا الوضع المألوف السابق، فقد يستقر للأسفل بدلاً من رأسه، وهذا هو أكثر الأوضاع غير المألوفة شيوعاً، أو قد يكون الجزء السفلي منه هو ذقنه أو وجهه أو كتفه أو غير ذلك.
وضعيات الجنين تكون مختلفة مثل تمديد ساقيه لأعلى، أو ثني ساقيه لأسفل، ويمكن للطبيب أن يتعرّف على وضع الجنين قبل الولادة من خلال الفحص الإكلينيكي العادي، ويمكن التأكد من اتخاذ الجنين لهذا الوضع بالتصوير بالموجات فوق الصوتية، وفي حالة اتخاذ الجنين لوضع مخالف للوضع الشائع المألوف فإن ذلك يدعو عادة إلى إجراء بعض التعديلات في عملية التوليد، فقد يحتاج الأمر إلى استخدام الجفت الجراحي، أو ربما إلى اللجوء للتوليد بإجراء عملية قيصرية، وفي أغلب الأحوال لا يعني وجود الجنين في وضع غير الوضع المألوف وجود عقبة كبيرة أمام إجراء التوليد أي أنه ليس هناك ما يدعوك للقلق من هذه الناحية.
علامات الولادة
إن للولادة علامات من بينها:
- الطلق: وهو عبارة عن حدوث انقباضات شديدة بالرحم تحدث بصفة منتظمة، ويصحبها ألم شديد أو صراخ كما هو معروف، والغرض من هذه الانقباضات هو توسيع عنق الرحم تمهيداً لمرور الجنين.
- العلامة: وهي كلمة عامية تصف نزول السدادة، وهي إفراز مخاطي لعنق الرحم، ويصحبها نزول بضع قطرات من الدم.
- نزول المياه: وهذا السائل المائي الذي يخرج قبيل الولادة هو نتيجة لانفجار كيس الماء (السائل الجنيني أو الأمنيوسي) الذي يحيط بالجنين.
مراحل الولادة
مراحل عملية الولادة تشتمل على ثلاث مراحل على النحو التالي:
- يستمر حدوث الطلق عدة ساعات إلى أن يتسع عنق الرحم إلى أقصى درجة (المرحلة الأولى)، ويعقب ذلك إحساس السيدة برغبة شديدة في الذهاب لدورة المياه (كالرغبة الملّحة في التبرز) مع استمرار انقباضات الرحم مما يزيد من الإحساس بالألم.
- تستمر انقباضات الرحم بقوة (الطلق) ليتسع عنق الرحم تدريجياً وعندما يتسع بمقدار عشرة سنتيمترات تقريباً، فإن ذلك يسمح بمرور رأس الجنين ودفعه للخارج، وهذه المرحلة هي التي يتم من خلالها دفع الجنين للخارج (المرحلة الثانية)، وتستمر عدة دقائق إلى نحو ساعة على الأكثر، وبعد ولادة الطفل بحوالي ربع ساعة يبدأ نزول المشيمة والأغشية الجنينية وهو ما يسمى الخلاص (المرحلة الثالثة).
ليس هنالك ولادة بدون ألم ومعاناة، فهذا هو قدر الأم، وليس هنالك أفضل ما يخفف هذا الألم من الإيمان برحمة الله والتحلي بالصبر ممّا يزيد من قوة تحملك لمواجهة هذه الفترة العصبية، وقد صار من الشائع في كثير من الولادات اللجوء إلى حقن الحامل بعقاقير مسكنة للألم ومهدئة للحالة النفسية إلا أن إعطاء هذه العقاقير له أضرار سواء بالنسبة للأم أو التوليد، وإذا كان لهذا العقار فاعلية قوية في تسكين ألم الولادة إلا أنه يصيب الأم بحالة من الدوار وضعف التركيز، ويمتد هذا التأثير للوليد فيبدو عليه النعاس وضعف الانتباه والتركيز مما يجعله ينقطع عن الرضاعة لبضعة أيام حتى يزول عنه تأثير العقار، كما يمكن التغلب على ألم الولادة بوسيلة أخرى وهي تخدير الأم نصفياً وذلك بحقن مادة مخدرة بالعمود الفقري وهذا يجعل عملية الولادة غير مؤلمة تماماً، لكن هذه الطريقة قد تؤدي إلى حدوث انخفاض مفاجئ وربما شديد بضغط الدم مما يصيب الأم بدوار وإعياء وصداع شديد بعد الولادة قد يستمر لبضع ساعات أو أيام حتى يتم علاجه بالمحاليل المناسبة لرفع ضغط الدم، وقد وجد كذلك زيادة نسبة احتمال اللجوء إلى الاستعانة بالجفت الجراحي لتوليد الأم في هذه الحالة لعدم قدرتها على مسايرة الولادة الطبيعية.
وبناءً على ذلك فإن بعض الأطباء لا يفضل الاستعانة بأيّة عقاقير أو مواد مخدرة للتغلب على ألم الولادة نظراً لأضرارها الجانبية وإن كانت أضراراً مؤقتة، وقد توجد صعوبة في نزول الجنين مع مضي الوقت، وذلك يشير إلى أن الجنين في حالة سيئة، أو إذا حدث ارتفاع بضغط دمك أو إذا كنتِ في حالة سيئة وإرهاق شديد فإن أسهل طريقة يمكن أن يلجأ لها الطبيب لمساعدة الولادة في هذه الحالات القيام بعمل شق جراحي بأحد جانبي فتحة المهبل لتوسيع ممر الولادة وهو ما يسمى بشق الفوهة الفرجية، لكنه إذا كان الجنين في وضع أعلى نسبياً أو غير جاهز تماماً للتوليد فقد يلجأ الطبيب في الحالات السابقة لسحب الجنين للخارج بالاستعانة بأدوات طبية خاصة وهي إما الجفت وإما الشفاط، وشق الفوهة الفرجية يكون بقيام الطبيب بعمل هذا الشق الجراحي البسيط بحقن الأنسجة حول المهبل بمخدر لإبطال الإحساس بالألم، ثم يقوم باستعمال المقص بعمل قطع الجلد وطبقة العضلات عن النهاية السفلي للمهبل، وهذا الشق الجراحي يتم قفله بغرز جراحية بعد انتهاء الولادة، وعادة تزول هذه الغرز بعد مرور حوالي ستة أيام، وعادةً يُجرى هذا الشق الجراحي للبكرية، أي اللاتي ينجبن لأول مرة وخاصةً كبيرات السن منهن حيث تكون الأنسجة سميكة وضعيفة المرونة علاوة على ضيق فتحة المهبل عندهن نسبياً عن غيرهن ممن سبق لهن الإنجاب.