اهم و أكبر المباني المعماريّة المُشيَّدة في العالم
محتويات المقال
سور الصّين العظيم
سور الصين العظيم (بالإنجليزيّة: Great Wall of China) هو سور يقع في الصّين، ويمتدّ على مناطق واسعة منها، وهو من أكبر المباني المعماريّة المُشيَّدة في العالم، وأطول سور في العام، ويعود تاريخه لأكثر من 2300 عام. يتكوّن سور الصّين العظيم من عدّة أسوار مبنيّة بشكلٍ مُتوازٍ، بُنِيَت على مدى ما يُقارب 2000 عام عبر مناطق شمال الصّين وجنوب منغوليا، ويُعدّ الجزء الأكبر والذي يُعدّ من أكثر أجزاء السور حفظاً من الأجزاء التي بُنِيت في عهد سلالة مينغ الحاكمة، أمّا الأجزاء المُتبقّية فهي عبارة عن سور مبنيّ، تتخلّله خنادق وحفر. اليومَ، لم يتبقَّ الكثير من أجزاء السور، فمعظمها اختفى أو تعرّض للدّمار،[١] ولأهميّته، تمّ إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث والثقافة عام 1987م.[٢]
طول سور الصّين العظيم
يبلُغ طول سور الصّين العظيم 21.196.18كم،[٣] وقد بُنِي أثناء حُكم عدّة سلاسل حاكمة في عصور مختلفة، بنت كلٌّ منها جزءاً من السور باستخدام أجزاء قديمة منه وزيادة أجزاء جديدة، حتّى وصل طوله الإجمالي إلى الطول الحالي، وقد امتدّت فترة بنائه بين أعوام 221-206ق.م وحتّى عام 1368-1644م،[٤] أمّا السور الموجود اليوم فيعود معظمه إلى السور الذي بنته سلالة مينغ الحاكمة التي حكمت بين عامَي 1368-1644م، وأخذ بناء السور في فترة حكمهم أكثر من 100 عام لإكماله.[٥]
تاريخ سور الصّين العظيم
بداية بناء السور
يعود بناء سور الصّين العظيم إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والعديد من الحصون الموجودة في السور يعود تاريخ إنشائها إلى مئات السنين، قبل ذلك قُسِّمَت الصّين إلى عدد من الممالك أثناء حقبة الممالك المُتحارِبة، وفي حوالي عام 220ق.م. أصدر تشين شي هوانج أول ملك للصين المتحدة أمراً بإزالة الحصون القديمة، ودمج الأسوار القديمة المبنيّة على الحدود الشماليّة، وتشكيل سور واحد يمتدّ لأكثر من 5.000كم؛ بغرض حماية الصّين من الهجمات القادمة من الشمال.[٦]
وعند بدء عمليّة بناء سور الصّين العظيم، أدارها الجنرال الصّيني المشهور منغ تيان، واستعان بجيش ضخم من الجنود، والأشخاص المُدانين، وأشخاص من العامّة؛ لمساعدته في بناء هذا السور المعروف بضخامته، ولبناء السور، استُخدِم التراب والحجارة. وقد امتدّ السّور من ميناء شانهيغوان الذي يقع في بحر الصّين وحتّى مقاطعة قانسو لمسافة 3.000 ميل (4828.032 كم)، وفي بعض المناطق الإستراتيجية تداخلت أجزاء من السور لتحقيق أقصى قدر من الأمن، وتراوح طول قاعدة البرج بين 15-50 قدماً (4.6-15.24م)، وبلغ ارتفاعه حوالي 15-30 قدماً (4.6-9.14م)، وكان فوقها أسوار بطول 12 قدماً (3.65م) أو أعلى، ووُزِّعت أبراج الحراسة على طول السّور.[٦]
سور الصّين على مرّ العصور
بعد موت تشين شي هوانج وسقوط سلالة تشين الحاكمة، تعرّضت معظم أجزاء سور الصّين لحالة سيّئة، فساء وضعها، وبعد سقوط سلالة هان الحاكمة (206 ق.م-220م) حكمت شمال الصّين سلسلةٌ من القبائل المتتابعة، كان أكثرها قوّةً سلالة وي الشماليّة (386-535م)، وقد أصلحت هذه السلالة السور القائم للدفاع ضد هجمات القبائل الأخرى، ووسّعته، ثمّ قامت مملكة باي تشي (550-577م)، وبنت وأصلحت أكثر من 900 ميل (1448.41كم) من السور، ثمّ قامت مملكة سوي لفترة قصيرة (581-618م) ولكنّها لعبت دوراً فعّالاً في إصلاح سور الصّين العظيم وتمديده عدّة مرّات.[٦]
مع سقوط مملكة سوي وظهور سلالة تانغ (618-907م)، فقدَ سور الصّين العظيم أهميّته كحصن منيع؛ حيث هزمتِ الصّينَ قبيلةُ توجو في الشمال، وتوسّعت بعد الحدود الأصليّة التي يحميها السّور، وأثناء عهد سلالة سونغ (960-1279)، أُجبِرَ الصّينيون على الانسحاب تحت تهديد من شعوب لياو وجِن في الشمال؛ حيث استولوا على العديد من المناطق على جانبي سور الصّين العظيم، بعد ذلك، ظهرت سلالة يوان (المنغولية) (1206-1368م) التي أنشأها جنكيز خان، وسيطرت في نهاية المطاف على كل من الصّين وأجزاء من آسيا وأقسام من أوروبا، وعلى الرغم من أنّ سور الصّين العظيم لم يكن ذا أهمية تُذكر للمغول من ناحية التحصين العسكري، إلا أنهم كلّفوا الجنود بإصلاح السور؛ لحماية التجار الذين يسافرون على طول الطرق التجارية المُربِحة التي أُنشِئَت في هذه الفترة.[٦]
بناء السور أثناء حكم سلالة مينغ
تعود مُعظم أجزاء السور الموجودة حالياً للسور الذي بنته سلالة مينغ الحاكمة، ولم يُبدِ الحُكّام الأوائل من المينغ أيّ اهتمام يُذكر في بناء السور وبناء تحصينات حدوديّة، وفي عام 1421م، وقعت العاصمة بكين في يد الإمبراطور يونغلي، وتحت حكمه ازدهرت الحضارة الصّينية بشكل كبير، وشهدت الفترة تقدماً معمارياً كبيراً إلى جانب السور العظيم، وتمّ بناء الجسر، والمعابد، والهياكل، وفي عام 1474م بدأت عمليات بناء السور العظيم كما نعرفه اليوم؛ حيث بدأت سلالة مينغ بعمليات تحسين السّور العظيم، وترميمه، وتوسيعه.[٦]
أهميّة سور الصّين العظيم
كان لسور الصّين العظيم دور مهمّ عبر التاريخ في الجانبين السياسي والعسكري على حدٍّ سواء؛ ففي منتصف القرن السابع عشر الميلادي، هاجمت شعوب المانشو بكين عبر سور الصّين العظيم، قدوماً من وسط المانشوريا وجنوبها، ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى إجبار سلالة مينغ على الاستسلام، ومن هنا بدأ حكم سلالة تشينغ الحاكمة (1644-1912م، وما بين القرنين الثامن عشر والعشرين، برز سور الصّين العظيم كرمز قومي للصين عُرِفَت فيه في العالم الغربي، ورمز مادّي ومعنوي لمدى قوة الصّين، كما شكّل الدّرع الذي دافعت به الصّين عن نفسها كبلد ضدّ التدخلات الخارجيّة، أمّا اليوم، فيحمل السور أهميّةً معماريّةً كأبرز تحفة معماريّة في التاريخ؛ حيث يتميّز هذ السور بكونه الصرح الوحيد الذي بناه الإنسان، ويمكن رؤيته من الفضاء.[٦]