الهلال

الأقمار موجودة في المجموعة الشمسية، وهي دائمة الدوران حول كواكبها، حيث تختلف هذه الأقمار في أحجامها من قمر لآخر، إلا أنَّ قمر الأرض يصنف على أنه القمر الخامس من أقمار المجموعة الشمسية من ناحية الحجم، تكبره الأرض بـواحد وثمانين مرة. من أبرز الظواهر الأرضية المرتبطة بالقمر ظاهرتي المد و الجزر عن طريق تأثير جاذبيته على مياه البحار والمحيطات، كما للقمر دور مهم في تحديد الأيام والشهور، فالتقويم العربي والتقويم العبري والتقويم الصيني والتقويم الهندي كلها تقاويم قمرية تعتمد اعتماداً كليَّاً على دورة القمر، إذ تنقسم السنة في التقويم العربي –على سبيل المثال – إلى 12 شهراً وهي محرم وصفر وربيع الأول وربيع الثاني وجمادى الأول وجمادى الثاني ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، كما اعتمد الإسلام هذا التقويم لتحديد مواقيت العبادات كالصوم في رمضان والحج في ذي الحجة. أمَّا المسلمون فقد غيروا تسمية هذا التقويم إلى التقويم الهجري، وبدأوا احتساب أيام هذا التقويم من يوم هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم-.

المراحل التي يمر فيها القمر:

يمر القمر في عذة مراحل خلال الشهر العربي، حيث تعتمد هذه المراحل على أنَّه يحتاج شهراً كاملاً (30 يوماً) لإكمال دورة واحدة حول الأرض، وباختلاف موقعه في هذه الأدوار وباختلاف زاوية النظر من الأرض و موقع الشمس النسبي، تختلف المراحل، فقد سميت هذه المراحل نسبة لشكل القمر عند النظر إليه من الأرض خلال أوقات وليالٍ مختلفة من أوقات وليالي الشهر العربي حيث يرى المراقب للقمر الجزء المنير منه.

يبدأ القمر بمرحلة المحاق والتي يكون فيها القمر والشمس على نفس الجانب من الأرض وهي مرحلة لا يستطيع المراقب فيها رؤية القمر بسبب العتمة الشديدة، ثم يأتي الهلال والذي يستدل به على بداية الشهر العربي، إذ يكون قابلاً للرؤية بنسبة متوسطة، ثم بعد ذلك تبدأ النسبة بازدياد إلى أن يصل القمر إلى مرحلة البدر والتي يستدل بها على انتصاف الشهر العربي، وفي هذه المرحلة تكون الشمس على جانب من الأرض بينما يكون القمر على الجانب المقابل تماماً للأرض، ثم تبدأ نسبة الرؤية بالتناقص إلى أن تصل إلى مرحلة هلال آخر الشهر ليصبح بعدها غير قابلاً للرؤية لتعود الدورة من جديد.

من هنا تمت تسمية هلال أول الشهر بالهلال الحديث أو الجديد، بينما تمت تسمية هلال آخر الشهر بالهلال المتأخر أو القديم، كما يجدر الإشارة إلى أنَّ مدار القمر حول الأرض بيضوي (إهليلجي) مما يسبب تغيراً في التوقيت بين مرحلتين (طورين).