النشا , فوائد النشا للطفل
تغذية الطفل
يحرص الوالدان دائماً على إطعام الطفل ما يناسبه من الطعام الصحيّ واللّذيذ، والذي يساعده على بناء جسم قويّ وصحي وسليم، ويزيد من قوة جهاز المناعة لديه، ويحميه من الإصابة بأيّة أمراض أو مشاكل صحيّة، وتبدأ مرحلة العناية بصحة الطفل وإطعامه منذ اليوم الذي يولد فيه، ولذلك يجب على كلّ أم مرضعة أن تحرص على إرضاع طفلها بطريقة طبيعيّة ما أمكن، وفي حين لم تستطع، يمكن الاستعاضة عنها بالحليب الصناعيّ المناسب لسِنِّه، وبعد عمر ستة أشهر يجب البدء بإدخال الأطعمة المختلفة لغذاء الطفل بشكل تدريجيّ، فلا يمكن للحليب وحده أن يكون كافياً بعد هذا السنّ لسدّ احتياجات الجسم من الطاقة والعناصر الأساسيّة والضرورية لبناء جسم قوي وسليم.
ما هو النشا؟
يُعدّ النشا (بالإنجليزية: Starch) على أنه نوع من الكربوهيدات المُعقّدة، فهو يتكون من نوعين من سكّر الكربوهيدرات: هما سكر الأميلوز، وسكر الأميلوبيكتين. ويتواجد النشا في العديد من الأطعمة، كالبطاطا، والأرز، والخبز، والحبوب الكاملة، والمعكرونة، وغيرها، ويُعتبر النشا مصدراً مهمّاً للسعرات الحرارية، حيث يتم تحويل النشا داخل الجسم إلى السكر البسيط، أو ما يسمى بالجلوكوز (Glucose)، وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. يتوافر النشا على شكل مسحوق بودرة، حيث يتم استخراجه غالباً من حبوب الذرة، ويتميّز مسحوق النشا بلونه الأبيض النقيّ، كما لا يوجد له طعم أو رائحة، وله العديد من الاستخدام في تحضير المأكولات والأطعمة المختلفة، كما يدخل في بعض الصناعات الأخرى.[١]
ما هي وظيفة النشا
من الناحية الغذائية، فإن الوظيفة الوحيدة للنشا هي إمداد الجسم بالطاقة بعد تحويله إلى جزيئات السكر البسيط داخل الجسم، حيث تنتقل جزيئات السكر البسيط عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتستخدمها خلايا الجسم المختلفة كمصدر للطاقة اللازمة لإتمام الوظائف الحيوية وعمليات الأيض المختلفة، ويُعتبر السكر البسيط المصدر الأساسي للطاقة اللازمة لعمل الدماغ والجهاز العصبيّ.[١]
هل يستطيع الأطفال الرضع تناول النشا
هناك بعض التحذيرات حول استخدام النشا والأطعمة النشوية كغذاء للأطفال خلال السنة الأولى من العمر، وذلك لأن عملية هضم النشا، والذي يُعدّ نوع من الكربوهيدات المعقدة، تحتاج لوجود إنزيم معين، يُدعى بالأميليز (بالإنجليزية: Amylase)، والذي يتواجد باللعاب ويتم إفرازه من قبل البنكرياس أيضاً، ويعمل هذا الإنزيم على تحطيم النشا إلى جزيئات السكر البسيط، ليتم استهلاكها كمصدر للطاقة، وترجع نظرية تجنّب النشويات في السنة الأولى من عمر الأطفال إلى أن مستوى إنزيم الأميليز الذي يفرزه البنكرياس في جسم الطفل خلال هذه المرحلة غير كافٍ لهضم الأطعمة النشويّة، وبذلك قد تؤدّي هذه الأطعمة إلى حدوث التهابات معويّة أو تحسّس، أو حتى مشاكل بالأذن والأنف والبلعوم.[٢]
من جهة أخرى قام بعض الباحثون عام 1975م بدراسة تأثير النشا عند الأطفال من عمر 1-3 أشهر، ووجدوا أن أجساد هؤلاء الأطفال استطاعت هضم 99% من النشا الذي تم إطعامه لهم، والمعروف أن البدء بالأطعمة الصلبة على هذا العمر سيكون له أضرار أخرى، إلا أنّ قدرة أجسامهم على هضم النشويات في هذا السن، يعني أن هناك آلية أخرى تعمل على هضم النشا غير إنزيم الأميليز الذي يفرزه البنكرياس.[٣]
مضار تجنب النشا كطعام للأطفال
تجنّب النشا والأطعمة النشوية واستثناءها من غذاء الأطفال الرُّضع قد يؤدي إلى مشاكل مُتعدّدة منها:[٢]
تجنّب الأطعمة المحتوية على القمح، بصفته من الحبوب الغنية بالنشا، قد يزيد من خطر إصابة الطفل بداء السّيلياك، ومرض السكري من النوع الأول، وحساسيّة القمح، ويُعتقد أن إدخال الحبوب إلى غذاء الطفل من عمر ما بين 4-7 شهور مهمّ لتجنّب الإصابة بحساسيّة الغلوتين، وحساسية القمح.
من الصعب تلبية احتياجات الطفل من جميع العناصر الغذائية عند إزالة مجموعة كاملة من المواد الغذائية، فاستثناء الأطعمة النشوية من النظام الغذائي للطفل سيحرم جسمه من مصدر رئيس للطاقة، والذي يصعب تعويضه باستخدام الأغذية الأخرى، كما أن منتجات الحبوب الخاصة بالأطفال تكون مُدعّمة بالحديد، وهو عنصر رئيس يحتاجه الطفل لبناء جسمه، ويصعب الحصول عليه من الأغذية الأخرى، حتى لو كان الطفل يأكل بشكل جيّد.
أظهرت الأبحاث أن الأطفال الرُّضع الذين يتم فِطامهم على الخضراوات والفواكه فقط لا يحصلون على صحّة جيدة مثل الذين يتم فِطامهم على أغذية متنوعة تشتمل النشويات والفواكه والخضراوت.
في الواقع، إن استثناء الأطعمة النشوية من طعام الأطفال ليس بالأمر العلميّ الذي يمكن تطبيقه بسهولة، حيث إنّ تجنّب جميع الأطعمة التي تحتوي على النشا سيؤدي إلى حرمان الطفل من تناول مجموعة كبيرة من الأطعمة، وحرمانه من الفوائد والعناصر الغذائيّة التي تحتويها.
استخدامات مختلفة للنشا عند الأطفال
للنشا فوائد كثيرة وجمّة للأطفال لا سيّما الرضّع منهم، إذ يمكن استخدام النشا للرُّضع على الجلد مكان وضع الحفاضات، وذلك للتّخفيف من التسلّخات الجلديّة التي تنشأ من وضع الحفاضات، وله فائدة أكبر من المراهم الطبيّة نفسها في حماية بشرة الأطفال الحساسّة في كل أنحاء الجسم.[٤]