الموقع الجغرافي لجبل مؤاب
جبال مؤاب
جبال مؤاب هي واحدة من السلاسل الجبليّة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتقع جبال مؤاب في محافظة الكرك في الجهة الغربيّة من مدينة الكرك. كانت مدينة الكرك والمناطق المحيطة بها منطقةً مزدهرةً فقامت بها الحضارة المؤابية، وكانت هذه المدينة مركزاً لهذه الحضارة، ومن أسماء الكرك القديمة قير مؤاب؛ ومعناها المدينة الحصينة نظراً لوقوعها على جبالٍ مرتفعةٍ تحيط بها سهول خصبةٌ صالحةٌ للزراعة.
اكتسبت مدينة الكرك أهميةً كبيرةً بسبب موقعها المتوسط الذي يربط شمال المملكة الأردنيّة الهاشميّة بجنوبها على الطريق التجاري القديم يوم كانت البادية تعجّ بالقوافل التجارية صيفاً وشتاءً، وقد دلّت الأبحاث والحفريات على أنّ جميع مناطق الأردن لها تاريخ عريق على مرّ العصور؛ خاصةً مقامات الصحابة الكرام فلا توجد بقعة في الأردن إلا وفيها مقام أو ضريح من أضرحة الصحابة رضي الله عنهم، فأرض الأردن أرض مقدسة.
الموقع الجغرافي لجبل مؤاب
يقع جبل مؤاب وسط سهولٍ وشعابٍ في الجهة الغربيّة من محافظة الكرك على الطريق الملوكيّ الذي يربط حضارة الأنباط في البتراء المدينة الوردية بحضارة مؤاب، ويحيط بهذا الجبل أودية أغلبها موسمية الجريان، وتتجمع بها الأمطار المنحدرة من الجبال مثل وادي الموجب، ويبلغ ارتفاع قمة جبل مؤاب عن سطح الأرض الملاصقه له حوالي السبعين متراً.
دلّت الآثار التاريخية التي تم العثور عليها في هذه الموقع أو المواقع المجاورة على أنّ الملك ميشع قد عاش في هذه المدينة، وكانت فترة حكمه فترة ازدهارٍ وتقدّم للمنطقة، كما دلّت الكتابات التي وجدت على مسلة ميشع التي خلدت إنجازاته؛ ومسلة ميشع هي عبارة عن قضيب من الصخر نقشت رسومات وكتابات على أوجهه بإنجازات هذا الملك، كما تمّ العثور على آثار لقنوات ريّ وخزانات مياه ومصاطب تدل على حضارة مؤاب، وأنّه تمّ الاستفادة من مياه الأمطار والينابيع في بناء اقتصاد زراعي.
ولم يبقى اليوم من هذه الحضارة إلّا الآثار الدّالة عليها؛ إذ أصبحت هذه الجبال عبارةً عن صخور قشرتها عوامل التعرية على مرّ الأيام، وبقي مقام سيدنا هارون عليه السلام يعطي هذه المنطقة البركة، وتعدّ منطقة راكين من أجمل مناطق الكرك بسهولها الواسعة وإطلالتها على البحر الميت وعلى أرض فلسطين الحبيبة، حيث يمكن مشاهدة أنوار القدس الشريف منها، وتشتهر هذه المنطقة بكروم العنب وأشجار الزيتون وبسبب جمالها تغنى بها الشعراء؛ فقال شاعر الاأردن عرار: ما البلقاء إلّا ماعين وما الكرك إلا راكين