يقول ابن القيم في الطب النبوي عن الملح:
المِلْحُ يُصلِح أجسام الناس وأطعمتهم، ويُصلِح كُلَّ شيء يُخالطه حتى الذَّهبَ والفِضَّة، وذلك أن فيه قوةً تزيدُ الذهبَ صُفرةً، والفِضَّةَ بياضا، وفيه جِلاءٌ وتحليل، وإذهابٌ للرطوبات الغليظة، وتنشيفٌ لها، وتقويةٌ للأبدان، ومنعٌ من عفونتها وفسادها، ونفعٌ من الجرب المتقرِّح.
وإذا اكتُحِلَ به، قلع اللَّحم الزائد من العَيْن، ومحَقَ الظَّفَرَة. والأندرانى أبلغُ في ذلك، ويمنعُ القروحَ الخبيثة من الانتشار، ويُحدِرُ البراز، وإذا دُلِكَ به بطونُ أصحابِ الاستسقاء، نفعهم، ويُنقى الأسنانَ، ويدفعُ عنها العُفُونة، ويشُدُّ اللِّثة ويُقويها، ومنافعه كثيرة جدّا.[انتهى]
والملح ضروري للحفاظ على توازن الجسم، والدم، باستثناء بعض الحالات الخاصة، ومن هنا فالامتناع عنه كلياً مؤذٍ لصحة لجسم، ويحتوي الجسم على العديد من الأملاح، ولكل نوع وظيفته الخاصة.
الملح في الطب القديم:
عرف عن الملح أنه: يجلو، وينقي، يحلل، ويكوي، ويقلع اللحم الزائد في القروح، وإذا خلط بالزيت ومسح به، أذهب الإعياء والحكة، ويعين على الإسهال والقيء، ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر، ويزيل وخامة الطبيخ، ويعين على هضم الطعام، ويمنع من سريان العفونة إلى الدم، ويطرد الرياح، ويحد الفؤاد، ويذهب بصفرة الوجه، وإذا حل بالخل وتمضمض به قطع الدم النازف من الضرس واللسان.
مضار الإكثار منه:
الإكثار من الملح: يحرق الدم، ويضعف البصر، ويقلل المني، ويورث الحكة، والجرب، ويضر النحفاء، والدماغ، والرئة، ويجفف البدن.
الملح في رأي الطب الحديث:
وفي رأي علماء الطب الحديث أن الملح مادة غذائية ودوائية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن يجب ألا نسيء استعمالها، وذلك بالإفراط في تناولها، وبدون رأي الطبيب، لأن حواس الجسم تتأثر بالملح سريعاً، فيسبب لها الهيجان والحكة الزائدة، كما يسبب التهاب الأغشية المخاطية للمعدة والامعاء، والأوردة والشرايين وغيرها، كما يتعب الكبد والكليتين والمجاري البولية.
والملح كالسكر تماماً يفيدان، ولكن الإفراط في تناولهما يضر أشد الضرر، فعلى الإنسان أن يكون حكيماً وحذراً في استعمالهما.