– يقول داود الأنطاكي:
مصطكي ” المستكه، مستيك ” LENTISQUE
معرب عن مصطيخا اليوناني يُسس الكنة والعلك الرومي ، والمراد بهذا الاسم عند الإطلاق الصمغ، وهو نوعان : أبيض ناعم طيب الرائحة فيه لدونة حلو أسود إلى المرارة يُسحق ويسمى المعلق، قيل : إنه يؤخذ بالشرط، والصحيح أن الأول هو المدفوع بحركة الطبيعة إلى ظاهر العود كغيره من الصموغ، والثاني يؤخذ من العود الغض والورق بالطبخ ولا يوجد إلا بصاقس من أعمال رودس مما يلي الترك، وقيل : يوجد باشبيلية من الأندلس ولكنه غير جيد وشجرها في البساطة ولطف العود والورق كشجر الأراك ولها ثمر يقضم إلى المرارة ويؤخذ هذا الصمغ في شمس الجوزاء وتبقى قوته نحو عشرين سنة. وهي حارة في الثانية، يابسة في الثالثة تذهب الصداع والنزلات وتسهل البلغم مع الغاريقون وما تشبث بالصفراء مع الصبر والسوداء والوسواس وحديث النفس ومبادي الماليخوليا مع الإهليلجات وتوقف النوازل. وتنقي القصبة وتقطع النفث والنزف مع الكهربا مجرب، وتحد الفهم مع الكندر وتذهب قراقر المعدة وسوء الهضم والرياح الغليظة وضعف الكبد والطحال وألم الكسر والخلع والوثي والقروح مطلقاَ، وإن طبخت في الشيرج وقُطرت في الأذن فتحت السدد وأزالت الصمم مجرب، وتلصق الشعر المنقلب، وإن بُخر بها تطن بل في بماء ورد وجُعل على العين سكنت الرمد والوجع مجرب، وتعدل الأسنان واللثة كيف استعملت، وإن طبخت مع الزيت أزالت النافض والكزاز والرعشة والضربان والإعياء مجرب.
– ومن خواصها: أنه إذا جُعل منها درهم في رطل ماء وطُبخ في فخار جديد حتى يذهب ثلثه وجدد الفخار في كل مرة نفع هذا الماء من الإستسقاء والقيء والغثيان والزحير، وقوى الهضم مجرب عن الشيخ . وأجزاء شجرتها إذا طبخت فعلت ذلك في أصحاء البدن وتضر المثانة ويصلحها الورد وقيل الإذخر وبدلها الجوز.
– يقول ابن سينا:
دهن المصطكى: يستخرج من شجرة المصطكى، ينفع في نفث الدم والسعال المزمن إذا شرب.
– الماهية: منه رومي أبيض ومنه نَبَطي إلى السواد.
وشجرته مركبة من مائية قليلة وأرضية كثيرة، وهو ألطف وأنفع من الكندر.
– الاختيار: أجوده الأبيض الجلاء النقي، وإصلاحه تحليله وتركه في الخل أياماً ثم يجفف.
– الأفعال والخواص: قابض محلل وجميع أجزاء شجرته قابض، وتركيبه من جوهر مائي مفتر وجوهر أرضي، وأصوله وقشور أصوله يقوم مقام أقاقيا وهيوفسطيداس وبدله وكذلك عصارة ورقه يتخذ من ثمرتها دهن شديد القبض. وأما جالينوس فيشبه أن يرى أن في جميع أجزائها مع القبض تلييناً وكذلك أدهانه والنبطي الذي يضرب إلى السواد قبضه أقل وتجفيفه أكثر فهو أوفق بما يحتاج إلى تحليل قوي. وكل ما فيه من قبض وتليين وتجفيف فهو بلا أذى.
– دهنه لطيف جداً ويذيب للطافته وتليينه وحرارته الرقيقة البلغم.
– الأورام والبثور: ينفع؛ لما فيه من القبض والتليين من أورام الأحشاء.
– الجراح والقروح: يمنع عصارته وطبيخ ورقه من الساعية ودهن شجرته ينفع من الجرب حتى جرب المواشي والكلاب ويصب طبيخ ورقه وعصارته على القروح فينبت اللحم وكذلك على العظام المكسورة فيجبر.
– أعضاء الرأس: مضغه يحلب البلغم من الرأس وينقيه، وكذلك المضمضة به تشد اللثّة.
– أعضاء العين: يلصق به الهدب المتقلب.
– أعضاء النفس: ينفع من السعال ونفث الدم وخصوصاً طبيخ أصله وقشره.
– أعضاء الغذاء: يقوي المعدة والكبد ويفتّق الشهوة ويطيب المعدة والكبد في وقتها.
– أعضاء النفض: يقوي الكبد والأمعاء، وينفع من أورامها.
وطبيخ أصله وقشره ينفع من الاختلاف ودوسنطاريا والسحج، وكذلك نفس ورقه من نزف الدم من الرحم وجميع أوجاع الأرحام، وسيلان رطوباتها الرديئة، ومن نتوء الرحم والمقعدة، وكذلك دهن شجرته و بزره.