القضاء على القلق
محتويات المقال
هل رأيت أحدهم يضع السُّم لنفسه في الطعام؟ هذا هو الشخص الذي يسمح للقلق بدخول حياته وتهديدها، فالقلق والنجاح لا يجتمعان أبداً، ولكي تستطيع صعود السلم يجب عليك قذف القلق في نهاية السلم وذلك لتنعم بحياة مليئة بالراحة النفسية، وبعيدة عن التوتر، فاليوم سنتعرف كيفية القضاء على القلق والتخلص منه.
محتويات
- ١ ما المقصود بالقلق
- ٢ أعراض القلق
- ٣ أضرار القلق
- ٤ أسباب القلق
- ٥ أنواع الشخصيات وارتباطها بالقلق
- ٦ كيفية علاج القلق
- ٦.١ العلاج بالأدوية
- ٦.٢ العلاج المعرفي
- ٧ الحلول للقضاء على القلق بالعلاج المعرفي
ما المقصود بالقلق
المادة المعجمية لكلمة (قَلقَ) في معجم المعاني: الاضْطِرَابُ، الانْزِعَاجُ، عَدَمُ الاسْتِقْرَارِ النَّفْسِيِّ، إحساسٌ بالضِّيق والحرج، وقد يصاحبه بعضُ الألم.
مفهوم (القلق) عند علماء النفس: هو عبارة عن حالة نفسية داخل الفرد يكون فيها الشخص في صراع مستمرٍ بينه وبين أفكاره الموجودة في اللاوعي، فتظهر هذه الحالة في سلوكيات نفسية وجسمية غير محددة وغير معروفة من انفعالات وتوتر وعدم تركيز.
أعراض القلق
- العصبية والتوتر.
- تشتت الانتباه.
- الصداع الدائم.
- فقد التركيز.
- شرود الذهن.
- ضيق النفس.
- الأرق وعدم القدرة على النوم.
أضرار القلق
هدر للطاقة التي بداخلنا واستخدامها في أفكار سلبية لا فائدة ولا جدوى منها، فعندما تشعر بالقلق تأخذك الأفكار إلى مكان بعيد وقد ينشغل عقلك لساعات طويلة، فتجلس وتعض على أصابعك من كثرة الاندفاع، فأفكارك السلبية تأخذك إلى عالم مليء بالكوارث والأحداث السيئة، وفي نهاية المطاف تنظر حولك فتجد نفسك ما زلت تجلس في مكانك ولم تجني أي فائدة من هذا التفكير، بل ويؤثر على سلوكياتك وتصرفاتك فتنعكس الطاقة الإيجابية إلى سلبية وتصاب بالإحباط والاكتئاب.
أسباب القلق
جميعنا نعلم أسباب القلق ونعلم أضراره وسلبياته، إلّا أننا ما زلنا نقلق، وهل يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين؟ يعود هذا السبب لأفكار خاطئة شائعة سنتعرف عليها هنا:
- الخطأ الشائع بأن القلق قد يساعدك في إيجاد حلول للأشياء التي تقلقك، وهذه الحفرة يقع بها الكثير لعدم معرفة الفرق بين التفكير والقلق، فالتفكير هو حالة من التمعّن الواعي لإيجاد حلول سريعة لمشكلة ما، أما (القلق) فهو حالة تلازم الشخص بالتفكير في العقل اللاوعي في لا شيء، فالعقل اللاواعي لا يفكر، ولا يحكم إن كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة، معقولة أم خرافية، حقيقة أم كاذبة، إنه فقط يخزِّن كالخادم الأمين.
- الشعور بالقلق قد يوهمك بأنّك شخص مسؤول، باعتبار أنك تُشغل أفكارك بشيء، بالرغم من أنك لا تتحمل المسؤولية بشكل فعلي، فهو مجرد شعور في باطنك، أو هو انشغال عقلك بمسؤولية، أما في الحقيقة فأنت لا تتحمل مسؤولية ولا تفكر بشكل منطقي ولا تجد حلول للمشاكل التي تواجهك، وما تفعله هو فقط هدر لطاقتك وتراكم للمشاكل.
- الأفكار الخاطئة التي تُراود الفرد بأنه إذا توقع السوء، وشعر بالسوء ناحية هذا الشيء فلن يتفاجأ من النتائج مهما كانت سيئة، فهو قد افترض الأكثر سوءاً.
- الشعور بأن القلق من المستقبل سيجعلك تستقبله بخبرةٍ واستعداد أكبر، لكنه سيزيد العبء على النفس لا أكثر، فهو تفكير خاطئ لأنه يهلك الجهاز العصبي.
أنواع الشخصيات وارتباطها بالقلق
- (الشخصية الخجولة): هي شخصية انطوائية منعزلة عن الناس، بالأغلب تكون قليلة الثقة بالنفس، وهذه الشخصية أكثر ما يقلقها هو كيفية تعاملها مع الناس، وما رأي الناس بشخصيتها، فلا يغيب عن تفكيرها قلقها من كيف تذهب إلى اجتماع معين؟ وما هو الحوار الذي قد يحدث بينهم؟ هل شخصيتها ستعجب الناس أم لا؟
- (الشخصية المُحبّة للكمال): هي شخصية يلازمها القلق، مهما كان فيها من مميزات فهي شخصية لها معايير عالية في طموحتها، فلا تقبل بالقليل، ولا تتمتع بالقناعة.
- (الشخصية الوسواسية): هي شخصية يلازمها القلق من خوفها لفقد شيء من ممتلكاتها، ويسيطر على هذه الشخصية التفكير بالكوارث وتوقع السوء.
من الضروري معرفة شخصيتك إلى أي نوع تنتمي، وذلك لتتفادى المخاوف التي تقلقك وتخفض من نسبة قلقك عند معرفتك أن هناك أفراد آخرين من أقران شخصيتك لهم نفس المخاوف.
كيفية علاج القلق
يتم القضاء على القلق باستخدام طريقتين:
- العلاج بالأدوية.
- العلاج المعرفي.
العلاج بالأدوية
هي أدوية مضادة للاكتئاب، باعتبار أنّ القلق والاكتئاب متلازمان، يلجأ لها المريض عند وجود مضاعفات للقلق.
العلاج المعرفي
يعتبر العلاج المعرفي أفضل من العلاج بالأدوية، لأنه يقوم بدراسة شخصية الفرد والتعرف على خبايا ومحاولة مساعدة هذا الفرد، والتخلص من القلق بشكل دائم وبطريقة صحيحة لا يوجد لها أي جوانب سلبية.
الحلول للقضاء على القلق بالعلاج المعرفي
- معرفة السبب الرئيسي الذي يقلقك، والشروع في وضع الحلول والفرضيات على أن تكون هذه الحلول واقعية، وعليك البدء بحل هذه المشكلات حتى لا تتراكم وتعود للقلق مرة أخرى، وإذا لم تستطع حل المشكلة وحدك فلا تكابر، واذهب لمن هو صاحب خبرة فسوف يقوم بمساعدتك، ويخلِّصُكَ من مشكلتك بأسرع وقت، وهذه أفضل طريقة لاختفاء فقاعة المشكلة التي تقلقك وتعكر صفوك من حياتك.
- القيام بممارسة أنشطة ومهارات جديدة، أو الاستمتاع بممارسة هوايتك المفضلة، أو الذهاب إلى مقابلة شخص عزيز عليك، من خلال هذا تستطيع الابتعاد عن كدر وتعب الحياة، فمتاعب الحياة لا تنتهي لذلك عليك أن تخلق السعادة لنفسك حتى في أصعب الأوقات، فالحياة بسيطة وزائلة، فلا تقضيها بالتفكير بمستقبل الله وحده من يعلم به.
- القيام بكتابة ما يدور في عقلك من أفكار على ورقة، للتعبير عما يخطر في بالك، وهذا يقلل من التوتر والقلق، بالإضافة للتفريغ النفسي.
- التعايش مع الواقع: أي الرضى بقضاء الله وقدره، وهذا لا يعني أن تترك المشاكل دون حلول بل عليك بوضع الحلول لكن دون تعقيد للأمور، والرضى يكون بالشعور بحكمة الله عزّ وجل، والشعور بأن ما يأتي من الله مؤكد أنه خير.
- حسن الظن بالله: فالله _سبحانه وتعالى_ يقول (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) فإذا كان ظنّك بالله حسن فإنك ستجد ما وعدك الله به، من تلبية لما تريد وستجد ما تمنيت، أما إذا كان تفكيرك سلبي فستجد الأمور كما أردتها أنت في تفكيرك الباطني، لذلك اجعل دائماً تفكيرك إيجابي وأخلص في حسن ظنك بالله سبحانه فهو بيده الخير وبيده الشر، وأنت بيدك حسن ظنك بالله الذي لا يترك عباده، فمن لنا سواه نترك جميع همومنا وأمانينا بين رحمته التي وسعت كل شيء، فإذا تعسّر عليك الحال، فهو قريب يجيب دعوة المُضطر إذا دعاه، ما عليك سوى إخلاص النية، وثقتك بالله سبحانه وتعالى أنه سيفعل كل خير لك، فدائماً اجعل هذا الدعاء على لسانك (اللهم قدِّر لي الخير وارضني به) فهو الذي يعلم الخير، فقد أظن أن هذا الأمر ليس بالخير لي؛ لكن تأتي الأيام لتثبت لك أن ما أراده الله هو أفضل بكثير مما اعتقدت أنه الأنسب لك، فما عليك سوى التوكل على الله.
- التفكير بشكل إيجابي من خلال الأشياء الحسنة التي حدثت معك، ومراجعة المواقف الجميلة والأشياء التي تستمع عند قيامك بها، كل هذه الأشياء تجعلك تقضي على القلق بشكل نهائي فعندها ستشعر بنعيم الحياة الذي لا يعكره التفكير السلبي والقلق الدائم.