الفلفل الأسود: هو ثمرة نبات متسلق من مغطاة البذور، تزرع من أجل ثمارها، والتي تجفف عادة وتستخدم كمنكه للأكل وكتوابل أيضا.
وتعتبر مناطق جنوب الهند المصدر الطبيعي للفلفل الأسود وخصوصاً ولاية كارناتاكا، ويزرع الآن في الكثير من المناطق الحارة.
– ماذا قال الطب القديم عن الفلفل الأسود؟
لقد عد الفلفل الأسود سلعة تجارية على مر آلاف السنين، ومن المعروف أن أتيلا الهوني طلب 1360 كيلو جراماً من الفلفل، كهدية أثناء حصار روما سنة 408 ميلادية.
وللفلفل الأسود أيضاً قصة مشهورة معروفة في التاريخ الأوروبي، فقد كان أغلى ما يقتنيه المقتني، حيث كان يحمل من الشرق البعيد إلى غرب أوروبا، على الجمال عبر الصحراء، وعلى البغال، وفي البحار، ويعلو ثمنه فلا يستطيع شراؤه إلاّ ذوو الثراء الكبير، حتى قالوا أن الرطل منه، كان يعد هدية ذات قيمة كبيرة تهدى إلى الملوك.
وقيل أن الفلفل كان يباع بوزنه ذهباً وكان بعض الحكام في زمن النهضة الأوروبية قد ارتأى جعل الفلفل الأسود مثل النقود التي يجري التعامل بها.
ولقد عرف الفراعنة الفلفل وفوائده وخواصه ويسمى بالفرعونية “بب” وما زالت توجد نماذج من شجيرات الفلفل الأسود في جزيرة الملك بأسوان. ثم استخدمه الاغريق ومن بعدهم استعمله العرب في الغذاء والدواء.
وقد قال ابن البيطار في الفلفل: “الفلفل الأبيض يقع في الأكحال، ويجلو، وهو المقصود في الطب”.
أما داود الانطاكي فقال: “الفلفل حار يابس، يجلو الصوت، ويقطع البلغم، ويحلل السعال، والربو، وضيق النفس، والرياح الغليظة، والمغص سعوطاً، خصوصاً بالنطرون. وإن طبخ في أي دهن، يذهب الرعشة والفالج، ويقع في الأكحال ليجلو الظلمة والبياض”.
والفلفل يستخدم منذ أزمنة طويلة كأحد البهارات الهامة في المطبخ.
– ماذا قال عنه الطب الحديث؟
إن مذاق الفلفل الأسود العطري الحاد المألوف تأثيره المنبه والمطهر للجهاز الهضمي والجهاز الدوري. ويشيع عادة أخذ الفلفل بمفرده أو ممزوجاً مع أعشاب أخرى لتدفئة الجسم وتحسين وظيفة الهضم في حالات الغثيان أو آلام المعدة أو انتفاخ البطن أو الامساك أو فقد الشهية، والزيت العطري المستخرج من الثمار، يستخدم ضد آلام الروماتزم وآلام الأسنان، وهو مطهر قوي، ومضاد للجراثيم، ويخفف الحمى. وإذا استعمل مع العسل والبصل فإنه يزيل الثعلبة، كما أنه يفجر الداحس. والفلفل الأسود يذكي الذاكرة ويحرك الرغبة الجنسية، وبالأخص عندما يشرب مع حليب الغنم.