العقيق اليماني
إنّ العقيق عبارة عن نوع من أنواع الكوارتز، يتركب كيميائيًا من كارنيليان وهو عبارة عن أوكسيد السليكون ولكن نوع خاص منه.
إلّا أنّه يصنف من المعادن الشفافة نسبيًا وليس كليًا، والسيلكا المكونة له تكون خفيفة التبلور، ويحتوي على بعض شوائب الحديد التي تكون السبب في تكوين ألوانه المختلفة، والألوان المشهورة له هي اللون الأحمر واللون البني، ويتم تتبعه في الصخور واستخراجه، وصناعته من الصناعات التي لازالت قائمة إلى الآن.
العقيق من أشهر الأحجار الكريمة في اليمن، حيث أبدع اليمنيون في صناعته والتنقيب عنه.
بالرغم من الحاجة للوسائل الحديثة للتنقيب عن الأحجار في الصخور إلّا أنّه مازالت هناك عائلات تتوارث العمل في التنقيب بالطرق البدائية التي توارثوها وأتقنوها بشكل متقن، وصناعته بطريقة يدوية، والتنقيب عنه منذ فترات طويلة من الأزمان.
وتكون عملية التنقيب اليدوي شاقةً نوعًا ما، ولكنّهم أتقنوها بشكل كبير، بحيث يقومون بالحفر على أبعاد متفاوتة، ويقومون على العمل على استخراجه من الصخور الصلبة عن طريق وضعه في نارٍ هادئةٍ على طبقة من الرماد، ليتم تلينه؛ لأنّ أغلب الصخور لفترة معينة تسهل عملية التفصيل وإبعاد الصخر عن المعدن، ويحتاج بعدها لأن يفرك في أنواع خاصة من الصخور اليمنية الملساء التي تعمل على تصفيته من الشوائب والزوائد وإزالة النمش عن الحجر ليصبح أكثر نضارة.
لقد فضّل الحجر اليمني عن الهندي منذ قديم الزمان، فهو يعد من الأحجار الكرية زهيدة الثمن والتي اهتم الملوك قديمًا بلباسها، واعتقد بعض العامة بأنّها تجلب الحظ وتجعله أفضل وتميط الأذى وخاصة من فصائل الشيعة التي لطالما تعمدت قول الأحاديث الموضوعة التي ترغب في لبس العقيق والتجمل به، ولكن كلّ هذه الأقوال تندرج تحت تسويق البضائع، وهذا لأنّه نوع من أنواع التقول على النبي، وهذا لا يجوز فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول أنّ التطير والتبارك بالأشياء لهو شيء محرم بالقطع ودون التجزء.
ويسمى كل نوعٍ من العقيق بحسب لونه ودرجة الشوائب الموجودة فيه، ويسمى كل من:
العقيق الرمّاني الأحمر: هو نوع سمي بهذا لأنّه يتطابق في لونه مع الرمان الأحمر، ومن هذا سمي بذلك ويعد من أغلى أنواع العقيق ومن أقربهم إلى الياقوت الأحمر.
العقيق المزهر: يأتي بعد الأحمر من حيث الاهتمام ومن حيث سعره في البيع، يوجد فيه صور ورسوم وأسماء.
حجر الدم: وهو حجر ملون عديم الشفافية، يسمى لاعتقاد الناس أنّه مفيد لتحبس الدم.
حجر الجزع: يعتبر أول حجر كريم يكتشف في اليمن، وسمي بهذا الاسم نسبة لذلك.
حجر الشمس: واسموه بذلك لأنّه شفاف يميل لونه للون الأبيض، وإذا تعرض للشمس في النهار يظل دافئ طول الليل.
حجر الفيروز: شفاف اللون يعتقد أنّه يجلب السعادة.
ومن هنا أقول أنّ من لبسه للزينة فهو من أجمل ما يمكن التزين به، وإن لبس للحظ والخرافات فهذا باطل وفيه شرك بالله، والحمد لله أن هدانا وجعلنا من المسلمين.