العقل السليم بالجسم السليم
كثيرًا ما تطرق مسامعنا عبارة تحمل معانٍ كثيرة وهي أنّ العقل السّليم في الجسم السّليم، وقد لا يدرك كثيرًا منّا معنى هذه العبارة في وقعنا وحياتنا، فنحن ندرك أنّ العقل والذي هو مسؤول عن العمليّات العقليّة من تعلّم وتذكّر وفهم وإدارك هو جزء من الجسد الذي يشتمل على كثيرٍ من الأعضاء.
إنّ أهميّة العقل كبيرة للجسد؛ حيث لا يتصوّر أن يكون هناك حياة لجسد دون الرّأس الذي يحتوي على العقل، وإنّ العلاقة بين الجسد والعقل هي علاقة تكامليّة تفاعليّة؛ فالجسد يتأثّر بما يقع على العقل من مؤثّرات خارجيّة أكثر مما يتأثّر العقل بما يقع على الجسد بكثير، والدّليل على ذلك أنّك قد ترى في الحياة أناساً كثيرين وعلى الرّغم مما يقع على أجسادهم من عاهات وإعاقات وغير ذلك إلا أنّ عقولهم تبقى حيّة تفكّر وتدرك وتتعلّم، بينما ترى أناس آخرين فقدوا عقولهم فلم ينتفعوا بأجسادهم وإن كانت صحيحة قويّة .
كيفيّة الحفاظ على العقل
بلا شكّ أنّ سلامة الجسد تؤثّر في سلامة العقل، وبالتّالي على الإنسان أن يحرص على أن يُبقي جسده سليمًا معافًا حرصه على بقاء عقله سليمًا معافًا كذلك، ويكون ذلك بعدّة أمور نذكر منها :
- التّغذية السّليمة التي تبقي الجسم في وضع صحيّ سليم، وهذا بالضّرورة يتبعه التفّكير السّليم والإدراك العقلي المتين؛ فالتّغذية السّليمة توفّر للجسم ما يحتاجه من الفيتامينات الضّروريّة بشكل عادل ومتوازن، فالجسم يحتاج مثلًا إلى فيتامين دال وفيتامين ب 12 والحديد والفسفور والزّنك، وإنّ من شأن التّزوّد بهذه الفيتامينات أن تفيد الجسم؛ حيث يشعر الإنسان بالنّشاط والقدرة على القيام بالواجبات والمسؤوليّات اليوميّة، كما تفيد تلك الفيتامينات العقل؛ حيث أثبتت الدراسات دور فيتامين دال وفيتامين ب 12 في زيادة تركيز الإنسان وزيادة نشاطه الذّهني، وإنّ من شأن عدم تناول أطعمة غنية بتلك الفيتامينات أن تؤثّر على العمليات العقليّة والإدراك والتّعلم .
- اتباع نظام غذائي متوازن دون إفراط أو تفريط، بمعنى أن يحرص الإنسان على تناول كميّات معينة من الطّعام دون زيادة حتّى لا يتسبّب له الطّعام بالمشاكل الصّحيّة من سمنة أو انسداد للشّرايين وغير ذلك من الأمراض، كما أنّ تناول كميّات زائدة عن الطّعام تسبّب الرّغبة في النّوم والكسل بعيدًا عن النّشاط الذّهني والبدني، وفي الحديث الشّريف خير منهج للإنسان في ذلك حيث بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أسلوب التّغذية بعبارة بليغة حين قال (نحن قوم لا نأكل حتّى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)، صدق رسول الله.