العصر العباسي
محتويات المقال
محتويات
- ١ العصر العباسيّ
- ٢ لمحة تاريخية عن العصر العباسيّ
- ٣ النهضة الثقافية في العصر العباسيّ
- ٣.١ العلوم الدينية الإسلاميّة
- ٣.٢ العلوم الأدبيّة
- ٣.٣ الرياضيات
- ٣.٤ الطب والجراحة والصيدلة
- ٣.٥ الفيزياء والفلك
العصر العباسيّ
تتميّز الحضارة الإسلاميّة بالعديد من الأخلاق الفاضلة، والعلوم المتطوّرة، والتقاليد المميّزة، والحضارة الفريدة من نوعها، ونتجت تلك المميّزات من اتّباعهم للدين الإسلامي الذي عبر عن جلّ أشكال التطوّر والنهضة في جميع مجالات الحياة، فقد برزت الحضارة الإسلاميّة في العديد من العهود الخلافية، ومن أشهر تلك المراحل التي تميزت فيها النهضة الإسلاميّة هي فترة الخلافة العباسيّة، فقد برز العلماء المسلمون وقاموا بالعديد من الإنجازات التي خدمت البشرية على مر العصور في مجلات الطب، والرياضيات، والفلك، والشعر، والبلاغة وغيرها من العلوم، ولكن لكلّ حضارة فترة من الازدهار وفترة من الزوال، وهذا الزوال ناتج من الغرور والضياع واللهو وضياع المبادئ التي عليها قامت تلك الحضارة، ولكن العصر العباسي ما زال من أشهر العصور تطوّراً ونهضة وعماراً في التاريخ الإسلامي.
لمحة تاريخية عن العصر العباسيّ
قامت الدولة العباسية من بعد سقوط الدولة الأموية في العام 132 هجري، وقد كان أول خلفاء العباسيين ومؤسس دولتهم هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بالسفاح، كما أنّ العاصمة لتلك الخلافة كانت في مدينة الكوفة في العراق، وقد استمرّت فترة الخلافة العباسية لحوالي 524 سنة، تميّزت فترة الخلافة العباسيّة بالعديد من المزايا، وقد وصف ابن طباطبا العصر العباسي بقوله: “كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، وبضائع الآداب فيها نافقة، وشعائر الدين فيها معظمة، والخيرات فيها دائرة، والدنيا عامرة، والحرمات مرعيّة، والثغور محصّنة، وما زالت على ذلك حتّى أواخر أيامها، فانتشر الشر، واضطرب الأمر”.
النهضة الثقافية في العصر العباسيّ
في العصر العباسي كانت جميع الظروف ملائمة لنهضة الثقافة وتطوّرها، فقد كان الوضع الاقتصادي مستقراً في البلاد، ممّا أدّى لنهضة التعليم بشكل كبير، وقد جاء الإسلام بالعديد من الأفكار التي تخلّص العرب من الجهل والتأخّر في العديد من مجالات العلوم، كما أنّ الفتوحات الإسلاميّة فتحت المجال لامتزاج الحضارات والعلوم بين العديد من الشعوب، حتّى أصبح العباسيّون من الرواد في العديد من ميادين العلوم ومنها:
العلوم الدينية الإسلاميّة
وصلت العلوم الدينية لأوجها في ذلك العصر فقد عاش الأئمة الأربعة فيها وهم: الإمام أبو حنيفة في العام 150 للهجرة، والإمام مالك في العام 179 للهجرة، والإمام الشافعي في العا م204 للهجرة، والإمام ابن حنبل في العام241 للهجرة في ذلك العصر.
العلوم الأدبيّة
تطور الأدب على يد العباسيين بشكل كبير، فقد شهد الشعرالعربي نوعاً جديداً من التجدد في الأسلوب وفي نوعية الشعر وأغراضه كظهور شعر اللهو، والمجون، والزهد، والحكمة، والفلسفة وغيرها من أصناف الشعر، كما أنّ النثر في ذلك العصر تطوّر بشكل كبير من حيث النضج والسلاسة، وذلك نظراً لزيادة الاهتمام بالكتب والقراءة لدى الناس، كما ظهر العديد من أشكال النثر الحديثة كالمقامة والقصة الصغيرة والقصص الخيالية البسيطة والترجمة وغيرها.
الرياضيات
كان لتطور الرياضيات في العصر العباسي نصيب الأسد من التطوّر، فقد وجد علماء الرياضيات العباسيّون الأعداد المتداولة، كما أنّهم وجدوا الصفر في الأعداد، كما فُصل علم الجبر عن علم الخوارزميات في عصرهم، وقد أسّس العباسيّون المدارس التي تختص بتعليم الرياضيات كما قاموا بتأليف الكتب الشهيرة التي ما تزال للعصر الحالي تدرس في الجامعات.
الطب والجراحة والصيدلة
أبدع المسلمون في هذا العصر في الطب والصيدلة فقد قاموا بالعديد من الاكتشافات والاختراعات التي ماتزال لعصرنا الحالي تستخدم في طرق العلاج بعضها ناتج من الطب النبوي، كما أنّهم أقاموا المستشفيات لعلاج المرضى والمعاهد المختصّة بتعليم الطب والصيدلة، وقد فصلوا كلّاً من علم الطب والصيدلة عن بعضهما فأصبح لكل منهما معاهد ومناهج وقواعد وفروع، كما أنّ علم الجراحة تطوّر بشكل كبير فقد طوّرت الآلات التي تستخدم في العمليات، واهتموا بعلم التحنيط والتشريح وغيرها من العلوم الخاصّة في مجالي الطب والصيدلة.
الفيزياء والفلك
كانت نقطة البداية في هذه العلوم نابعةً من القرآن الكريم الذي دعا للتأمل والتدبر في بديع خلق الرحمن في الكون والمخلوقات، كما أنّ قيام المسلمين بترجمة الكتب من الثقافة اليونانية كانت سبباً في التقدم في هذا المجال، ومن أهمّ ما نتج عن العلماء العباسيين أنّهم بنوا المدارس الفيزيائيّة الفلكيّة، وقاموا ببناء المراصد واكتشفوا الأسطرلاب وكروية الأرض ودورانها والعديد من القضايا الأخرى في هذا المجال.