العربية..وفضاءات الأسماء 6

لميمون :من الُيْمن ،وهو البركة ،ضد الشُّؤم .يقال :تَيَمَّنَ به وبرأيه واسْتَيْمَن ،أي :تَبَرَّك به .

وكانت العرب تتيمَّن بالسانح ،وهو ما ولاَّك ميامِنَه من الصَّيْد من الظباء و الطير والوحش، فيكون أمْكن للرمي ،خلاف البارح ،وهو ما مرَّ من جهة يسارك إلى يمينك ،والعرب تتطيَّر به ،لأنه لا يُمَكِّنك أن ترميه حتى تَنْحَرف . وفي المَثَل: مَنْ لي بالسانح بعد البارح. وكان ذلك يَصُدُّ الناسَ عن مقاصِدِهم ،فنفاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الطِّيرة ،وأخبر أنه لا تأثير له في جَلْب نَفْع ،ولا دَفْع ضرر.

ويقال :رجل ميمون النقيبة ،والخليقة ،والطبيعة ،والعريكة ،والنقيمة ، بمعنى واحد ،يعنون :أنه مبارك النفس ،مُظفَّر بما يُحاول ويُطالب ،مُنْجَح الفِعال ،صادق المشورة ،محمود المُخْتَبر ،نافذ الرأي .

واليمين :القوة والقُدرة ، فاليد اليمنى أشد من اليسرى على الغالب.

واليمين :الحَلِف والقَسَم ( مؤنث )، سمي باسم يمين اليد ،لأنهم إذا تحالفوا ضَرَب كلُّ امرئ منهم يمينَه على يمين صاحبه .وإنْ جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه ،لأن الظروف لاتكاد تُجْمع ،لأنها جِهات وأقطارٌ مختلفةُ الألفاظ.

ومن الأعلام : الشاعر الأعشى ،واسمه :ميمون بن قيس القيسي ،أحد فحول شعراء الجاهلية ،أسمته العرب صَنَّاجة العرب ،لسيرورة شعره في مُقَطَّعات الغناء.وكان أراد الإسلام ، فبلغ خبرُه قريشا ً( سنة صلح الحديبية 6 هجرية ) فرصدوه على طريقه وقالوا له :إن صاحبك ينهاك عن الخمر ! فقال: أرجع إذن إلى بقيةٍ لي في البيت فأشربها ثم أُسْلِم ! فقال له أبوسفيان :هل لك في خيرٍ مما هممتَ به؟ قال: وماهو ؟ قال :نحن وهو الآنَ في هُدْنة ،فتأخذ مائة من الإبل وترجع إلى بلدك سَنَتَك هذه وتنظُر ما يصير إليه أمرنا ،فإن ظهرْنا عليه كنتَ قد أخذتَ خَلَفاً ،وإن ظهر علينا أتيتَه . فأجْمَعوا له مائة من الإبل ،فأخذها وانطلق إلى بلده .فلما كان بقاع منفوحة(وهو اليوم حي واسع في جنوب مدينة الرياض ) رمى به بعيرُه فقتله .فكان الفتيان إذا أرادوا أن يشربوا خرجوا إلى قبره فشربوا عنده وصَبُّوا فَضَلاتِ الأقداح ،فظلَّ قبره رطباً إلى فترة طويلة !

وميمون القدَّاح 🙁 132 هجرية- 193 هجرية ) محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ،الإمام السابع المتمم للدور السادس، من الأئمة المستورين عند الطائفة الإسماعيلية ،ومن ألقابه :الشاكر ،والمكتوم ،والسابع.( وكان انقسام أساسي وقع بين طوائف الشيعة بعد وفاة الإمام جعفر الصادق (ت: 148 هجرية ) ،فالشيعة الإسماعيلية نادت بإمامة إسماعيل ،الابن الأكبر للأمام جعفر ( المستور سنة 158 هجرية ،وأصحاب التواريخ يقولون إنه توفي في حياة أبيه)، ونادت الشيعة الإثني عشرية بإمامة موسى الكاظم ( ت: سنة 183 هجرية ، الابن الأصغر للإمام جعفر ).

وكان الإمام محمد بن إسماعيل خرج من المدينة المنورة سنة 159 هجرية،إلى الكوفة فراراً من عيون العباسيين ،وتنقل بين الري ( جنوب شرق طهران ،بمسافة 6 كم ) ونهاوند ( إحدى مدن محافظة همذان ،جنوب جبال زاغروس) ونيسابور ( شمال شرق إيران ) وفرغانة ( جنوب قيرغيزستان ،إحدى جمهوريات الإتحاد السوفياتي سابقاً )وعسكر مكرم(من مدن الأهواز ،جنوب إيران )، ولما اشتد الطلب عليه من قبل المأمون ،نزل في تدمر(وهي مدينة في وسط بادية الشام ،تبعد عن مدينة حمص 160 كم شرقاً )،واتخذ لنفسه اسماً هو ( القدَّاح ) و( ميمون الفارسي ) ومارس طبابة العيون ،وأخفى اسمه الحقيقي عن كل الناس ، مدَّعياً أنه من أتباع الإمام محمد بن إسماعيل الإمام المستور ،ووجَّه دعاته إلى سواد الكوفة ،وبلاد الشام ،والبحرين ،والقبائل العربية التي تنزل بوادي تدمر. والميموني :عبد الملك بن عبد الحميد الرَّقِّي ( ت: 274 هجرية ) تلميذ الإمام أحمد بن حنبل ( شيخ الإسلام 164 هجرية- 241 هجرية )،حافظ فقيه ،من كبار الأئمة ،كان عالم الرَّقَّة ومُفتيها في زمانه .

والرَّقَّة اليوم :مركز محافظة في المنطقة الشمالية الشرقية في سورية ، وكانت العاصمة الثانية للخلافة العباسية، ومركزاً لتجمع الجيوش ،وقاعدة انطلاق لحماية الثغور الإسلامية من البيزنطيين .

والقاضي ابن المغلوب: ميمون بن عمر المغربي ( ت :310 هجرية )أسندُ شيخٍ بالمغرب ،العفيف الورع ،ولي مظالم القيروان ،ثم قضاء صقيلية ، وخرج من صقيلية كما دخل إليها.

وميمونة أمُّ المؤمنين بنت الحارث الهلالية (ت :51 هجرية ):اسمها بَرَّة ،فسماها رسول الله :ميمونة .تزوَّج بها النبي صلى الله عليه وسلم وقت فراغه من عُمرة القضاء سنة 7 هجرية ( وكان صلى الله عليه وسلم دخل مكة ،ثم خرج بعد إكمال عمرته )، وهي خالة خالد بن الوليد المخزومي، سيف الله المسلول( ت: 21 هجرية ) وخالة عبد الله بن عباس ،حبر الأمة ( ت:68 هجرية عن إحدى وسبعين سنة ). ورُوي لها سبعة أحاديث في الصحيحين ،وانفرد لها البخاري بحديث ،ومسلم بخمسة ،وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثاً . وميمونة بنت ساقولة الواعظة ( ت: 393 هجرية ): زاهدة حافظة ،ذكرت يوماً في وعظها أن ثوبها الذي عليها – وأشارت إليه – له في صحبتها تلبسه منذ سبع وأربعين سنة وما تغيَّر ،وأنه كان من غزل أمها ،وقالت : الثوب إذا لم يعص الله فيه لا يتخرَّق سريعاُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى