الشعراء في العصر الجاهلي
محتويات المقال
الشعر في العصر الجاهليّ
العصر الجاهليّّ هو الفترة التي عاش فيها العرب قبل ظهور الإسلام، والشعر الجاهليّ هو شعر تلك الفترة، وهو يعتبر وثقية تاريخيّة تصوّر العديد من الأحداث، كما أنّها توضّح أفكار العرب آنذاك، وطريقة عيشهم، وأخلاقهم ومكارمهم.
شعراء من العصر الجاهليّ
أهمّ شعراء العصر الجاهليّ هم شعراء المعلّقات، والمعلّقات هي قصائد طويلة احتوت على أجود الشعر الذي جاد به شعراء ذلك العصر، ولاستحسان الناس لها، كانوا يكتبونها بماء الذهب، ويعلّقونها على جدران الكعبة، ومن أبرز شعراء المعلقات:
امرؤ القيس
هو ابن حجر الكندي الذي كان ملكاً لبني أسد، فعاش في التّرف واللهو، وكان شعره يختصّ بالغزل فيهتك أعراض الناس، ممّا جعل والده ينقم عليه، ونهاه عن ذلك فلم يستجب لوالده فطرده، فأمضى وقتاً من عمره يطوف بين بوادي العرب يشرب الخمر ويقول الشعر، ويصطاد ليأكل، وفي أثناء ذلك وصله نبأ مقتل والده، فترك الخمر واللهو، وقام ليثأر له، واستنصر بالعديد من القبائل، فما استجاب له إلّا القليل، وعرف في تاريخ العرب بالملك الضليل، وقد كان أوّل من وقف على الأطلال وتبعه في ذلك العديد من الشعراء، وتغنّى بمحبوبته فاطمة ونظّم فيها معلّقته، وهذه بعض من أبياتها:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
- بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ
- فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك منّي أن حبك قاتلي
- وأنك مهما تأمري القلب يفعل
عنترة بن شداد
هو شاعر وفارس عربي، اشتهر بشعره الفروسي فقد كان فارساً شجاعاً ومقداماً، وبغزله العفيف بمحبوبته عبلة، وكان والده من بني عبس، ولكنّ أمه حبشيّة فأنكّر والده نسبه، واتّخذه عبداً، وعامله معاملة العبيد، وكان شديد القسوة معه، كما أنّ زوجة أبيه كانت تحيك له المكائد، ولمّا كانت تتعرض قبيلته للغزو يخرج ويدافع عنها، ولكنّهم كانوا يحقّرونه في الغنائم، فجلس ولم يخرج معهم في غزواتهم، حتّى تضاعف الخطر عليها ممّا أجبر والده على تحريره من العبوديّة فانطلق عنترة يدافع عن قبيلته، أمّا عن ابنة عمّه عبلة، فلم يرضى والدها مالك أن يزوّجها بعنترة الأسود، وأخذ يطلب الكثير في مهرها، ومنه أنّه طلب ألفاً من عصافير النعمان، فما كان من عنترة إلّا أن ينطلق ويحصل عليها، ولقد لاقى في ذلك مشاقاً وصعاباً جمّة، ومن أبياته التي نظمها في عبلة، وهي مطلع معلقته:
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
- أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
- وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي