الدولة الوسطى
عصر الدولة الوسطى
عصر الدولة الوسطى هو واحد من أزهى عصور الفراعنة القدماء، بفضل تمكّن الملك منتحوتب الأوّل من السيطرة على الفوضى التي عمّت أرجاء البلاد، وإعادة توحيدها مجدداً.
سادت مصر حالة من عدم الاستقرار والفوضى في الفترة الفرعونيّة الانتقاليّة الأولى، وقد حاول أربعة ملوك قبل منتحوتب الأوّل تولي السلطة في ذلك الوقت لتوحيد البلاد، وبعد تولي منتحوتب الأوّل الحكم أعاد البلاد إلى نفس الحالة التي كانت عليها في عهد الدولة الفرعونيّة القديمة.
تاريخ الدولة الوسطى
كانت البداية لعصر الدولة الوسطى في تاريخها الأوّل في مصر عند تولي الملك أنتف الحكم في طيبة، أما التاريخ الثاني لهذه الدولة فقد بدأ بعد تحقيق الوحدة السياسيّة للبلاد، وذلك عن طريق اتحاد السلطة المركزيّة مجدداً إبان فترةٍ طويلة من الصراعات والاضطرابات بفضل مجهودات حكّام طيبة.
مؤسس الأسرة الحادية عشرة الحاكمة في مصر هو الملك منتحوتب الثاني الذي يعتبر من أشهر وأعظم ملوك هذه الأسرة، حيث عمل على توحيد مصر وقام بحماية حدودها الشرقيّة، إضافة إلى بنائه للمعبد والمقبرة في الجانب الغربي من طيبة، وقبل شروعه بالبناء قام بتمهيد المساحة الواقعة إلى جانب الجبل وجعل منهما مسطحين يعلو أحدهما الآخر، وشرع في عمليّة البناء، وكان عمله هذا هو الملهم لمهندس الملكة (حتشبسوت) أثناء بناء معبدها.
جاء بعد الملك منتحوتب الثاني عددٌ من الملوك حملوا الاسم نفسه الذي كان مرتبطاً بالإله منتو، وقد كانت نهاية هذه الأسرة في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وتسعين قبل الميلاد، لتخلفها الأسرة الثانية عشرة التي أسسها الملك (امنمحات الأوّل) حيث ساد هذه الأسرة هذا الاسم، والمشتق من (أمون) وابن الآلهة وسرة (سنوسرة) أسماء ملوك هذه الأسرة الثانية عشرة، وقد عملوا على نقل عاصمة دولتهم من أقصى الجنوب إلى الشمال من الفيّوم (منطقة اللشت)، وقاموا ببناء أهراماتهم، وتدعيم الحماية على الحدود الشرقيّة للبلاد.
في تلك الفترة ازدهرت التجارة مع الساحل السوري، فقد ذكرت النصوص المصريّة القديمة أنّ سفن الأسطول المصري قد استخدم في بنائه خشب شجر الأرز السوري، أمّا اللغة المصريّة القديمة التي ازدهرت في تاريخ مصر القديم كانت قد ضعفت لعدة أسباب، ومنها هجرة القبائل العربيّة من الشمال، إضافةً للصراعات الداخليّة التي تمثلت في تنافس أفراد الأسرة الحاكمة على تولّي العرش، وقد أدّت كل هذه الأمور إلى إضعاف الدولة واقتصادها، وقد أدّى هذا الأمر إلى نهايتها في عام ألفٍ وسبعمئةٍ وستة وثمانين قبل الميلاد.