الدولة العثمانية تاريخ وحضارة
محتويات المقال
محتويات
- ١ العثمانيون
- ٢ تاريخ وحضارة الدولة العثمانية
- ٢.١ تاريخ الدولة العثمانية
- ٢.٢ حضارة الدولة العثمانية
العثمانيون
ترجع أصول العثمانيين إلى القبائل المغولية التركية التي استوطنت آسيا الوسطى، وانقسمت تلك القبائل إلى العديد من العشائر التي تنقّلت في المنطقة وصولاً إلى حوض نهر دجلة، وقد دخلت العديد من تلك القبائل الإسلام في فترة مبكرة، وكانت عشيرة قايي التي انحدر منها نسل بني عثمان يعملون في خدمة السلاطين السلاجقة الذين اقتطعوا لهم أراضي قرب أنقرة، وما لبث أرطغرل والد عثمان مؤسس الدولة في مهاجمة الأراضي البيزنطية، وبعد وفاته تولى عثمان مكان أبيه واستطاع تأسيس الإمبراطورية التي دامت لقرنين من الزمان.
تاريخ وحضارة الدولة العثمانية
تاريخ الدولة العثمانية
بعد نجاح عثمان بن ـرطغرل في توحيد القبائل التركية تحت إمرته وحصوله على استقلال نسبي من السلطان السلجوقي، بدأ في مهاجمة الممتلكات البيزنطية المتاخمة لحدود سيطرته ونجح في الاستيلاء على الكثير من الأراضي حتى وصل إلى منطقة البحر الأسود، وبعد وفاته تولى ابنه أورخان الذي أسّس الجيش الإنشكاري، وهي قوات تكونت من الأطفال المسيحيين الأسرى الذين تمت تربيتهم بشكل عسكري وكان ولاؤهم لقادتهم.
بعد أورخان قام ولده مراد الأول بالتوسّع في شبه جزيرة البلقان، وأدرنة، وتغلب على الصرب في كوسوفو، وتوالى على الحكم أبناء عثمان بن أرطغرل، واستمرت الدولة في التوسع في عهد سليم الأول الذي كان أول العثمانيين الذين هاجموا أراضي إسلامية، فتمكّن من السيطرة على أذربيجان ثم العراق والشام وفلسطين ومصر، ومن بعده توسّعت الدولة لتشمل باقي شمال إفريقيا، بالإضافة إلى التوسع في شرق ووسط أوروبا ووسط آسيا.
بعد مرور مائة عام على حكم الدولة العثمانية بدأ التدهور يدبّ في أركانها بسبب سيطرة قادة الجيش والصدور العظام على مفاتيح السلطة، وتحول موقف الدولة العثمانية من الهجوم إلى الدفاع أمام جيرانها الأوروبيين، ولم تفلح محاولات الإصلاح في إعادة القوة إلى الدولة التي سميت في تلك الفترة برجل أوروبا المريض، إلى أن قام قادة الجيش العثماني بانقلاب عزل على إثره السلطان محمد السادس آخر السلاطين العثمانيين، وبعدها بعامين ألغى كمال أتاتورك الخلافة في عام 1924، وأعلن قيام الجمهورية التركية الحديثة.
حضارة الدولة العثمانية
تتجلّى السمة الحضارية الكبرى للدولة العثمانية في القدرة على احتواء التنوّع الديني والثقافي للأراضي الواقعة تحت سيطرتها، وعلى الرغم من تحويل اللغة الرسمية في الدواوين ودور الولاية إلى اللغة العثمانية إلا أن فئات الشعب كانت محتفظةً بلغتها وخصوصية ثقافتها دون تدخل من الدولة، وهو الأمر الذي لم تنجح فيه العديد من الإمبراطوريات الكبرى التي اتّسعت رقعة أرضها لتضمّ أكثر من مجرد شعب واحد تجمعه ثقافة وتاريخ مشترك.