الدعاء هو السلاح الفعّال بيدِ المؤمن بربّه
الدعاء هو السلاح الفعّال بيدِ المؤمن بربّه والموقِن بقدرة الله جلّ جلاله على كلِّ شيء ، وهوَ السبيل لتحقيق ما نتمنّاه وما نرجو حدوثه ، والدعء لغةً يُرادُ بهِ الطلب والاستغاثة والرجاء ، فهو صيغةٌ مركّبة من مزيجٍ من الخوف والرجاء ، فنحنُ ندعو الله خوفاً وطمعاً ، ندعوه آخرتنا قبل كلِّ شيء ، وندعوه لأمور دُنيانا لأنّ نصيبنا من الدّنيا حقٌّ مشروع اعطاه الله لنا.
واستجابة الدعاء مسألةٌ تَشغلُ بالَ الكثيرين ، وطلبٌ يرجوهُ صاحب الحاجات وصاحب الرجاء بما عندَ الله من نعيم الآخرة والبُعد عن شقائها ، لِذا نُريد أن نُسلّطَ الضوء على اسباب استجابة الدّعاء ، وإذا عرفنا أسباب استجابة الدعاء عرفنا بالتالي انّ دعائنا سيُستجاب بإذن الله تعالى.
أسباب استجابة الدعاء ( ومنها نعرف كيف دعائي مستجاب)
- التوجّه بالقلب والقالب إلى الربِّ الكريم المُجيب سُبحانَه وتعالى ، ونُحاوِل أن نستقبل القبلة عند الدعاء وأن نكونَ طاهرين ، مُخلصينَ لله عزَّ وجلَّ الدعاء والطلب ، فالإخلاص والتوحيد لله تعالى هو من أعظم أسباب استجابة الدعاء، فإذا أخلصت التوحيد لله وأقبلت بقبلكَ عليه فاعلم أنّ دعائك سيُستجاب بإذن الله.
- الدّعاء مع احسان الظنّ بالله ، لأنّ الله عندَ حُسنِ ظنّ العبد به ، واحسان الظنّ بالله هو من الإيمان بأنّهُ جلَّ جلالهُ مقدّرٌ للخير ولا تدعوه بدعاء إلاّ كان مجيباً لكَ ما فيه خيرٌ لك.
- حسنُ الأدب في الدعاء ، فنحنُ ندعو الله سبحانهُ وتعالى ، فلتكون طريقة الطلب فيها من الرجاء والخضوع والأدب ، ولا نتعدي في الدعاء فندعو بما يُخالف سُنن الله الثابتة أو أموراً خارقة ، فبالتلطّف والأدب وإحسان الإقبال بالدعاء نعرف أنّ الدعاء مُستجاب بإذن الله.
- أكثر من الأعمال الصالحة والتي يكون فيها الإخلاص ، فنحن نتذكّر دُعاء الثلاثة نفر الذين أغلقت الصخرة عليهم باب الكهف فسألوا الله بصالح أعمالهم وكانت كُلّها أعمالٌ مليئة بالإخلاص وكانت سبباً في استجابة الله عزّ وجلّ لدعائهم.
- أطب مطعمك تَكُن مُستجاب الدعوة ، فالمطعم الحلال ، والمشرب الحلال ، والملبس الحلال ، والعيشة الحلال ، هيَ من أسباب استجابة الدعاء ، فإذا أقبلت على الله وأنت متطهّر من دنَس الذنوب التي تؤكل وتظهر في حياتك فكن على يقين بأنّ الله سيستجيب دعائك.
- التمس الأوقات التي يكون فيها استجابة للدعاء ، كيوم عرفة يوم الحجّ الأكبر ، وشهر رمضان حيث ليلة القدر والعشر الأواخر منه ، ويوم الجمعة ، ونزول المطر ، كلُّ هذهِ الأوقات لو استثمرتَ الدعاء فيها بإخلاص ستضمن بإذن الله تعالى أنّ دُعائَك مُستجاب .
والمؤمن المُخلص في دعائه سيُحسّ عند التجائهِ إلى ربّه بعد إتّخاذه كلّ الأسباب برعشة القبول وحصول برد العافية وسكون القلب من القلق والخوف ، وامتلائه بالرضا والسرور ، ويشعر بأنّ همومه تلاشت ، وأفكاره تصافت ، وبأنّ كاهلهُ قد سقطت عنه الكربات والأحمال ، وبأنّ روحاً من اليقين والهدوء والسكينة قد احتلّت أركان جسده ، وهذهِ من ثمرات استجابة الدعاء التي يُحسّ بها مُحسنو الظنّ بالله ويشعر بها المقبلون على الله بقلوبهم وجوارحهم.