الحب وعلاقته بعلم النفس
الحب
الحب كلمة صغيرة التكوين عظيمة المعنى، وتعني الميل نحو الوداد والذي يأتي إما نحو أشخاص أو أمورٍ تحمل نوعاً من العمق في معناها أو جاذبيتها أو منفعتها، وتنتج عنه العديد من الحالات ومنها:
- الميل العاطفي والوجداني نحو المحبوب.
- الشعور العميق بالارتباط به.
- الشوق الدائم والحنين إليه.
- الرغبة الكبيرة في الاقتراب منه بشكلٍ مستمر.
- الشعور بالألم والضياع والعذاب الكبير في حالة فقده أو الابتعاد عنه.
الحب وعلم النفس
ترتبط مشاعر الحب والعلاقة العاطفيّة ارتباطاً وثيقاً بالدماغ وآليّة عمله، وقد دلّت الأبحاث والدراسات العديدة التي قام بها العلماء وأطباء النفس إلى عددٍ من النتائج، منها:
- تعتبر كلمة الحب Love باللغة الإنجليزيّة هي الكلمة الأكثر انتشاراً على نطاق العالم بأسره، وقد اشتقت من كلمة Lubhyati باللغة السنسكريتيّة والتي تحمل معنى الرّغبة.
- السبب الرئيسي في ارتداء خاتم الزواج في أصبع السبابة يعود إلى الإغريق القدماء الذين اعتقدوا أنّ ما أطلقوا عليه اسم وريد الحب الذي يمتدّ مباشرةً إلى القلب يمر في هذا الإصبع، وكان الظهور الأول لعادة ارتداء خاتم الزواج من قبل المصريّين القدماء، وكانت ترمز هذه الحلقة أو الخاتم بالنسبة لهم إلى القوّة والأبديّة في هذا الاقتران، وقد استوحيت هذه الفكرة من حلقتي الشمس والقمر وما تمثّلانه من مكانةٍ عظيمة ورائدة في الحضارة المصريّةِ القديمة.
- شبه تأثير المشاعر العاطفيّة والحب على الدماغ كتأثير متعاطي مخدر الكوكايين، حيث تبيّن أنّ منطقة الغشاء البطنيّ في الدماغ تمتلئ بمادة الدوبامين التي لها تأثيرٌ كبير على السلوكيّات والأحاسيس، وتتعلق وظائفها بالإدراك والبهجة والسرور لدى الشخص الذي تعتريه مشاعر الحب والهيام، ولهذه المادة التأثير ذاته الذي يحدث للشخص عند تعاطيه الكوكايين.
- تعتبر مضادات الاكتئاب ذات تأثيرٍ سيئ على الحب والعلاقة العاطفيّة، لما تحدثه من تغييرات في مستوى السيروتونين، الذي له تأثيرٌ كبير على المشاعر العاطفيّة للشخص، ويمنعه من التفكير العميق بالحبيب الأمر الذي ينتج عنه تفسخ العلاقة وبرودها.
- أظهرات الدراسات في مجال علم النفس أنّ هناك علاقة بين طفولة الشخص وخياراته العاطفيّة عند بلوغه، وأنّه على الأغلب يقع اختياره على شريكٍ يشبه أحد والديه إلى حدٍ ما، ويعتبر هذا الاختيار محاولةً من العقل اللاواعي لإصلاح نوعٍ من المشكلات النفسيّة المتعلقة بمرحلة الطفولة لدى الشخص، وأن هذه المشكلة ترتبط بشكلٍ كبير بأحد الوالدين.
- أظهرت الدراسات الحديثة وجود علاقة بين قدرة الفرد على جذب الشريك المناسب له وبين الطعام الصحي، حيث لاحظ العلماء أن الأشخاص الأكثر مراعاةً لنظامهم الصحي، يملكون قدرات دماغيّة عالية تساعدهم على اتخاذ الخيارات الأفضل في حياتهم العاطفيّة.
- أظهرت الأبحاث المسحيّة بأن النساء جميعاً يتفقن على نوعٍ معين من الصفات تجذبهنّ للرجل كالطموح والعلم والثراء والمركز الاجتماعيّ الجيّد والذي يمتلك روح الدعابة والمرح، كما أنهنّ يفضلن الرجال الأطول قامةً منهنّ ومن يملكون عظام فكٍ عريضٍ نوعاً ما.
- أظهرت الدراسات التي أُجريت للدماغ بأنّ دماغ الذكر الواقع في الحب تتنشط فيه المنطقةُ البصريّة، أما الأنثى المغرمة فإن الجزء الذي ينشط في دماغها هو المسؤول عن الذاكرة، وحلل العلماء هذا الأمر بأنّ دماغ الرجل مهيأ فور رؤيته للمرأة فإنه يحلل بصريّا قدرتها على حمل الأطفال، أما الأنثى فإنّ دماغها يحاول تحليل العديد من الجوانب السلوكيّة للذكر في محاولةٍ منها لمعرفة قدرته على أن يكون معيلاً جيداً لها في المستقبل.
- تشير الإحصاءات التي أجريت على عدد جرائم القتل حول العالم، فتبيّن أن النسبة التي تتراواح ما بين أربعين إلى سبعين بالمئة من الجرائم تكون الضحيّة فيها أنثى، ويتمّ ارتكابها من قبل الأزواج أو العشّاق.
- بعكس ما كان سائداً في السابق، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنّ عاطفة الحب لا تنخفض مع مرور الوقت والسنوات، لأنّ النشاط في الدماغ يبقى على حاله بعد مرور عددٍ من السنوات كما كان في لحظات الحبّ الأولى، وأظهرت الأشعّة التي تمّ إجراؤها للدماغ والمخ أنه مع مرور الزمن على بدء العلاقة العاطفيّة فإن منطقةً أخرى ومختلفة من الدماغ تستجيب للمشاعر، وهي تلك المنطقة التي ترتبط بشعور التعلّق على المدى الطويل، وهي ذاتها المسؤولة عن إفراز مادة السيروتونين وارتفاع مستوياته، والذي يؤدي إلى الشعور بنوعٍ من الهدوء وانعدام الهواجس.