الجزر اليونانيّة التي تقع في البحر الأبيض المتوسّط
محتويات المقال
جزيرة رودس أقرب جزيرة يونانيّة لتركيّا
جزيرة ردوس هي إحدى الجزر اليونانيّة التي تقع في البحر الأبيض المتوسّط، بالقرب من ساحل تركيّا الجنوبي بالمنتصف ما بين جزر اليونان الرئيسيّة وقبرص، وتعتبر من أبعد الجزر الشرقية التي تتبع لليونان وبحر إيجة ولكنّها أقرب لتركيا، حيث تبعد قرابة 18 كيلومتراً عنها.
تُعرف هذه الجزيرة من الناحية التاريخيّة بأنها مكانُ تواجد تمثال أبولو رودس في السابق، والذي يعدّ من عجائب الدنيا السبع، وجغرافياً يبلغ عدد سكان الجزيرة قرابة 117.792 نسمة، 60 ألف نسمة يعيشون في مدينة رودس، ويبلغ تعداد المسلمين فيها 3.500 شخص قريباً.
تمثال جزيرة رودس التاريخي
يُذكَر أنّه في سنة 280 قبل الميلاد كان بالجزيرة تمثالاً بحجم كبير نسبيّاً مصنوعاً من مادة البرونز، ولكنّه ليس موجوداً حالياً، حيثُ بيعَ منذ زمن بعيد كأشياء وقطع ثمينة بعد تدميره بواسطة زلزال أصاب المنطقة بعد 65 عاماً من وضع التمثال، كان هذا التمثال موجوداً بالجزيرة وهو عبارة عن فارسٍ يحمل بيده اليسرى مشعلاً، وقوساً ونشاباً بيدة اليمنى، ومباعداً بين قدميْه حتى تمرّ السفن البحرية بين قاعدتيْه (قدميه).
يبلغ ارتفاعُ التمثال قرابة 50 متراً، وفي داخل التمثال أبراج حلزونيّة تبدأ من قاعدة التمثال حتّى رأسه، ويُذكر أن سكان الجزيرة كانوا يضعون النار بعيون التمثال حتى تستطيع السفن التجارية الاهتداء في البحر، هذا يعني أن الجزيرة كانت تتمتّع بمكانة وموقع استراتيجيّ مهمّ من الناحية التجاريّة والسياحية منذ القدم، أما حالياً فما تزال جزيرة رودس من أجمل المناطق السياحية في اليونان ذات الجمال الطبيعي الخلاب.
جزيرة رودس أبان الحكم العثمانيّ
سيطرت الدولة العثمانيّة على جزيرة رودس بتاريخ 1 يناير من عام 1523م، وذلك لموقعها الاستراتيجيّ في عرض البحر الأبيض المتوسّط لمنع أي أساطيل معادية للدولة التعسكّر يها أبان الحرب، حيث استغل السلطان سليمان القانوني الأوضاع السياسيّة في الدول الأوروبية وما كانت تشهده من صراعات بين الملوك والأساقفة والأمراء فسيطر على الجزيرة، ولكن قبل ذلك أبى رهبان الجزيرة وأهلها أن يسلموا جزيرتهم للعثمانيين، فقام الجيش العثماني بدك جدران الجزيرة والتي كانت من أمنع الحصون بالعالم في ذلك الوقت، كما حفر الجيش العثماني 50 سرداباً تحت الجدران، وشنّوا هجومهم على الجزيرة ومدينة رودس من تحت الأرض.
تفانت القوة المدافعة عن الجزيرة بردّ هذا الهجوم العثماني المفاجئ ودافعوا بكلّ بسالة وقوّة عن الجزيرة، ويُذكر أن النساء في الجزيرة كُنّ يُعاوِنّ الرجال في الدفاع عن الجزيرة، وعندما انقطعت كلّ الحلول أمام رهبان وأهل الجزيرة بالإضافة لنفاد ذخيرتهم ومؤونتهم استسلموا، وتمّت السيطرة على الجزيرة.