إن الجبال البركانية ، و كما هو واضح من اسمها ، ترتبط بوجود البراكين ، و سواء كانت تلك البراكين نشطة أم خامدة ، فإن الصخور التي أدت إلى تكون هذه الجبال ، هي صخور بركانية و رماد بركاني .
يوجد في العالم عشرات الآلاف من البراكين ، و لها أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان ، حيث تعد البراكين بحرارتها المرتفعة للغاية مصدراً هاماً لتكوين بعض المعادن التي يستغلها الإنسان في النشاط الإقتصادي ، كما يساعد الرماد البركاني و الذي ينبعث من البراكين النشطة في أوقات فورانها و ينتشر على ساحات شاسعة على زيادة خصوبة التربة الزراعية ، لذلك أينما تجد بركان ، ستجد الأرض التي حوله غنية بالمعادن و خصبة للغاية ، كما تستخدم بعض الدول حرارة البراكين في إنتاج الطاقة ، و بجانب البراكين تنشا عيون و ينابيع مياه حارة غنية بالمعادن ، و يستغلها الإنسان في الإستشفاء من العديد من الأمراض .
و تتخذ البراكين أشكالاً مختلفة ، حيث يمكن أن تشكل البراكين تلالاً مخروطية ، أو تكون كبيرة فتظهر الجبال البركانية العالية ، و لتتكون تلك الجبال البركانية يجب أن يحدث فوران بركاني ، حيث توجد خزانات صهارات تحتوي على حمم اللافا تحت سطح الأرض ، و عندما يحدث النشاط البركاني ترتفع تلك الحمم أو الصهارات عبر فتحات تسمى مدخنة البركان ، و تشق طريقها إلى القشرة الأرضية و خارجها ، و بعد ذلك تظهر فوهة البركان عندما يؤدي خروج الحمم إلى حدوث إنفجارات في القشرة الأرضية و إنهيارات ينتج عنها ظهور تلك الفوهة ، و تندفع منها الحمم البركانية مسببة تطاير للصخور و الرماد البركاني مسببة أضرار كبيرة في المناطق التي تقع حولها ، حيث تسبب هزات أرضية و تحجب أشعة الشمس ، إلى جانب الحرائق التي تحدث نتيجة للتفجيرات .
و تخرج كتل الحمم أو الصهارة السائلة من البراكين مسببة تكون الجبال فيما بعد ، و تختلف أنواع اللافا من كل بركان لآخر ، حيث توجد لافا خفيفة و فاتحة اللون ، و تتميز بلزوجتها ، و غالباً تكون هي السبب في تكون الجبال البركانية الكبيرة ، لأنها بطيئة التدفق ، و في بعض الحالات تتراكم حمم اللافا من ذلك النوع ثم تتكسر بفعل الإنفجارات الغازية التي تنتج عن البركان . و لافا ثقيلة و داكنة ، و عندما تبرد تتكون الصخور البازلتية ، و تتميز بانها خفيفة و تتحرك بسرعة و تنتشر لمساحات كبيرة مكونة هضاب فسيحة .