التغلب على الملل
من معاني السعادة أن لا تعيش لحظة من لحظات حياتك بلا إنجاز وإن كان بسيط، لا تقيد إنجازاتك بتخصص ما فإنجازاتك أوسع من ذلك، لعل من أعظم الإنجازات أن لا تترك نفسك مغبراً بالملل، أن تعيش كل لحظاتك بإيجابية بل أن تكون أنت مصدرها، لتكن سعيد عِش لحظاتك كلها بحلوها ومرها وروتينها، بنكهة الإيجابية والتفاؤل، فاللحظة التي مررت بها لن تعود، اجعل البسمة والمرح قانون في دستور حياتك، واغتنم وقت فراغك قبل انشغالك.
إن أردت أن تتغلب على الملل فستفعل لأنّك أردت، في هذا الموضوع أردت أن أسلط الضوء على فكرة رائعة، وجدتها في أحد المقاهي في عمان، وهو مقهى، حيث كان يزهو بأفكاره فقدّم فكرة لمرضى الملل، وهي “قطرميز الملل”. ما عليك إلّا أن تحضر قطرميزك وتضع أفكارك فيه، ضع فيه أفكاراً تحبها، لتستمتع بما تفعل. فمثلاً:
- قراءة كتاب مدفون في الغبار منذ زمن ومضمونه يجذبك.
- جرب أن تفعل أكلة غريبة، ادخل في تحدي، هل ستنجح أم لا؟!
- تعلم شيئاً جديداً، شيئاً في مجال اختصاصك كان أم لا.
- اتصل بصديق قدي عزيز على قلبك ولم تره منذ مدة، وأخبره باشتياقك واتفقا على لقاء قريب.
- إن كان لديك طفل، اخرج والعب معه فهذه اللحظة لا تعوض.
- اركض في الحديقة أو افعل أي نشاط رياضي.
- شاهد فيلم مفيد وممتع.
- ساعد إنساناً ولتكن هذه الفكرة عنوان في قطرميزك فهذا عنوان بمضمون واسع، ممكن أن تخرج للشارع وتساعد ممكن وأنت في بيتك، فالخيارات عديدة.
- غيّر في ديكور منزلك فهذا يجدد نفسيتك.
هناك العديد من الأفكار التي تناسبك وتجعلك مستمتع وسعيد، ضع كل فكرة في ورقة واطويها وضعها في القطرميز… وعندما يدق ناقوس الملل، فقط أخرج ورقة وأجبر نفسك على فعلها، لا تجعل الملل يقتل لحظاتك، وانتقي أصدقاءً مفعمين بالإيجابية، فلا بدّ لك أن تصاب بعدوى منهم، وتذكر بأن اللحظة التي تعيشها لن تعود، فاستمتع بها.
حتى ان كان مَلُك من عمل قائم تريد إنجازه أو دراسة ثمينة في حياتك لا تتوقف عنها، بل افعل شيء بعيد عنها لوقت محدد؛ كرحلة تقضيها مع أعز الناس على قلبك أو استرخاء تعطي لنفسك فيه حقها ثم عد، ستعود بهمة أقوى وإنجاز أعلى، فقضاؤك على لحظات مللِك بيدك إن أردت ذلك، فالمعنى أن لا تترك نفسك تعيش في لحظات اللاعيش، وتذكّر أنّ اللحظات لا تعود، فاستغل طفولتك وشبابك وهرمك بسعادة ومتعة عندها تصبح حياتك جميلة وحينما تموت يشرق وميض بصمتك بين الناس فلا تُنسى.