التخلص من الزعل
لمشاعر بحدّ ذاتها جميلة، ولكن هناك بعض المشاعر التي إذا تجاوزت الحدّ المنطق منها تصبح عادة سيّئة وقد تؤثّر على الشخص سلباً، ومن أحد أهمّ المشاعر وأخطرها هي الزعل وعكسها الرضا، فالشخص فينا قد يقع في مشكلة معيّنة أو من نتيجة فعل من شخص أو من شيء أو لأيّ سبب كان، فنجد الزعل والعصبيّة يأتيانِ علينا من دون سابق إنذار، وبعض الأشخاص تعتبر هذه الصفة من صفاتهم لشدّة العصبيّة والحساسيّة من الأمور، فيجب أن تتدارك الأمور ولا تجعل الزعل يسيطر على حياتك وعلى علاقاتكَ مع الآخرين، وسنعرف طرق مثاليّة للتخلًص من الزعل لتكون حياتكَ أفضل من دون هذه الصفة .
كيف تتخلّص من الزعل
- صارح نفسك : ليس من العيب أن تقول أنّهُ لديّ مشكلة وهي الزعل، فجميعنا نمتلك صفات سيّئة ولسنا مثاليين، فالإعتراف هي الطريق الوحيد الذي من خلالهِ يمكن حلّ المشكلة، فالإنسان بطبعهِ عندما يرى بنفسهِ خطأ وقد أصبح يتفاقم الوضع مثل الزعل فهنا يبدأ الشخص فينا يسأل نفسهُ لماذا أزعل ، وما سبب الزعل ، ومن جعلني أصل الى هذه المرحلة ، فالجواب الحقيقي يكمن في السؤال ومنها ممكن أن تحلّ المشكلة لأنّ المشكلة تختلف من شخص الى آخر .
- تصغير الأمور : ليس كلّ أمور حياتنا تحتاجُ منّا الى الزعل، فالحياة إذا وقفنا عليها بكلّ أمر لن نسطيع العيش فيها ولا التواصلِ فيها، فعندما يضايقكَ أحد بكلمة فلا تزعل وتكبرها وكن أكبرَ منها، والحلّ الأمثل لمثلِ هذه المشاكل هي اللامبالاة لكن بذكاء بحيث تظهر للطرف الآخر بأنّكَ لا تتضايق ومع الوقت لن يزعجكَ أحد ولن يستطيعَ أحد مضايقتك .
- أسعد نفسك : الحياة قصيرة جدّاً وما أقصرها من رحلة، فلماذا تزعل ، إنّ كلّ مشكلة توجد في حياتنا قد وضعها الله تعالى لنا للإختبار حتّى يرى قدرتنا على التحمّل والصبر، فتذكّر دائماً أنّكَ خلقتَ ليس لتزعل وتقضي وقتكَ وأنت حزين، وتزعل لفراق الحبيب أو الصديق وتزعل من كلمة أو من شيء لم يحصل لكَ جميعنا وأنا أيضاً أحمل مثل هذه الهموم، وكنت أزعل من حياتي ومن المشوار الذي أسلكهُ ولكن لمتى ، فأنا أعيش هذا اليوم وهو نعمة من الله سأبتسم وأرسم البسمة على شفاتي ولن أسمح لأحد أن يضايقني أو يعكّر مزاجي ولن أزعلَ من أحد لأنّني اعيش يومي ولن يعود، فتذكّر أنّ الدنيا زائلة وستصبح الأمور صغيرة بنظرك .
- سامح : لا تجعل في قلبكَ ذرّتُ حقدِِ على أحد واجعل من قلبكَ طرق التسامح فيها مفتوح، فكلّنا بشر ونخطء في حقّ بعضنا الآخر، ولكن إذا لم يكن هناك تسامح ومغفرة لما تكلّمَ أحد مع الآخرين، إنّ السبب الحقيقي للزعلك والبغضاء وعدم التسامح هي قساوة القلب والإبتعاد عن الإيجابيّة الموجودة في قلبك، فأنا لا أقولُ لكَ أن تصبح طيّب القلب والكلّ يجرحك ولا قاسي قساوة الحجر ولا تغفر لأحد، الإعتدال هي منهاجيّة الحياة كن معتدلاً في مشاعرك واجعل عقلكَ هو الذي يحكم بالأمور وليس قلبكَ، فسامح واغفر واصفح ولكن إيّاكَ أن تنسى الدرس أو التجربة التي خضتها ولا تزعل عليها بل ضفها الى خبراتك .
- الإستغفار والصلاة : الإستغفار تطفئ الغضب والزعل وتفتح أبواب لربّما كنت تعتقد أنّها لم تُخلق بمفتاح، إستغفر الله وتمالك أعصابك عند الزعلك ولا تجعلها تسيطر عليك حتّى لا تندم، فأكثر كلام ممكن أن تندم عليهِ هي لحظة الغضب والزعل، إيّاكً أن تتكلّم وأنت في قلبكَ عتاب لأحد أو زعل، واستغفر ربّكَ حتّى يطفئ النار الموجودة في داخلك، وعندما تمرّ في مرحلة صعبة في حياتك أو لحظة زعل من أمر عظيم في حياتك أسجد إلى الله واترك الأمور إليهِ فهو أعلمُ منّي ومنك لحلّ مشاكلك، وكما قلت هي حياة واحدة لا تستحقّ زعلك أو غضبك .