التاريخ السياسي لجزر كوريا موريا
محتويات المقال
جزر كوريا موريا
جزر كوريا موريا الاسم السابق لجزر الحلّانيّات في يومنا هذا، وهذه الجزر مكوّنة من خمس جزر صغيرة، تقع على بعد أربعين كيلومتراً من الساحل الشرقيّ الجنوبيّ في سلطنة عُمان، وهي ضمن محافظة “ظفار”، وهي على بعد مسافة ثلاثمئة كيلومترٍ من صلالة، ومساحة هذه الجزر تصل إلى ثلاثة وسبعين كيلومتراً مربّعاً، وعدد سكّانها يزيد عن مئة وخمسين ألف نسمة تقريباً، وهم موزّعون في الجزر حيث إنّ بعض هذه الجزر ما زالت غير مأهولة بالسكّان. ويُشتهر سكّان هذه الجزر بصناعة الغضف وسعفيات الغضف، حيث إنّ هذه الحرفة اليدويّة من أقدم الحرف فيها، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة حياة السكّان فيها، كما وقد تمّ اكتشاف مخزون نفطيّ ضخم في أراضي هذه الجزر.
تضاريسها
جزر كوريا موريا أو الحلّانيّات الخمسة هم: جزيرة القبليّة نسبة لاتّجاه القبلة، وجزيرة الحاسكيّة نسبة لحاسك، وجزيرة سوداء، وجزيرة الطيور، وجزيرة الحلّانية وهي الجزيرة الأكبر من بين هذه الجزر، وفيها بعض المعالم الأثريّة القديمة التي تعود إلى ما قبل الإسلام؛ كالمقابر والمستوطنة في وادي “أنظور”، ومغارة “مغاره”، وتتميّز هذه الجزر بتنوّع تضاريسها، حيث تجد فيها سهولاً، وصحاري، ومرتفعات، وجزراً، وعيوناً، وخلجاناً، ورؤوساً بحريّة.
تاريخها السياسيّ
في العام ألف وثمانمئة وستة وخمسين ميلاديّة تنازل عنها السيّد سعيد بن سلطان لصالح بريطانيا العظمى، بعد أن حكمها منذ عام ألف وثمانمئة وستة، وقد تنازل عنها لتستطيع بريطانيا إقامة محطّة اتصالات فيها للتلغراف، حيث قدّمها هدية للملكة فيكتوريا في ذلك الوقت، وهذا بعد أن حاولت بريطانيا شراء الجزر منه بعشرة آلاف جنيه استرلينيّ، لكنّه تنازل عنها كعربون صداقة، ضمّتها بريطانيا إلى محميّة عدن منذ ذلك العام حتى عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين ميلاديّة، حيث إنّها قررت نقل سلطتها إلى المقيم السياسيّ في الخليج، وتمّ أخيراً إعادتها للدولة العُمانيّة في الثلاثين من شهر تشرين الثاني، في العام ألف وتسعمئة وستة وسبعين ميلاديّة، وذلك زمن حكم سعيد بن تيمور.
بعد أن تنازلت بريطانيا عن جزر كوريا موريا لصالح عُمان اعترضت دولة اليمن على ضمّها إليها، وطالبت بها كونها تابعة لمحميّة عدن، لكنّ الشيخ غالب بن علي الهنائيّ أرسل رسالة للأمين العام لمجلس الجامع طالب فيها بحل المشكلة، وضمّ الجزر لسلطنة عُمان، وهذا ما حدث فعلاً في العام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين ميلاديّة، بعد رسم حدود كلّ من اليمن وعُمان في حكم السلطان “قابوس بن سعيد”