الاسرة و تدبير ميزانيتها 2019
الاسرة و تدبير ميزانيتها
هناك الكثير من البيوت التي تكون فيها أسرة على الأقل مكوّنة من أم وأب وإبن يعيشون مع بعضهم البعض إلى مدى الحياة وأنا أتكلّم عن مجتمعنا المحافظ ، فالأب يعمل ويتعب في عملهِ حتّى يقوم بأهل بيتهِ ويغطّي إحتياجات البيت ، والأم التي تربّي وتعمل في المنزل أو العمل وتجمع ما بين الإثنين فهذا رائع ، والإبن الذي ينفقون عليهِ ليجد طريقهُ في الحياة وليجعلو منهُ إنساناً صالحاً مفيداً لبلدهِ ، وهناك دخل يأتي على العائلة وتختلف من بيت إلى آخر حسب كميّة المال الذي يدخل في مصروف العائلة .
كل بيت لهُ نظام معيّن يتكيّف مع البيئة المحيطة والعادات التي يعيشون عليها ومصروف البيت الذي يعتمد على الدخل ، والدخل من أهم الأمور التي يجب معرفة إنفاقها وكيفيّة التصرّف فيها حتّى تستفيد العائلة من هذا الدخل لتدبّر أمورها وتؤدّي رسالتها على أكملِ وجه ، فيجب الحرص على الإنفاق حتّى تكون الأمور تمشي بالطريق الصحيح .
كيفيّة تدبير أمور المنزل ومصروفها
كل بيت لهُ إحتياجاتهِ ومطالبهُ حسب ثقافة العائلة الموجودة ورغبات العائلة التي تريد أن تحقّقها ، ونجاح العائلة يأتي من حسن التدبير في المال وأمور البيت .
أن يكون الإنفاق بيد من يكتسب المال : هي نفقطة مهمّة لأنّ الذي يكتسب المال يعرف قيمة المال الذي إكتسبهُ وقيمة المعاناة حتّى إستطاع أن يجلب هذا المال ، فهو يعرف كيف ينفقها وكيف يتدبّر بها ليشعر بالسعادة عندما ينفقها بأمور يراها جيّدة حتّى وإن رآها غيره عكس ذلك .
أن يكون هناك مدبّر أكبر : فالعائلة قد يكون أكبر ما فيها الأب ولهُ أبناء يعملون في مجالات معيّنة ، فيجب الأب أن يمسك زمام الأمور وأن يكون هناك مرجع لمصروف العائلة وهو على الأغلب الأب وإن لم يوجد الإبن ، فالأب لهُ خبرات في مجالات الحياة فهو أكثر النّاس معرفةً ما يفيد أبنائهُ لأنّهُ مطّلع عليهم وهم منذ الصغر ويعرف كل شخص ما يريد فهو يحسن التدبير والإنفاق وهي فقط تحتاج إلى أب صالح يخاف على أبنائهِ أكثر من نفسهِ .
أن تجتمع العائلة على إتّخاذ القرار كإنفاق أو شراء شيئ معيّن يتم عن طريق المشاورة فهو أمر جميل علّمنا إيّاهُ الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم ، فمن هنا تولّد حب المودّة والمآخاة بين الإخوان بحيث يتم صرف المال بالشكل الصحيح وبتراضي الأغلبيّة .
أن تنفق العائلة بأكملها لتدّخر المال : بمعنى قد يكون هناك أبناء يعملون فيجب أن يعملوا فيما بينهم كجمعيّة يشترك فيها الجميع لادخار المال ليتم نفقها فيما بعد على أمور مهمّة في حياة أحدهم أو في حياة الجميع ، فهي رائعة لا تفعلها إلاّ القليل من العائلات التي تمتلك قيم كبيرة جداً .
جلوس الجميع ليعرفو مشاكل بعضهم والأمور التي يواجهونها : فهي طريق سهل لفهم أهم الأمور التي يجب على العائلة أن يهتمّوا بها ويعطوا كل ما لديهم لها أو الصرف عنها لللأهمّ منها ، وكل ذلك بمعرفة المشاكل الموجودة بالعائلة وإنفاقات كل شخص موجود فيها .
كيفية تدبير ميزانية المنزل
إدارة الميزانية هو التخطيط الذي يُعنى بتحديد الموارد المتوفرة ،وكيفية إنفاقها على المصروفات المتعددة،في فترة زمنية، قد تكن شهرا أو أسبوعا، هذا التخطيط من شأنه حسن إدارة الدخل لكي يلبي الإحتياجات المتعددة للأسرة ويحقق أقصى درجات الإشباع لها.
إنّ للأسرة حاجات متعددة تستلزم الإنفاق عليها ، مثل الغذاءوالملابس و للطبيب والأدويةولدفع الإيجار وفواتير الماء والكهرباء.يجب على الأسرة تدوين كل المصروفات والاحتياجات الأساسية لها وتوزيع الدخل عليها ، باشكل المناسب ولكن الكثير من الأسر تعاني من أن المطلوبات أو الإحتياجات دائماً هي أكثر من دخلها وهنا يجب التنبه لعدة أمور للتخلص من هذه العقدة , ويكون ذلك بإتباع عدة خطوات مهمة ومن أهمهاالتبسط في مستوى المعيشة والبعد عن المباهاة للفت إنتباه الأخرين، فالإقتصاد في النفقة هو نصف العيش ، كما أن هناك خدمات عامة تقدمها الدولة مجاناً أو برسوم رمزيةمثل العلاج ، والمنتزهات العامة،الإنتباه إلى إستخدام الكهرباء والهاتف والماء، وكذلك شراء السلع بكميات كبيرة ،وتخزينها والتي قد يتلف بعضها ، ويمكن التوجه إلى المحلات التي تقدم خصومات جيدة ، كما يجب على أفراد الأسرة الإستفادة من خبرات بعضهم البعض في إصلاح ودهان ما قد يلزمه البيت ودون الإستعانة بأشخاص سوف يتقاضون أجراً على ذلك .
وهناك عوامل تؤثر سلباً، مثل الشراء العشوائي بالتقسيط ،والإستدانة بشكل منظم،أوشراء حاجيات غالية الثمن من أجل التباهي أمام الأخرين مثل الفرش والأجهزة الكهربائية الكمالية،حيث يمكن إعادة ترميم الأثاث القديم بدهانه مثلاً أو إعادة كسوته .
إنّ الترشيد في الإستهلاك يقصد به التوعية والتصرف بحكمة في إنفاق المال،كما يجب على الوالدين توعية الأبناء منذ الصغر بأن يكونوا لهم قدوة إستهلاكية جيدة ،فيجب تعليم الطفل بكيفية المحافظة على ألعابه ، وإغلاق صنبور المياه وعدم اللعب بها . كما تستطيع الأسرة الإستفادة من وقت فراغها أو الإجازة السنوية، بأي عمل إضافي يجني دخلاً إضافياً على العائلة .