الأحلام المفزعة والكوابيس وكيفية التغلب عليها 2019

إن الأحلام هي عبارة عن تنفيس لمكبوتات داخلية لم يتم تفريغها في اليقظة وأحياناً قد تنفجر المشاعر على صورة كابوس.

الكوابيس هي أحلام تحدث خلال مرحلة النوم التي تتميز بحركات العين السريعة (REM Sleep)، والذي يصاحبه شعور قوي بالقلق والخوف لا يمكن الفرار منه. وتحدث هذه الظاهرة غالبًا في اخر النوم وغالبًا ما تدفع النائم إلى الإستيقاظ وأحياناً لا يكون قادراً على استرجاع الأحداث التي دارت في حلمه.
ما مدى انتشار الكوابيس؟

تنتشر الكوابيس أكثر بين الأطفال ويقل حدوثها كلما يكبر الطفل ويقترب من مرحلة البلوغ.. ويحلم حوالي 50% من الكبار بالكوابيس أحيانًا، وتكون السيدات أكثر من الرجال في الحلم بالكوابيس ولكنه لا يتطلب أى علاج. وقد يحلم ما يقرب من 1% من الكبار بنفس الكوابيس بشكل متكرر وفي هذه الحالة ينبغي طلب المساعدة.
أسباب الكوابيس

هناك عدة أسباب للكوابيس الليلية، فمن الممكن أن يكون السبب:

أدوية معينة تسبب هذه الكوابيس، مثل بعض الأدوية المنومة أو الأدوية التي تستعمل في علاج ارتفاع الضغط الشرياني أو أدوية القلب.
الحرمان من النوم أو التفكير السلبي قبل النوم ممكن أن يسبب كوابيس.
هناك بعض الأمراض والمشاكل النفسية ممكن أن تتسبب بالكوابيس، مثل القلق والاكتئاب، واضطراب توتر ما بعد الصدمة والتعرض المستمر للضغوط النفسية والمشكلات العائلية والعاطفية.
بعض اضطرابات النوم، مثل مرض انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو متلازمة تململ الساقين.
وأحد أسباب الكوابيس المهمة هي بعض العادات السيئة في الطعام والشراب مثل أكل كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء أو تأخير وجبة العشاء إلى ما قبل النوم أو شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم، وهو ما قد يؤدي إلى نوع من التخمة وضيق النفس ومن ثم إلى كوابيس وأحلام مفزعة، وتفسير ذلك أن تناول الطعام يزيد من عملية التمثيل الغذائي التي تحدث بجسم الإنسان ومن ثم من نشاط المخ. وتشير الدراسات إلى أنه كلما زاد الوزن زادت فترة النوم المليئة بالأحلام والكوابيس.

وهناك أيضاً الكوابيس الليلية مجهولة السبب، و هذه الكوابيس تؤثر عل جودة النوم، وتسبب أرقاً وقلقاً وتعباً دائماً، مع زيادة في النعاس أثناء النهار؛ وهذا كله يؤثر سلباً على حياة الشخص.
الأحلام المفزعة والكوابيس وكيفية التغلب عليها scared.jpg
كيفية علاج الكوابيس

علاج الكوابيس؛ يكون في إيجاد السبب، ومن ثم العمل على علاجه؛ فإذا كان السبب أدوية معينة نقوم بإيقافها أو تغيير الدواء، وإذا كان ناتجاً عن مرض عضوي أو اضطراب نفسي؛ نقوم بعلاج هذا المرض، ويتحسن نوم الشخص، وتقل الكوابيس الليلية، وأهم هذه الاضطرابات أو المشاكل التي علينا أن نقوم بعلاجها هي اضطرابات القلق والتوتر.
أما بالنسبة للكوابيس الليلية مجهولة السبب، فالعلاج الأساسي هو تعديل في بعض العادات الشخصية وتعديل في بيئة النوم، مثال ذلك يجب تنظيم وقت محدد للنوم وللاستيقاظ، أيضاً يجب تجنب الكافيين والأطعمة الدسمة والحارة والسكرية قبل النوم بـ 4-6 ساعات، وتجنب شرب الكثير من السوائل قبل النوم.
أيضاً ممارسة الرياضة بانتظام، وشرب الحليب الساخن أو اللبن قبل النوم؛ فالحليب الدافئ والأطعمة التي تحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان قد تساعد في زيادة نوعية النوم. وممارسة أساليب الاسترخاء قبل النوم، مثل التنفس العميق وغيرها؛ فذلك قد يساعد على تخفيف القلق وتقليل التوتر، وينصح أيضاً بالنوم على فراش ووسادة مريحة وفي غرفة معتمة وهادئة قدر الإمكان، والحفاظ على درجة حرارة مريحة في غرفة النوم، والتأكد من أن الغرفة جيدة التهوية.
إن الأحلام هي عبارة عن تنفيس لمكبوتات داخلية لم يتم تفريغها في اليقظة بشكل مناسب ولذلك أحد الحلول أن يفضفض الشخص عن نفسه دائمًا من خلال الكلام مع صديق مقرب أو عبر الكتابة على الورق وأن يعبر قليلاً كي لا تنفجر المشاعر في صورة كابوس.
هناك أيضاً عدة علاجات معرفية سلوكية للتخلص من الكوابيس الليلية، أحدها علاج يسمى “Image Rehearsal Therapy” بحيث أن تجعل لحلمك المزعج نهاية سعيدة. وفي هذا العلاج يقوم الشخص بتذكر الكابوس وكتابته، ثم يقوم بتغيير النمط العام للكابوس وخط القصة والنهاية، أو أي جزء اخر في الحلم ليجعله أكثر إيجابية وأكثر جمالاً، ومن ثم يقوم بالتمرن على هذا السيناريو الجديد وعمل عدة بروفات حتى يستطيع أن يستبدل الجوانب غير المرغوب فيها والمزعجة أثناء الحلم بأجزاء أكثر إيجابية ومبهجة. يقوم الشخص بهذا التدريب يومياً مدة 10 إلى 20 دقيقة؛ بهذه التعديلات تقل وتختفي الكوابيس الليلية؛ فتتحسن جودة النوم ليكون نوماً مريحاً هانئاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى