إذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس فلا تخلطن بين تبلد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم.
إن المعلومات النظرية التي لم ينقلها العمل من دائرة الذهن إلى واقع الحياة تشبه الطعام الذي لم يحوّله الهضم الكامل إلى حركة وحرارة وشعور.
إن المجد والنجاح والإنتاج تظل أحلاماً لذيذة في نفوس أصحابها وما تتحول حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم ووصلوها بما في الدنيا من حس وحركة.
الإسلام قضية ناجحة لكن محاميها فاشل.
ما زلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك.
والناس من خوف الفقر في فقر ومن خوف الذل في ذل.
إن إنتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين و الحين، و أن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها و آفاتها، و أن يرسم السياسات القصيرة المدى، و الطويلة المدى، ليتخلص من الهنات التي تزري به.
مٌقتضى الإيمان أن يعرف المرء لنفسه حدودًا يقف عندها .. ومعالم ينتهي إليها.
مِن السقوطِ أن يُسَخِّرَ المَرْءُ مواهبَه العظيمة من أجْلِ غايةٍ تافهة.
أنا لا أخشى على الإنسان الذى يفكّر وإن ضلّ، لأنّه سيعود إلى الحق، ولكني أخشي على الإنسان الذي لا يفكّر وإن اهتدى، لأنّه سيكون كالقشة في مهب الريح.
مهمة الدين إذا رأى عاثراً أن يعينه على النهوض ، لا أن يتقدم للإجهاز عليه.
وصدق من قال: الناس رجلان، رجل نام في النور، و رجل استيقظ في الظلام.
ربما نام الناس على الحصير فانطبعت عيدانه في جلودهم؛ هل يمنحهم ذلك شبهاً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي رمق الدنيا بنظرة غائبة؛ لأن فؤاده حاضر مع ربه، يقظان في حضرته، مستغرق في شهوده؟ إن الرجل لا يكون قائداً لأنه عثر على بدلة قائد فلبسها.
أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتي ينقضي أجله، ويده صِفر من أي خير.
إن وجهى ليسود حين أرى العمل يخرج من يد الكافر مجوداً متقناً ويخرج من يد المسلم هزيلاً مشوهاً.
آفات الفراغ في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم التلاشى والفناء.
إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى.
إن الإنسان مخير فيما يعلم، مسيّر فيما لا يعلم.. أي أنه يزداد حرية كلما ازداد علماً.
إن الحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمد منها.
إننا لسنا مكلفين بنقل تقاليد عبس و ذبيان إلى أمريكا و استراليا ، إننا مكلفون بنقل الإسلام و حسب.
الحياة المعاصرة لا تشكو من متوكلين لايعملون، وإنما تشكو من عاملين لا يتوكلون.
إن الإستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة، لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية، يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان، مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين .. و أغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط.
لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه، ولا زهدوا في إنصافه كالحقيقة.
البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا احن عليهم من الله عز وجل.
إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده، و الرضا به حمق.
إن ظلم الأزواج للأزواج أعرق الإفساد و أعجل في الإهلاك من ظلم الأمير للرعية.
هناك معادلة يجب أن يحفظها كل عربي عن ظهر قلب هي : عرب – إسلام = صفر.
وقضى المسلم عمره قائمًا إلى جوار الكعبة ، ذاهلاً عما يتطلبه مستقبل الإسلام من جهاد علمى وإقتصادى وعسكري ، ما أغناه ذلك شيئًا عند الله .. إن بناء المصانع يعدل بناء المساجد.
إن الإلحاد هو آفه نفسيه ، وليس شُبهه علـميـه.
الويل لأمة يقودها التافهون، ويخزى فيها القادرون.
إذا كان صاحب البيت جباناً واللص جريئاً فالبيت ضائع لا محالة.
إن الإنسان الذي يؤثر الزنا على الإحصان يدركه من الشقاء ما يدرك الكلب الضال حين يتسكع لاختطاف طعامه فيقع على جسمه من الضربات أكثر مما يدخل فمه من المضغ المنهوبة.
الحاكم الفرد إذا إطمأن إلى أن أظافره لن تقلم مضى في بطشه لا يخشى أحداً .. والمستبد غالباً من أجبن الناس ، وما يغريه بالظلم إلا أمن العقاب.
عندما يتكلم السياسى اليهودى رافعاً بيمينه كتابه المقدس ، فهل يسكته سياسي عربي ، يستحي من كتابه ، ولايذكره لا في محراب ولا في ميدان؟؟.
أحتقر من يثير الشكوك ليقال بأنه ذكي ، و من يكتم إعجابه ليقال بأنه مستقل لا تابع.
شتان بين شعورين: شعور الغيرة على حرمات الله والرغبة في حمايتها، وشعور البغضاء لعباد الله والرغبة في إذلالهم .
إن الجندي المؤمن يرمق الظلام في جنح الليل بطرف يكاد يخترق سدوله، ويبحث عن ألف حيلة لمقاومة العدو ودحره.. والعامل المؤمن يجفف العرق، وينفي عن نفسه التعب، لأنه ببواعث الحب لا القهر، يريد خدمة أمته وإعلاء رسالته.
وقد كانت رجولة محمد عليه الصلاة والسلام في القمة بيد أن قواه الروحية وصفاءه النفسي جعلا هذه الرجولة تزداد بمحامد الأدب والإستقامة والقنوع.
المتاعب والآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة، وما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام المشقات والجهود.
أفسد شيء للأديان غرور أصحابها ، يحسب أحدهم أن إنتمائه المجرد لدين ما قد ملكه مفاتيح السماء وجعله الوارث الأوحد للجنة ! لماذا ؟ هل كبح أهواءه ؟ هل أمات جشعه ؟ هل جند ملكاته للتسبيح بحمد الله والإهتمام بآلام الناس ؟ لم يفعل شيئاً من ذلك كل ما يملأ أقطار نفسه أن له بالله علاقة مزعومة لا يعرف لها وزن .. ومن ثم فإن صاحب هذا التدين يتوسل إلى أغراضه بما يتاح له من أسباب بغض النظر عن قيمتها الأخلاقية وقد كان بنو إسرائيل قديماً مهرة في إرتياد هذه المسالك المعوجة.
والخطأ في حق الله لا يداويه إلا اعتذار المخطئ نفسه ، فلو اعتذر عنه أهل الأرض جميعاً، وفى مقدمتهم النبيون ، وبقى هو على عوج نفسه فلن يقبل عنه إعتذار ، ولن ينفعه إستغفار ، لابد أن يجثو المذنب في ساحة الرحمن ثم يهتف من أعماق قلبه : (ربِ إغفر وإرحم ، وأنت خير الراحمين) ليؤمل بعد في مغفرة الله ورحمته.
إن المعلم يترضاه تلامذته و ليس هو الذي يترضى تلامذته.
وقد تكون للديمقراطية الحديثة مثالب في أنها توفر الحرية للطاعة والفسق والإيمان والكفر ، ولكن هذه المثالب تختفي عندما يوضع في صلب الدستور ان الإسلام دين الدولة وأن الشريعة المصدر الأوحد للقوانين وأن ما خالفها يسقط من تلقاء نفسه.
نحن خلال تاريخنا الطويل لم نكسب معاركنا الكبرى بكثرة العدد ورجحان السلاح بل كسبناها بالإستناد إلى الله وبذل كل ما لدينا من طاقة .. وجميع المعارك التى كسبها اليهود في عدوانهم علينا في السنين الأخيرة لم تكن لبسالة المقاتل اليهودي أو لعظمة أسلحته بل كانت ونقولها محزونين مكسورين لتفاهة القيادات وسذاجة الخطط وعربدة الشهوات في صفوف العرب..!! ولو كان العرب بهذه الخصال يقاتلون جيشاً من القردة لإنهزموا فأنى لهم النصر وبعضهم يأكل بعضاً ويتربص به الدوائر والكل بعيد عن الإسلام منسلخ من تعاليمه.
الله عز وجل لطفاً منه بعباده قد يحرمهم ما يحتاجون إليه ليسارعوا إلى ساحته طالبين ، و يسألون ملحين ، فإذا أعطاهم أنعش مشاعر الشكر في أفئدتهم ، و عادوا وقد ربا إيمانهم ، فن الذكر و الدعاء عند خاتم الأنبياء.
إن الفضحية عقبة أمام التوبة ومن مزق الأستار التى لفته بها الأقدار فقد مهدَ لنفسه طريقاً الى النار.