اسباب القلق

إن القلق هو شئ يصيبنا جمعيا من حين إلى حين. أن معظم الناس قد مروا بتجربة الشعور بالتوتر و التردد و التقلب ، بل و الخوف أيضاً ، لمجرد التفكير في حضور أحد الامتحانات أو الذهاب إلى المستشفى أو الذهاب إلى مقابلة شخصية أو البدء في العمل بوظيفة جديدة.
إن القلق قصير الأجل يمكن أن يكون سيئا نافعا. إن الشعور بالعصبية قبيل حضورك لاختبار ما قد يجعلك أكثر تنبها و يؤدي إلى تحسين أدؤك . على أنه ما تغلب عليك الشعور بالقلق فأن قدرتك على التركيز قد تتدهور.
لماذا يصبح بعض الناس أكثر قلقا من البعض الآخر ؟
تتسبب العديد من العوامل في الأصابة بالقلق. قد يتصادف أن تكون قد أصبت في الماضي بالتكدر أو تعرضت لبعض المآسي ، و نظرا لعجزك عن التعامل مع الأحاسيس الناجمة عن ذلك في حينها ، قد تصاب بالقلق من احتمال التعرض لتلك المواقف مرة أخرى في حالة في نفس الإحساس بمشاعر الكدر و الأسى.
قد تشعر بالقلق حيال المستقبل. في بعض الأحيان ، و إذا ما شعرنا بالعجز عن السيطرة و التحكم في بعض مظاهر و سملت حياتنا ، فقد نبدأ بالشعور بالقلق تجاه بعض الأحداث الواقعة خارج نطاق سيطرتنا مثل التهديد بوقوع حرب نووية أو التعرض للهجوم أو الأصابة بالسرطان أو فقدان وظائفنا . ( إذا ما كان القلق يمثل مشكلة ارجع إلى كتيب مايند كيف تتوقف عن القلق للحصول على المزيد من المعلومات عن هذا الكتيب و الكتيبات الأخرى المذكورة ، انظر ( قراءات أخرى ) ، الصفحة رقم 14.
إن الشعور بالقلق قد يكون أيضا رد فعل تعلمته في الماضي- شيئا التقطه بشكل مبكر في حياتك. و لربما كانت عائلتك ، على سبيل المثال ، تميل إلى النظر إلى العالم باعتباره عالما معاديا يستوجب الخوف منه . و قد أوضحت الأبحاث أن الناس قد يرثون أيضا الميل إلى أن يصبحون أكثر قلقا . أننا جمعيا نصاب بالقلق عندما نقع تحت ضغط ، إلا أن شخصا قد يصبح أكثر قلقا من شخص أخر نتيجة لخليط الشخصية و الظروف الحالبة و تجارب الطفولة.
و بشكل يومي يؤدى الكافيين و السكر الزائد و الحمية الضعيفة و سوء استخدام الأدوية و العقاقير و الإنهاك و الإجهاد و الآثار الجانبية لبعض الأدوية إلى الإصابة بالقلق.
ماهي آثار القلق؟
يترك القلق آثارا على كلا من الجسم و العقل.
الآثار البدنية
يودى التوتر الزائد للعضلات إلى الانزعاج و الإصابة بالصداع . كما تؤدي سرعة التنفس إلى الشعور بالضعف و توعك الصحة و الوخز و التخدر . كما أن ارتفاع ضغط الدم قد يجعلك أكثر إدراكا لخفقان القلب الشديد . و بالأضافة إلى ذلك فأن التغير في تدفق الدم الذي يؤثر على الجهاز الهضمي قد يتسبب أيضا في الشعور بالغثيان و الرغبة في التقيؤ . و تظهر الآثار الواقعة على جهازك العصبي نفسها في الرغبة العاجلة في الذهاب إلى دورة المياه و الانبساط في المعدة.
الآثار النفسانية
تتضمن الآثا النفسانية للقلق الشعور بالخوف و زيادة الانتباه و الضيق و سرعة الغضب و النزق و فقدان القدرة على التركيز و الاسترخاء. كما أنك قد تشعر برغبة عارمة في الحصول على الطمأنينة من الآخرين و تصبح أكثر ميلا للانتخاب و الاعتماد على الآخرين.
و قد تتأثر طريقة تفكيرك ، و قد تبدأ بالخوف من أن الأسوأ هو ما سيحدث و تبدأ في النظر إلى كل شئ يحدث بنظرة تشاؤمية في الحياة، و على سبيل المثال ، فأنه إذا ما تأخر أحد الأصدقاء عن الحضور في الموعد فانك تقلق من احتمال تعرضه لأحد الحوادث أو أنه لا يرغب في رؤيتك. في الوقت الذي قد يكون القطار الذي يقله قد تأخر في الحقيقة.
و للتعامل مع هذه المشاعر ة الأحاسيس يبدأ الناس في الإسراف في الشرب ، أن إساءة استعمال العقاقير و الأدوية . كما يبدو في الابتعاد عن بعض المواقف المعينة و يحافظون على العلاقات التي تقوم بإسناد نظرتهم القلقة أو معاونتهم في تجنب المواقف التي يرونها مثيرة للأسى و الكدر.
نوبات الذعر
يتخذ القلق في بعض الأحيان صورة نوبات من الذعر و هو عبارة عن سرعة تشكل الأحاسيس و المشاعر الغامرة مثل زيادة معدل ضربات القلب ( و عدم انتظامها في بعض الأحيان ) و الشعور بالإغماء و العرق و الغثيان و الآم الصدر و ضيق التنفس و فقدان السيطرة و توعك الأعضاء و عدم ثبات الأقدام و يؤدي ذلك إلى تخوف الناس من احتمال إصابتهم بالجنون أو فقدان الرؤية أو إصابتهم بالأزمات القلبية . و قد يقتنعون بأنهم في طريقهم للوفاة أثناء النوبة و هو ما يجعل من هذه التجربة أمرا مروعا.
و قد تحدث نوبات الذعر في بعض الأحيان دونما سبب معروف و يفشل الناس في معرفة ذلك السبب. بل أنهم قد يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة على عقولهم بشكل نهائي .
إن القلق طويل الأجل هو من الأمور الضارة بالصحة . فهو قد يتسبب في إصابة جهازك المناعي بالضعف و هو ما يقلل من مقاومتك للإصابة بالعدوى و الأمراض . كما أن ارتفاع ضغط الدم قد يصيب القلب و الكلى بالمشاكل و يسهم في زيادة فرصة الإصابة بالأزمات . كما قد تصاب بصعوبات في الهضم جنبا إلى جنب المشاكل الصحية الأخرى.
كما قد تصاب أيضا بالاكتئاب ، و تظهر أعراض الاكتئاب و القلق جنبا إلى جنب إلى الحد الذي يقوم معه الأطباء أحيانا بعلاجهما بنفس الطريقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى