على مدى عمرٍ خنت الشعر .. كنت دائمة الإنشغال عنه بكتابة ما يفوقه شاعرية .. حرصت أن تكون الحياة هي قصيدتي الأجمل .. لا تبحثوا في هذه النصوص عن أشعاري .. ما هذه المجموعة سوى مراكب ورقية لإمرأة محمولة على أمواج اللهفة ، ما ترك لها الحب من يد سوى للتجديف بقلم.
أنا لم أفعل شيئاً يا عزيزتي سوى القراءة . . ثروة الآخرين تعدّ بالأوراق النقديّة ، وثروتي بعناوين الكتب .. أنا رجل ثريّ كما ترين .. قرأت كلّ ما وقعت عليه يدي .. تماماً كما نهبوا كلّ ما وقعت عليه يدهم.
إن إمرأة لا تخشى القتلة ، تخاف مجتمعاً يتحكم حماة الشرف في رقابه .. ثمّة إرهاب معنوي يفوق جرائم الإرهابيين.
كل يوم حين أستيقظ أقول : سأنساك اليوم أيضاً .. كل يوم منذ أيام لم يحدث أن نسيت أن أنساك.
هناك جثث لا تستحق الدفن في قلوبنا .. فللحب بعد الموت رائحة كريهة أيضاً.
شرفاء الزمن الجميل ذهبت بهم الحرب , وقذف البحر بما أعتاد أن يرمي به للشواطئ عندما تضع الحروب أوزارها.
مذ أدركت أن طغاة الحب كطغاة الشعوب , جبابرة على النساء وصغاراً أمام من يفوقهم جبروتاً .. وأن سيدك أيضاً له سيدة وطاغيتك له من يخشاه .. صغر السادة في أعينها وغدت سيدة نفسها .. لا تخاف غير الله ولا تنبهر سوى بأصغر كائناته.
لا زلت أشتري الجريدة كل صباح بحكم العادة .. لا زالت القاهرة تتردد وبغداد ترفض ودمشق تقاوم وعمان تتفرج وبيروت ترقص .. ولا زلت أكتب إليك عارية.
من لا يستحي من ملاقاة الله مذنباً سيذنب بحقك دون شعور بالذنب.
أصعب الألم أن يكون آخر الحلول جرح من تحب.
المرأة التي لا تطلب شيئاً هي المرأة التي تستحق كل شيء .. لكن لا تجعلها تنتظر طويلاً.
لعلي إمرأة عربية تحزن حين يجب أن تفرح لأنها ما إعتادت السعادة.
يسألونك هل تصلي ؟ لا يسألونك هل تخاف الله .
على مدى عمر من الكتابة كم إستودعتني النساء من أسرار وكم تجمعت لدي قصص عن الحب وكم إمتلأت دفاتري بأفكار ومقولات في الحب يصعب حشرها جميعها في أعمالي الروائية .. كانت نيتي الأولى جمعها في كتاب واحد لكنها غدت أكبر من أن يضمها كتاب وحين رحت أفكر في تقسيمها حسب المواضيع غدت مقسمة حسب مراحل الحب أي حسب فصوله الأربعة : فصل اللقاء والدهشة , فصل الغيرة واللهفة , فصل لوعة الفراق , فصل روعة النسيان.
إذا لم يكن للأدب في حياتنا دور المرشد العاطفي من يتولاه إذن ؟ ومن يعدّنا لتلك المغامرة الوجدانية الكبرى التي ستهز كياننا عندما لا نكون مهيئين لها .. وستواصل إرتجاجاتها التأثير في أقدارنا وخياراتنا حتى بعد أن ينتهي الحب ويتوقف زلزاله.
ماذا لو أعلنا الحب كارثة طبيعية بمرتبة إعصار أو زلزال أو حرائق موسمية .. لو جربنا الإستعداد لدمار الفراق بتقوية عضلة قلبنا الذي صنعت سذاجته وهشاشته الأغاني العاطفية والأفلام المصرية التي تربينا عليها.
أيتها العاشقات الساذجات الطيبات الغبيات .. ضعن هذا القول نصب أعينكن : ويلٌ لخل لم ير في خلّه عدوّاً .. ليشهد الادب أنني بلغت.
أيها الرجال الرجال سنصلي لله طويلاً كي يملأ بفصيلتكم مجدداً هذا العالم وأن يساعدنا على نسيان الآخرين.
من قال أننا نهجس بتلك الفحولة التي تباع في الصيدليات أو تلك الذكورة النافشة ريشها التي تفتح أزرار قمصانها لكي تبدو السلاسل الذهبية الضخمة وما فاض من غابات الشعر وتضع في أصابعها خواتم بأحجار لافتة للنظر ؟ رجولة الساعات الثمينة والسيجار الفخم التي تشهر أناقتها وعطرها وموديل سيارتها وماركة جوالها كي تشي بفتوحاتها السابقة وتغرينا بالإنضمام إلى قائمة ضحاياها ؟.
ما نريده من الرجال لا يباع ولا يمكن للصين ولا لتايلاند أن تقوم بتقليده وإغراق الأسواق ببضاعة رجالية تفي بحاجة النساء العربيات.
إختفاء الرجوله لم يلحق ضررا بأحلام النساء ومستقبلهن فحسب بل بناموس الكون وبقانون الجاذبية.
الإنسان يواصل بناء الأبراج معتقداً كلّما قزّمته أنه يزداد بطولها عظمة وأنه ينسب إليها لا للتراب ويبالغ في تزيين قصوره بالذهب وإذا بمعدنه يصدأ بينما يلمع كل شيء من حوله .. من أين له هذا الغرور ؟ والحجارة التي رفع بها أبراجه من خلق الله ؟ ليتواضع قليلاً ما دام عاجزاً عن خلق أصغر زهرة برية تنبت عند أقدام قصره فبمعجزتها عليه أن يقيس حجمه.
لا أثق في رجل لا يبكي.
وحدهم الأثرياء يعرفون بنظرة قيمة أشياء لا بريق لها.
ما حاجة الأثرياء للوسامة .. إنهم يبدون دائماً أجمل ممّا هم .. إنهم جميلون بقدر ما يملكون.
حين يخذلنا الحب والأصدقاء , نعود لممارسة أشياء كنا نمارسها من قبل , كالنوم مبكراً وهجر هواتفنا لمدة طويلة , نعود كالغرباء لا يهمنا أحد.
لا تقرعي الجرس الآن , لا تفتحي أبوابك للرجال , لا تقولي أين العشاق من عيني ؟ فثمة طفل بريء غادر لأجلك وسيعود لأجلك , طفلاً دوماً لأجلك .. لأجلك.
في الحرب ليس الذين يموتون هم التعساء دائماً . . إن الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم .. ثكالى , يتامى , ومعطوبي أحلام.
عندما تتقن فن الطبخ .. أنت حتماً تعرف كيف تعد مائدة حياتك وكيف تطهو رغباتك .. متعتك تبدأ بالإعداد للمتعة .. من إحضار لوازم أطباقك ومد مائدة إنتظارك.
بقدر إيمانك يسهل خروجك من محن القلب وفوزك بنعمة النسيان .. لأن الإيمان يضعك في مكانة فوقية يصغر أمامها ظلم البشر.
لا تنحازي لشيء سوى المبادئ .. لا تجاملي أحداً سوى ضميرك .. لأنك في النهاية لا تعيشين مع سواه.
إن غزالاً في البيت ليس غزالاً بل دجاجة .. لقد خلقت الغزلان لتركض في البراري لا لتختبئ .. فالخوف من الموت موت قد يمتد مدى الحياة.
لم يعد يغريني أحد فجميعهم في البداية رائعون وفي النهاية حدث ولا حرج.
الأعياد دوارة عيد لك وعيد عليك .. إن الذين يحتفلون اليوم بالحب قد يأتي العيد القادم وقد إفترقوا .. والذين يبكون اليوم لوعة وحدتهم قد يكونون أطفال الحب المدللين في الأعياد القادمة.
إن الحب سلطان فوق الشبهات لولا أنه يغار من عشاقه , لذا يظل العشاق في خطر كلما زايدوا على الحب حباً.
لا تقبلي أن يتسلى رجل بتعذيبك من أجل لا شيء ثم يعود متى شاء كأن شيئاً لم يحدث.
الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيءٍ تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرةً واحدة وما كنّا ندري أنه لن يتكرّر .
نحن عندما نصمت فإننا نجبر الآخرين على تدارك خطأهم.
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.
الهوس بالانتقام ، يعني أن نسمح لمن نريد أن نثأر منه بمواصلة إبقائنا أشقياء به.
إن أجمل ما يحدث لنا لا نعثر عليه ، بل نتعثر به.
يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلّم النطق ، وتقضي الأنظمة العربيّة بقيّة عمره في تعليمه الصمت.
الطريقة الصحيحة لفهم العالم هي في التمرد على موقعنا الصغير فيه والجرأة على تغيير مكاننا وتغيير وضعيتنا.
أحسد الأطفال الرضّع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية، وتعلِّمهم الصمت.
شيء مدهش أن يصل الإنسان بخيبته وفجائعه حد الرقص! إنه تميز في الهزائم أيضا، فليست كل الهزائم في متناول الجميع.
لا يمكن كتابة نص كبير في حضرة الموت . مذبحة بعد أخرى ماعدت كاتبة ، أنا أمٌّ تنتحب . تلك الطفولة النائمة في لحافها الأخير عرّتني من أي مجد أدبي ، أصغر طفل مُسجّى في شاحنات الموت ، هو أكبر من أيّ كلمات قد يخطها قلمي . لا حبر يتطاول على الموت . رحم الله شهداء سوريا الحبيبة الصغار منهم والكبار ، وعوّضهم في الآخرة بحياة أجمل من التي سُرقت منهم في هذا العالم الذي أمسى حقيرًا .
أحيانا أحب استسلامي. يمنحني فرصة تأمل العالم دون جهد، وكأنني لست معنية به.
إن كان المرء يتعلّم في الحياة من جيبه . فهو في الحبّ يتعلّم من قلبه . في المدرسة الأولى يتعلّم من خساراته ، و في الثانية من خيباته ، من ألمه و طعناته
الحياة في إغداقها عليك مزيداً من الكيد لك. أوَليست الحياة أنثى، في كلّ ما تعطيك تسلبُك ما هو أغلى؟.
أنا أنتمي إلى جيل يعاني أزمة عمر وأنفق حياته حتى قبل أن يعيشها.
الحُبّ ، على الرغم من كونه امتهاناً للعبوديّة ، هو تمرين يوميّ على الحرّية ، أي على قدرتنا على الاستغناء عن الآخر ، حتى لو اقتضى الأمر بقاءنا أحياناً عاطلين عن الحبّ .
أيّ طبق شهيّ للبوح لا يخلو من توابل الرياء، وحده الصمت هو ذلك الشيء العاري الذي يخلو من الكذب.
الوفاء مرض عضال.. لم يعد يصيب على أيامنا إلا الكلاب، و الغبيات من النساء.
لا أفقر من امرأة لا ذكريات لها. فأثرى النساء ليست التي تنام متوسّدة ممتلكاتها، بل من تتوسّد ذكرياتها.
نحن لا نكتب إهداءً سوى للغرباء، وأما الذين نحبهم فهم جزء من الكتاب وليسوا في حاجة إلى توقيع في الصفحة الأولى.
عادةً، أضرحة الفقدان تبقى عارية، ففي تلك المقابر لا تنبت سوى أزهار الكراهية؛ ذلك أن الكراهية لا الصداقة هي ابنة الحب.
عندما تنتظر أحداً ، أنت لا ترى شيئا بعينه ، ولا تتأمل شيئا بالتحديد ، نظراتك مبعثرة كمزاجك ، والذي تنتظره قد يأتي من اللامكان ، ويفاجئك وسط ذهولك ، وفوضى أفكارك.. وأسئلتك.
إن لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الإنتظار.
في غياب الشمس تعلم أن تنضج في الجليد.
حاولت أن تخفي عن الجميع دمارها الداخلي. كان يلزمها إعادة إعمار عاطفي، كأنّها مدينة مرّ بها هولاكو، فأهلك كلّ ما كان جميلاً فيها ، عزاؤها أنّها إستطاعت أن تنقذ من الدمار كرامتها . . وذلك الشيء الذي لم تمنحه إيّاه . . إستيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة ، كأنّ شيئاً ممّا حدث لم يحدث ، لقد عاشت سنتان مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر ، كأولئك السحرة الذين يخرجون من قبّعاتهم . . حَمامًا . . وأوراقًا نقديّة ، لكن لا الحمام يمكن الإمساك به ، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق ، لقد ترك لها ثروة الذكريات . . بينما كانت تتوقّع أن يهديها مشاريع حياة.