اتخذ قرار مصيري
القرار الحاسم هوَ جُرأة وحكمة وإرادة في آنٍ معاً، فكثير من مُجريات الحياة حولنا تحتاج إلى قرارات، وهذهِ القرارات تترتّب عليها مصائر الأشخاص والأشياء وكلاهما معاً، وللقرار أدوات وهو كما يسمّونه صناعة القرار، فهو ليس بالأمر السهل، وهوَ أشبه ما يكون بالصناعة، ويتمايز الناس بين بعضهم البعض في كيفية اتخاذ القرار، ومدى جديّة القرار وصرامته، وهذهِ القرارات بأدواتها وصناعتها تحتاج إلي قيادة حكيمة راشدة، فليس بالأمر الهيّن أن تُصدرَ قراراً وأنت لا تعلم نتائج القرار وما هو المصير المُترتب على هذا القرار، لذا فعلينا جميعاً أن نتعلّم اتخاذ القرارات خصوصاً القرارات الحاسمة والمصيريّة منها.
كيف أتّخذ قرار مصيري
- ادرس الواقع، ادرس المُعطيات التي بين يديك، فالقرار كما قُلنا هو صناعة، والصناعة يجب أن تُدرس قبل أن تنفّذ، وجزء كبير من القرارات التي حولنا تدخل دراستها وتناول معطياتها بالتحليل والمُقارنة في جدواها وفاعليتها وتقليل نسبة الخطأ الناتجة عن اتّخاذ هذا القرار.
- تمعّن في حالات شبيهة ممن حولك واتّخذوا قرارات في ظلّ ظُروف مشابهة للتي تمرّ فيها أنت، فالنظر في قرارت الآخرين ونتائجها التي أثمرت عنها يكفيك عناء التجربة خصوصاً إذا تبيّن فشل القرار الذي تنوي استخدامه في نفس الحالة، فليس من المعقول أن تتخذ قراراً فشَل فيه صديق لك أو قريب لك أو حتّى شخص يبعد عنك ولكن أحاطته ظروف ومُعطيات كالتي بين يديك وحولك.
- لا تنسى أنّ المشورة هيَ أساس النجاح، فعقل الجماعة أكمل وأبعد عن الخطأ من رأي الفرد، والنظرة التي تأتي من مجموعة تكون ثلاثية الأبعاد إذا جاز التعبير، وهي أكثر إحاطة من نظرتك لوحدك ، لأنّ اكتمال الخبرات واجتماعها لاشكّ سيُخرج عُصارة القرار الصائب.
- استخر ربّك قبل أن تتخذ قراراً مصيرياً، فأنت بتأديتك لصلاة الاستخارة تكون قد استخرت العليم الخبير، الذي يعلم ما تخفيه لكَ الأيام، ويعلم خير الأمور من شرّها، وهو الذي يصرف السوء بقدرته، ويجلب الخير بحكمته ورحمته.
- اذا درست القرار واستشرت أصحاب العقول النيّرة، واستخرت قبل ذلك الربّ الجليل سُبحانهُ وتعالى، ونظرت فيمن حولكَ من الناس، فعليك أن تتقدّم باطلاق القرار الذي فيه الخير والصواب بإذن الله تعالى، ولا تتردّد في تأديتهِ واطلاقه إذا علمت ورأيت فيه الخير، ولكن لا أقول أن العدول عنهُ أمرٌ غير مقبول خصوصاً إذا لاحَ لكَ خيرٌ منه فالدكتاتورية والتزمّت في اتّخاذ القرار ليس من الحكمة في شيء، بل من الخير أن تعدِل عن القرار إذا تبيّنت مساوئه واتضّحت اخطائه.