ابيات شعرية حزينه قصيرة
محتويات المقال
شعر حزين قصير
- سنعرض في هذا المقال مجموعة من الأشعار الحزينة:
أيا حزن ابتعد عنّي ودع جرحي يزل همّي
وإنّي بك يا حزني غير العذاب لا أجني
أيا حزن مالك منّي؟ ألا ترى الذي بي يكفيني
تعبت من كثرة التمنّي، ولست أنت بحائلٍ عنّي
أيا حزن لا تسئ ظنّي، فأنت في غنىً عنّي
فلي من الآلام ما يبكي، ولي من الجروح ما يدمي
ألا يا حزن أتعتقد أنّني منك اكتفيت
ألم يحن الأوان بعد، ألم يحن زوالك يا حزني؟
- مرّيت بالصّدفة بشارع الأحزان
لقيت حلم تائه الخطوة والمعان
كان يبحث في أشلاء الزّمان
عن نبض سرق أمام العينان
يعود بالذّكرى لعالم الأشجان
يقلب صفحاتٍ طواها النّسيان
لحظات نبعت من بئر الحرمان
لتغرق القلب باليأس والهوان
تحيّه نبض الإنسان، لمشاعر الأحزان
تحيّة ليل الأسى. لدموع تغرق العينين.
- اعتبرني كلام من إلي كتبته
كل ما ضاق بك الكون قريته
اعتبرني حزنك إلي كتمته
أو دمع في لحظة حزن بكيته
اعتبرني الغالي إلي ذكرته
أو الماضي اإلي نسيته
أو أقولّك، اعتبرني إلي تعتبره
المهم في النّهاية تكون حبّيته!
- أطلقت آهتي الأولى حين عثرت على قسوتك
مدسوسةً بين معسول الكلام
وآهة أخرى أجهضتها عند انتهاء العسل، ولم تتوقّف الكلمات
وثالثة عند رحيلك، دون كلمة وداع تليق بامرأة
ورابعة صرختها عند عودتك تبحث عنّي آلاف المرّات
وآهة تلو آهة، تلو آهات لا تنتهي
حتّى أصبحت حاملةً للقب “ملكة الآهات ” دون منافس
وآهة أخيرة أفْرج عنها اليوم وأنا بكامل سعادتي، وقمّة أملي، وأوج اشتياقي
أختم بها مسلسل التنهّدات عند محطّة عشقك الواهم
فهناك حبّ جديد يلوح في خفقات الأفق!
- ليت نثري ماذا دهاني
يعاقبني دهري أم يراودني زماني
قلت له اذهب فلماذا أتاني؟
هل جاء معذّباً أم نادماً، لم يقو على نسياني
أم نساؤه انقرضن، فهام يقتفي أثري ليلقاني
سأختبئ عنه، فلستُ جانيةً
بل كان دوماً هو الجاني!
قصيدة الحزن
-نزار قبّاني.
علّمني حبّك أن أحزن
وأنا محتاجٌ منذ عصور
لامرأةٍ تجعلني أحزن
لامرأةٍ أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأةٍ تجمع أجزائي
كشظايا البلّور المكسور
علّمني حبّك.. سيّدتي
أسوأ عاداتي
علمني أفتح فنجاني
في الليلة آلاف المرّات
وأجرّب طبّ العطارين
وأطرق باب العرّافات
علّمني أخرج من بيتي
لأمشّط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك
في الأمطار، وفي أضواء السّيارات
وأطارد طيفك
حتّى .. حتّى
في أوراق الإعلانات
علّمني حبّك
كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثاً عن شعر غجريّ
تحسده كل الغجريّات
بحثاً عن وجهٍ ..عن صوتٍ ..
هو كلّ الأوجه والأصواتْ
أدخلني حبكِ.. سيّدتي
مدن الأحزانْ
وأنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان
لم أعرف أبداً
أنّ الدّمع هو الإنسان
أنّ الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ
علّمني حبكِ..
أن أتصرّف كالصّبيانْ
أن أرسم وجهك
بالطبشور على الحيطانْ
وعلى أشرعة الصّيادينَ
على الأجراس
على الصّلبانْ
علّمني حبّكِ
كيف الحبُّ يغيّر خارطة الأزمانْ
علّمني أنّي حين أحبُّ
تكفّ الأرض عن الدّورانْ
علّمني حبّك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
وحلمت بأن تتزوجني
بنتُ السّلطان..
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجانْ
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرّمانْ
وحلمت بأنّي أخطفها
مثل الفرسانْ..
وحلمت بأنّي أهديها
أطواق اللؤلؤ والمرجانْ..
علّمني حبّك يا سيّدتي ما الهذيانْ
علّمني كيف يمرّ العمر..
ولا تأتي بنت السّلطانْ
علّمني حبّكِ..
كيف أحبّك في كلّ الأشياءْ
في الشّجر العاري
في الأوراق اليابسة الصّفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ
في أصغر مقهى..
نشرب فيهِ مساءً قهوتنا السّوداءْ..
علّمني حبّك أن آوي
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
وكنائس ليس لها أسماءْ
ومقاهٍ ليس لها أسماءْ
علّمني حبّكِ..
كيف الليلُ يضخّم أحزان الغرباءْ
علّمني..كيف أرى بيروتْ
امرأةً..طاغية الإغراءْ
امراةً..تلبس كلّ مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
و ترشّ العطر.. على نهديها
للبحارةِ.. والأمراء..
علّمني حبّك
أن أبكي من غير بكاءْ
علّمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الرّوشة) و(الحمراء)..
علّمني حبّك أن أحزنْ
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة.. تجعلني أحزن
لامرأة.. أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلّور المكسور..
لم ينتظر أحداً
-محمود درويش.
لم ينتظر أحداً
ولم يشعر بنقص في الوجود
أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه
ونور الشّمس يملأ قلبه بالصّحو
والأشجار عاليةٌ
ولم يشعر بنقصٍ في المكان
المقعد الخشبيّ، قهوته، وكأس الماء
والغرباء، والأشياء في المقهى
كما هي
والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ
يطفو على القتلى كعادته
ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه
كأن يخضوضرالمجهول في الصّحراء
أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ
فلن يقوى على التّكرار…أعرف
آخر المشوار منذ الخطوة الأولى
يقول لنفسه لم أبتعد عن عالمٍ،
لم أقترب من عالم
لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص
في مشاعره.
فما زال الخريف مضيفه الملكي،
يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النّهضة
الذهبيّ… والشّعر المقفّى بالكواكب والمدى
لم ينتظر أحداً أمام النّهر
في اللاانتظار أصاهر الدوريّ
في اللاانتظار أكون نهراً، قال
لا أقسو على نفسي، ولا
أقسو على أحد
وأنجو من سؤال فادح:
ماذا تريد
ماذا تريد؟
حين تطيل التّأمل
-محمود درويش.
حين تطيلُ التّأمل في وردةٍ
جرَحَتْ حائطاً، وتقول لنفسكَ:
لي أملٌ في الشّفاء من الرّمل
يخضرّ قلبُكَ
حين ترافق أنثى إلى السّيركِ
ذات نهار جميل كأيقونةٍ
وتحلّ كضيف على رقصة الخيلِ
يحمرّ قلبُكَ
حين تعُدُّ النّجوم، وتخطئ بعدَ
الثّلاثة عشر، وتنعس كالطفلِ
في زرقة الليلِ
يبيضّ قلبُكَ
حين تسير ولا تجد الحلم
يمشي أمامك كالظلِّ
يصفرّ قلبُكَ!
لا تتركيني
-محمود درويش.
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السّياج
كعشبة بريّة،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمراً تعيساً
كوكباً متسوّلاً بين الغصون
لا تتركيني
حرّاً بحزني
واحبسيني بيد تصبّ الشّمس
فوق كوى سجوني
وتعوّدي أن تحرقيني
إن كنت لي
شغفاً بأحجاري، بزيتوني
بشبّاكي.. بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني!