ابو عبيدة بن الجراح
قال تعالى:{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].صدق الله العظيم.
نزلت هذ الآية في ابي عبيدة عامر بن الجراح في غزوة بدر, حيث كان أبو عبيدة يتصدى له وكان أبو عبيدة يحيد عنه فلما زاد وأكثر عليه قتله, فكيف سنتحدث اليوم في بضع اسطر عن قلب ملأه الإيمان وأضاء بصيرته، ليصل إلى أبعد الحدود, قد لا نعطيه حقه ولكننا سوف نحاول أن نحصي بعض محامده ومواقفه وصفاته .
نسبه وصفاته :
هو عامر بن عبد الله، بن الجراح القرشي الفهري، اشتهر بكنيته بين الناس “أبو عبيدةالجراح ” ,أحد العشرة المبشرين بالجنة, ولد سنة 40 قبل الهجرة, وكان من صفاته الخلقية بأن وجهه ظاهر العروق نحيلا طويلا, كسرت أسنانه الأمامية يوم أحد عندما كان ينزع الحلقات التي دخلت وجنة نبينا العظيم (صلى الله عليه وسلم ), وقد قيل في وصفه كان وضيء الوجه، حلو الطلعة وبهيها، يريح القلب والعين عند رؤيته .
إسلامه :
أسلم على يد الصديق ابي بكر –رضي الله عنه- في اليوم التالي لإسلامه, وبذلك كان من السباقين للإسلام لقبه النبي –صلى الله عليه وسلم-” بأمين هذه الامه “.
من مواقفه:
ثبت مع العشرة الذين ثبتوا يوم أحد عندما هُزم المسلمون وأحاط بالنبي(صلى الله عليه وسلم )، ولم يحد عنه وقد قال للنبي(صلى الله عليه وسلم) عندما دخلت وجنته حلقتين من الدرع ” أقسم عليك أنْ تترك ذلك لي” فَتَرَكَهُ، فَخَشِيَ أبو عُبَيْدة إنْ اِقتَلَعَهُما بِيَدِه أنْ يُؤذِيَ رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم)، فَعَضَّ على أولاهما بتثنيتيه عضاً قوِياً مُحْكماً فاسْتَخْرَجَها، ووقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ، ثمَّ عضَّ على الأخرى بِثَنِيَّتِهِ الثانِيَة فاقْتَلَعَها، فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ الثانِيَة” وهنا يقول أبو بكر –رضي الله عنه – كان أبو عبيد من أحسن الناس هتما .
وقد قال له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه – ابسط يدك ابايعك فإني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول :
“ إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ“.
عندما أتى الخبر الى أبي عبيدة بأوامر الخليفة –عمربن الخطاب – رضي الله عنه بعزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وتولية أبي عبيدة بن الجراح قيادة الجيش كتم ذلك حتى انتهت المعركة وانتصر المسلمون, ومن ثم تقدم ابو عبيدة لخالد القائد العظيم وأعلمه بالخطاب فقال خالد بن الوليد-رضي الله عنه –” رْحَمُك الله أبا عُبَيْدة، ما منعك أنْ تُخْبِرني لمّا جاءَكَ الكِتاب؟ فأجابه أبو عُبَيْدة- رضي الله عنه-, وقال: والله إني كَرِهْتُ أنْ أكْسِرَ عليك حرْبَكَ، وما سُلْطانُ الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، وكلنا في الله أخوة”
وفاته :
توفي سنة ثماني عشرة, بعد أن أصيب بالطاعون, في مدينة عمواس حيث اشتهر بطاعون عمواس عن عمر 58 سنة .