إعصار تسونامي
أسباب تشكل التسونامي
يُعتبر التسونامي واحداً من أخطر الكوارثِ الطبيعيةِ التي تَأتي على الناس فَتهلكهم؛ حيث يُعرف التسونامي بأنّه مَجموعةٌ من الأمواج الضخمة التي تَتكون نتيجةً لِتحرك مساحةٍ ضخمةٍ مِن المياه كالمحيطات -على سبيل المثال – أو ما تحتها، كما تَنشأ كوارث التسونامي أيضاً من الزلازل المختلفة، والانفجارات التي تَحدث تَحت سطح الماء، بالإضافة إلى البراكين وانفجاراتها المختلفة، وتَجريب الأسلحة النوويّة المختلفة تحت سطح الماء، وسقوط المُذنبات في المياه، والعديد من المسببات الأخرى، وكنتيجة حَتمية لِكمية الطاقة التي تَنتج عن تحرُّك الماء وما تحته تنشأ الآثار المُدمرة لأمواج التسونامي، والتي تَصل إلى الحدّ الكارثي في العديد من الأحيان.
يعتبر المؤرّخ اليوناني المدعو توسيدايديس من أوائل من رَبطوا بين الزلازل وبين كوارث التسونامي، إلا أنّ فِهم هذه الظاهرة بالشكل الأَمثل استغرقَ وقتاً طويلاً، وبدأت دِراسته تَأخذ أعماقاً أكبر وأضخم في القرن العشرين، وذلك مع التطورات التقنية التي ظهرت، ولا تزال الظواهر الطبيعية – بما فيها ظاهرة التسونامي – خاضعةً للدراسة والبحث إلى يومنا هذا. ويشار إلى أنّ مُصطلح التسونامي هو مُصطلح يابانيُ الأصل؛ وهو مُصطلح يتكون من شِقّين هما: تسو ويعني الكبير، ونامي ويعني الموجة، ومن هنا فإنّ مَعنى التسونامي الموجة الكبيرة.
تسونامي الألفين وأربعة ميلادية
يُعتبر هذا التسونامي واحداً من أعظم الكوارث الطبيعية التي ضربت المناطق الآسيوية؛ حيثُ حدث الزلزال الذي أدّى إلى هذه الكارثة الهائلة في المحيط الهندي في عام ألفين وأربعة، وقد قُدّر هذا الزلزال على مقياس رختر لِقياس الزلازل بِحوالي تِسع درجات، وكان الأثر الأكبر لهذا الزلزال المُدمر في دولة أندونيسيا؛ فقد اقترب عدد الضحايا نَتيجةً لهذه الكارثة الطبيعية المُدمرة إلى حوالي ثلاثمئة ألف نسمة تقريباً، وكان لِأندونيسيا نَصيبُ الأسد منها؛ فقد استطاع هذا التسونامي أنْ يَرفع مستوى مياهِ البحر إلى حوالي خمسةَ عشرَ متراً تقريباً بسبب الكميات الهائلة والضخمة القادمة من المحيط.
عادلت قوةُ هذا الزلزال ما مِقدارُه مئةٌ وثلاثةٌ وعشرين مليار طن من المواد المتفجرة شديدةِ الانفجار (TNT)، وهي قوةٌ عاتيةٌ وشديدةٌ جداً، وهذا هو السبب وراءَ موت العديد من الضحايا، وقد تَوزعت ضحايا الزلزال؛ فهناك أشخاصٌ ماتوا بسبب الموجة المَديّة وقُدِّر عددُهم بنحو مئةٍ وستين ألف شخص تقريباً، كما مات ما يُقارب خمسةُ آلاف سائحٍ مِمن ارتادوا المناطق التي ضربتها هذه الكارثة المدمرة، عدا عن أنّ ما يقترب من ثلث الموتى هم من الأطفال، كما فُقِد عَشراتِ الآلاف من الناس، وفقَدَ ما يَزيدُ عن المِليون شخصاً مأواهم.