إذاعة عن خطر الاختلاط , مقدمة إذاعة عن الاختلاط
كلمة عن الاختلاط , اذاعه عن الاختلاط , مقدمة اذاعة عن الاختلاط , حكمة عن خطر الاختلاط , مقال عن الاختلاط , تعبير عن خطر الاختلاط , السوق , الاختلاط في العمل , صور اختلاط
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، مَن يهْدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فحينما خلق الله بني آدم ركَّبَ فيهم الشهوة التي تجعل كُلاًّ من الرجل والمرأة يميل إلى الآخر بمقتضى جبِلَّتِه، وهذا نوعٌ من أنواع اختبار الآدميِّين في الدُّنيا؛ عن أبي سعيد الخدري عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((إن الدُّنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلِفُكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدُّنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم (2742).
فمن أعظم ما يأتي الشيطان بني آدم من باب الشَّهوة المحرَّمة؛ فعن أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ما تركتُ بعدي فتنة أضَرَّ على الرِّجال من النساء))؛ رواه البخاري (5096) ومسلم (2740)، فليس أحدٌ بمنْأًى عن فتنة الشهوة مهما يكن عنده من تُقًى وصلاح، إلاَّ مَن عصمه الله، فنُقِل عن سيِّد من سادات التابعين؛ سعيد بن المسيِّب، أنه قال: “لو اؤتُمِنتُ على كذا من المال، لوجدت نفسي أمينًا، ولو اؤتُمِنت على امرأة سوداء، لما وجدت نفسي أمينًا”.
وعندما نهى الله عن الزِّنا حرَّم كلَّ الطرق الموصلة إليه، فقال – تعالى -: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32]، ولم يقل: لا تَزْنوا، فحرَّم الخلوة بالمرأة الأجنبية، ونهى عن سفر المرأة من غير مَحْرم، ونهى المرأة عن كلِّ قول وفعل يُثير الرَّجل، ويُؤَجِّج شهوته، وحرَّم الله اختلاط الرجال بالنساء.
ومما يدلُّ على حرمة الاختلاط الدائم بين الرِّجال والنساء قولُ رَبِّنا: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30 – 31] فأمر كُلاًّ من الرجال والنساء بِغَضِّ البصر عن الآخر، فيكفُّون عن نظر بعْضٍ إلى بعض مما يشتهون إليه، ولو نظر الرجل إلى المرأة من غير قصد وجَب عليه صَرْفُ البصر؛ فعن جرير بن عبدالله قال: “سألتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري”؛ رواه مسلم (2159).