أهم كتب التاريخ
التاريخ واحدٌ من أهمِّ العلوم الإنسانيَّة على الإطلاق؛ فالتاريخ حسَّاسٌ جدَّاً يستفيد منه الإنسان في كافَّة ظروفه وأحواله، بل ويؤثِّر في الحاضر والمستقبل كما يحصل في عالمنا الإسلاميِّ المرتبط بتاريخه بقوَّة.
العلوم الماديَّة لها علماؤها، والتاريخ أيضاً له علماؤه الذين درسوه، وتنقَّلوا بين الأزمان، واستطاعوا أن ينقلوا لنا الأحداث مع تحليلاتها بالشكل الذي يمكِّننا من اكتساب الفائدة الكبيرة. يُطلق على عالم التاريخ لقب المؤرِّخ، وقد برز عددٌ كبيرٌ من المؤرِّخين ممَّن استطاعوا إضافة الشيء الكثير إلى هذا العلم، وإفادة البشرية باستنتاجاتهم وتحليلاتهم التي دوَّنوها في مؤلَّفاتٍ ضخمة بقيت خالدةً إلى يومنا هذا، ولا زالت عجلة التاريخ تدور، ولا زال المؤرِّخون يعملون ويدوِّنون، ولا زالت إنتاجاتهم تُمتّع وتفيد طُلَّاب هذا العلم الساعين إلى سبر أغواره، والكشف عن خفاياه.
أهم كتب التاريخ
هناك العديد من المؤلَّفات التاريخيَّة الضخمة، ولعلَّ أبرزها:
- قصّة الحضارة لِويل ديورانت: يعتبر هذا المؤلَّف موسوعةً تاريخيَّة حقيقيَّة، استطاع مؤلِّفها في أحد عشر جزءاً أن يؤرِّخ للحضارات البشرية جميعها التي تعاقبت على مناطق الأرض منذ البداية إلى القرن التاسع عشر. من أبرز ما تميَّزت به هذه الموسوعة التاريخيَّة اتِّصافها بمنهجٍ علميٍّ واضح، بالإضافة0 إلى الموضوعيَّة. تعاون ويل ديورانت مع زوجته في إنتاج هذا الإنتاج الضخم على امتداد عشرات الأعوام.
- سيرة ابن هشام: ألَّف هذا الكتاب ابن اسحاق، وقام بالرواية ابن هشام. يبحث هذا الكتاب التاريخيُّ الّذي يُعتبر مرجعاً للمسلمين في سيرة رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-، ويؤرِّخ للأحداث التي مرَّ بها هذا الرسول العظيم منذ ولادته الشريفة إلى وفاته –عليه الصلاة والسلام-.
- القصص القرآني للدكتور محمد شحرور: يقع هذا الكتاب في جزأين، ويتميّز بطرحه الجديد والجميل للقصص التي تناولها القرآن الكريم، وهذا الطرح ناتجٌ من فِكر الدكتور محمد شحرور المستنير، وبحثه الدؤوب عن الحقيقة. لا يكتفي الدكتور شحرور بطرح القصص القرآني من زاوية جديدة غير معتادة، بل يحاول استنباط المغزى الرئيسي الذي لأجله خلَّد القرآن هذه القصص محاولاً إسقاطها على واقعنا المعاصر.
- اليهود واليهوديّة والصهيونيّة للدكتور عبد الوهاب المسيري: يقع هذا الإنتاج الضخم في ثمانية مجلَّدات، وهو عملٌ موسوعيٌّ بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى؛ حيث استطاع فيه المؤلِّف التأريخ للعبرانيين، وللجماعات اليهوديَّة، بالإضافة إلى ذكر أبرز صفاتها التي اتصفت بها، كما وأرَّخ للحركة الصهيونية، ولعلاقتها بقيام الدولة المزعومة على أرضنا العربيَّة. لاقت هذه الموسوعة نقداً كبيراً من قبل العديدين؛ حيث زعموا أنَّها لم تتقيّد بالنهج العلميِّ الواضح، بالإضافة إلى صعوبة قراءتها من قبل غير المتخصّصين، كما أنَّها مالت ناحية اليهود بدلاً من أن تكون ضدَّهم. على كلِّ حال، وبغض النظر عن الانتقادات، تبقى قراءة هذه الموسوعة تجربةً لن تتكرَّر؛ فالقيمة العالية التي يتمتَّع بها مؤلِّفها –رحمه الله- تشفع له.